ماذا يعني القضاء و القدر بالتفصيل ؟ حفظ
السائل : تقول السائلة أم محمد من القاهرة فضيلة الشيخ ماذا يعني القضاء والقدر بالتفصيل وفقكم الله؟
الشيخ : القضاء هو القدر إذا ذكر وحده والقدر هو القضاء إذا ذكر وحده فإن اجتمعا وقيل القضاء والقدر صار القضاء ما يفعله الله عز وجل والقدر ما كتبه في الأزل وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن الإيمان بالقدر له مراتب، المرتبة الأولى الإيمان بعلم الله عز وجل بأن يؤمن العبد بأن الله تعالى بكل شيء عليم وأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وأنه عالم بما كان وما يكون وأنه ما وقع شيء إلا بعلمه.
والمرتبة الثانية الإيمان بالكتابة أي أن الله كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة فإن الله أول ما خلق القلم قال له اكتب قال ربي وماذا أكتب قال اكتب ما هو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة.
ودليل هاتين المرتبتين قوله تعالى (( أَلَم تَعلَم أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالأَرضِ إِنَّ ذلِكَ في كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرٌ )) .
المرتبة الثالثة الإيمان بمشيئة الله العامة وأن كل شيء واقع بمشيئته سبحانه وتعالى لا فرق في ذلك بين ما يحصل من فعله جل وعلا وما يحصل من أفعال مخلوقاته.
أما دليل الأول وهو ما يحصل من فعله فقول الله تعالى (( ويفعل الله ما يشاء )) .
وأما الثاني وهو ما وقع من أفعال خلقه فدليله قوله تبارك وتعالى (( وَلَو شاءَ اللَّهُ مَا اقتَتَلَ الَّذينَ مِن بَعدِهِم مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيِّناتُ وَلكِنِ اختَلَفوا فَمِنهُم مَن ءامَنَ وَمِنهُم مَن كَفَرَ وَلَو شاءَ اللَّهُ مَا اقتَتَلوا وَلكِنَّ اللَّهَ يَفعَلُ ما يُريدُ )) فكل شيء يقع في السماوات أو في الأرض فإنه واقع بمشيئته تبارك وتعالى.
وأما المرتبة الرابعة فهي الإيمان بخلق الله وأن كل كائن فهو مخلوق لله عز وجل لا خالق غيره ولا رب سواه ودليل هذا قوله تعالى (( اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكيلٌ )) .
هذه المراتب الأربع هي مراتب الإيمان بالقضاء والقدر ولا يتم الإيمان بالقدر إلا بتحقيق هذه المراتب الأربع ومن المعلوم أن الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة التي أجاب بها نبي الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم جبريل حين سأله عن الإيمان فقال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره ) . نعم.

السائل : بارك الله فيكم. هذا السائل محمد عثمان من ليبيا يقول فضيلة الشيخ هل يجوز لي أن ألتقي وأحادث خطيبتي علما بأنه حتى الأن لم يتم عقد القران أفيدوني مأجورين؟
الشيخ : الخطيبة يعني المخطوبة أجنبية من الخاطب لا فرق بينها وبين من لم تكن خطيبة حتى يعقد عليها وعلى هذا فلا يجوز للخاطب أن يتحدّث مع المخطوبة أو أن يتصل بها إلا بالقدر الذي أباحه الشرع والذي أباحه الشرع هو أنه إذا عزم على خطبة امرأة فإنه ينظر إليها إلى وجهها كفيها قدميها رأسها ولكن بدون أن يتحدّث معها اللهم إلا بقدر الضرورة كما لو كان عند النظر إليها بحضور وليها يتحدّث معها مثلا بقدر الضرورة مثل أن يقول مثلا هل تشترطين كذا أو تشترطين كذا أو ما أشبه ذلك.
وأما محادثتها بالتلفون حتى إن بعضهم ليحدّثها الساعة والساعتين فإن هذا حرام ولا يحل.
يقول بعض الخاطبين إنني أحدّثها من أجل أن أفهم عن حالها وأفهمها عن حالي فيقال مادمت قد أقدمت على الخطبة فإنك لم تقدم إلا وقد عرفت الشيء الكثير من حالها ولم تقبل هي إلا وقد عرفت الشيء الكثير من حالك فلا حاجة إلى المكالمة بالهاتف.
والغالب أن المكالمة بالهاتف للخطيبة لا تخلو من شهوة أو تمتّع، شهوة يعني شهوة جنسية أو تمتع يعني تلذّذ بمخاطبتها ومكالمتها وهي لا تحل له الأن حتى يتمتع بمخاطبتها أو يتلذذ. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.