سائلة تقول : توفي ولدي و هو في الخامسة عشر من عمره و كان يصلي الفروض مرة في البيت و مرة في المسجد و لكنني أراه في المنام كثيرا و هو يقول : أعطوني أعطوني فأقوم و أتصدق عنه على الفقراء فهل من توجيه في ذلك ؟ حفظ
السائل : هذه السائلة تقول توفي لي ولد وهو في الخامسة عشرة من عمره وكان يصلي الفروض مرة في البيت ومرة في المسجد ولكنني أراه في المنام كثيرا وهو يقول أعطوني أعطوني فأقوم وأتصدّق عنه على الفقراء فهل من توجيه في ذلك يا فضيلة الشيخ؟
الشيخ : لا شك أن كون الإنسان يصلي مع الجماعة مرة ويتركها مرة أخرى تقصير منه وإخلال بالواجب وهو ءاثم بذلك إذا علِم وجوب صلاة الجماعة في المساجد وعلى هذا فإذا مات إنسان وهو مقصّر في واجباته فالذي ينبغي لأهله أن يدعو له بالمغفرة والعفو لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أرشد إلى هذا في قوله ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) وربما يُخفّف عن الإنسان في قبره بدعاء أهله وأصحابه له وربما يُرفع عنه العذاب رأسا بالدعاء له وهذا من فائدة الأخوّة الإيمانية فإن المؤمنين يدعو بعضهم لبعض (( رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ ءامَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ )) وكل مصل يقول في صلاته " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " لكن قد لا يستحضر الإنسان عند هذا الدعاء العام شخصا معيّنا فإذا دعا لشخص معيّن عرف أنه مفرّط في واجب أو منتهك لمحرّم في حال حياته فإنه قد يُخفَّف عن هذا الميت من العذاب أو يُرفع عنه العذاب بسبب هذا الدعاء، الدعاء للميت أفضل من الصدقة عنه لأنه لو كانت الصدقة أفضل لأرشد إليها النبي عليه الصلاة والسلام حين قال ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) أقول لو كانت الصدقة أفضل لقال " أو ولد صالح يتصدّق له " لأن سياق الحديث في العمل والصدقة من العمل فلما عدل النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم عن ذكر العمل إلى ذكر الدعاء علِم أن الدعاء أفضل، الدعاء للميت أفضل من قراءة القرءان له وأفضل من الصدقة له وأفضل من العمرة له وأفضل من الحج له، اللهم إلا أن تكون العمرة والحج فريضتين فهذا فيه نظر ءاخر.
وأما كون هذه المرأة تتصدّق كلما رأت الميت يقول "أعطوني أعطوني" فلا أرى لها ذلك لأن الأحكام الشرعية لا تُبنى على المنامات والمرائي والشيطان قد يتمثّل بصورة الميت كما يتمثل بصورة الحي إلا النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فإن الشيطان لا يتمثّل به فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على الوصف المطابق لما نقِل من وصفه صلوات الله وسلامه عليه فقد رءاه حقا ومع ذلك فالأحكام الشرعية لا تثبت بالمنامات لكن قد تكون قرائن تُشير إلى شيء ما وأما أن تُثبت بها أحكام شرعية فلا، ثم إذا كانت قرائن تُشير إلى شيء ما فلننظر هل هذه الإشارة صحيحة من الواقع أو ليست بصحيحة حسب حال الإنسان وما يحتف بها من القرائن. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : لا شك أن كون الإنسان يصلي مع الجماعة مرة ويتركها مرة أخرى تقصير منه وإخلال بالواجب وهو ءاثم بذلك إذا علِم وجوب صلاة الجماعة في المساجد وعلى هذا فإذا مات إنسان وهو مقصّر في واجباته فالذي ينبغي لأهله أن يدعو له بالمغفرة والعفو لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أرشد إلى هذا في قوله ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) وربما يُخفّف عن الإنسان في قبره بدعاء أهله وأصحابه له وربما يُرفع عنه العذاب رأسا بالدعاء له وهذا من فائدة الأخوّة الإيمانية فإن المؤمنين يدعو بعضهم لبعض (( رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ ءامَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ )) وكل مصل يقول في صلاته " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " لكن قد لا يستحضر الإنسان عند هذا الدعاء العام شخصا معيّنا فإذا دعا لشخص معيّن عرف أنه مفرّط في واجب أو منتهك لمحرّم في حال حياته فإنه قد يُخفَّف عن هذا الميت من العذاب أو يُرفع عنه العذاب بسبب هذا الدعاء، الدعاء للميت أفضل من الصدقة عنه لأنه لو كانت الصدقة أفضل لأرشد إليها النبي عليه الصلاة والسلام حين قال ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) أقول لو كانت الصدقة أفضل لقال " أو ولد صالح يتصدّق له " لأن سياق الحديث في العمل والصدقة من العمل فلما عدل النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم عن ذكر العمل إلى ذكر الدعاء علِم أن الدعاء أفضل، الدعاء للميت أفضل من قراءة القرءان له وأفضل من الصدقة له وأفضل من العمرة له وأفضل من الحج له، اللهم إلا أن تكون العمرة والحج فريضتين فهذا فيه نظر ءاخر.
وأما كون هذه المرأة تتصدّق كلما رأت الميت يقول "أعطوني أعطوني" فلا أرى لها ذلك لأن الأحكام الشرعية لا تُبنى على المنامات والمرائي والشيطان قد يتمثّل بصورة الميت كما يتمثل بصورة الحي إلا النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فإن الشيطان لا يتمثّل به فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على الوصف المطابق لما نقِل من وصفه صلوات الله وسلامه عليه فقد رءاه حقا ومع ذلك فالأحكام الشرعية لا تثبت بالمنامات لكن قد تكون قرائن تُشير إلى شيء ما وأما أن تُثبت بها أحكام شرعية فلا، ثم إذا كانت قرائن تُشير إلى شيء ما فلننظر هل هذه الإشارة صحيحة من الواقع أو ليست بصحيحة حسب حال الإنسان وما يحتف بها من القرائن. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.