ماهي الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله و ماهي طرق النجاة منه ؟ حفظ
السائل : هذا المستمع أحمد عبد الرحمان يقول فضيلة الشيخ الطلاق بلا شك وراءه أسباب ودوافع وهو أبغض الحلال إلى الله ومن الملاحظ انتشار حالات الطلاق بكثرة فهل تتفضلون فضيلة الشيخ بتسليط الضوء على النقاط التي تسبّب أو التي تتسبب في الطلاق وطرق النجاة مأجورين؟
الشيخ : نعم. الطلاق لا شك أنه غير محبوب إلى الله وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالصبر على المرأة وقال (( فَإِن كَرِهتُموهُنَّ فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا )) وقال في المولين (( لِلَّذينَ يُؤلونَ مِن نِسائِهِم تَرَبُّصُ أَربَعَةِ أَشهُرٍ فَإِن فاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ * وَإِن عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ )) فتأمّل كيف فرّق بين الفيْئة وهي الرجوع إلى أهله وبين عزْم الطلاق فقال في الأول (( فَإِن فاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ )) وقال في الثاني (( وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم )) وهذا يدل على أن الطلاق ليس محبوبا إلى الله عز وجل وهو كذلك لما يحصل به من الفُرقة بعد الإلفة وربما يكون بين الزوجين أولاد فيتفرّق الأولاد وتتشتّت أفكارهم وربما يكون هذا الطلاق سببا للعداوة بين الزوج وأهل المرأة وبين المرأة والزوج إلى غير ذلك من المفاسد التي تحصل بالطلاق.
ولهذا ينبغي الإنسان ألا يُطلّق إلا عند الضرورة القصوى التي لا يتحمّل معها البقاء مع زوجته ثم إن بعض الناس يغضب إذا قالت له زوجته طلّقني أو إن كنت رجلا فطلّقني أو أتحدّاك أن تطلّقني فيغضب ثم يُسرع الطلاق وهذا لا ينبغي للرجل ينبغي للرجل أن يكون قويا وأن يكون شديد النفس وألا يتأثر بهذا القول من المرأة وربما تكون في تلك الساعة قد تساوى عندها البقاء والفراق ولكنها تندم فيما بعد أشد الندم فإذا تحدّتك زوجتك في الطلاق أو قالت طلّقني أو ما أشبه ذلك فاتركها لا تطلّقها ولا تغضب من هذا وإذا رأيت من نفسك أنها قد تسيطر عليك وتكون أقوى منك في طلب الطلاق فاخرج من البيت حتى يهدأ غضبها وترجع إلى سكينتها فنصيحتي للأزواج ألا يتعجّلوا في الطلاق، أن يتأنوا ثم ليتذكّر الإنسان ما كان بينه وبين زوجته من عشرة طيبة ثم ليتذكر أيضا أنه ليس بالسهولة أن يجد زوجة إذا طلّق هذه وربما ينفر الناس منه إذا رأوه يتزوّج ويطلّق، ويتزوج ويطلق فلا يٌزوّجونه وإن كان ذا خلق ودين.
وأما قول السائل إن الطلاق أبغض الحلال إلى الله فهذا حديث ضعيف يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه ضعيف وفي متنه ما فيه يعني في لفظ الحديث ما فيه لأن قوله أبغض الحلال إلى الله الطلاق يقتضي أن يكون الحلال بغيضا إلى الله ولو كان بغيضا إلى الله ما كان حلالا لأن كل ما كان بغيضا إلى الله فإنه أقل أحواله أن يكون حراما فالحديث هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم.
السائل : اللهم صلي وسلم على نبينا محمد.