هل يجوز أن يحضر أحد العلماء لتعزية أهل الميت و يذكرهم بالآخرة و يصبرهم و يعظهم ؟ حفظ
السائل : يقول هل يجوز أن يحضر للتعزية أحد العلماء ليحمل أهل الميت على الصبر ويذكّرهم بفناء الدنيا ويبيّن لهم فوائد الصبر ويسلّيهم بحيث يكون في مجلس التعزية روضة من رياض الجنة أفيدونا أيضا بهذه الفقرة من سؤالي؟
الشيخ : ليس هذا من السنّة أن يحضر واعظ في مجلس التعزية يعظ أهل الميت ويسمعه الحاضرون بل إن الاجتماع للتعزية مكروه كما صرّح بذلك كثير من العلماء بل أطلق بعضهم عليه أنه بدعة لذلك نحُث إخواننا المسلمين على ألا يفعلوا ذلك أي ألا يجلسوا للتعزية يستقبلون الناس.
أولا لأن ذلك لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ولا من هدي أصحابه.
وثانيا أن حال هذا الجالس الذي فتح بابه للناس أو أن لسان حاله يقول يا أيها الناس ائتوا إلي فإني مصاب فعزّوني وهذا أمر لا يليق بالعاقل بل الإنسان المصاب ينبغي له أن يتصبّر ويتحمّل دون أن يقول للناس بلسان الحال أو لسان المقال تعالوا عزّوني.
وثالثا أن هذه المجالس قد بالغ فيها بعض الناس حتى أصبحوا يجعلونها كأنها حفل زواج تمُرّ في بعض المناطق بالبيت مُضاءً بقناديل كهرباء مفتوح الباب قد بسِط بالرمل أو بالفرش وبالكراسي والناس هذا داخل وهذا خارج وكأنهم في محفل عرس وهذا لا شك أنه ليس من السنّة بل إنه خلاف السنّة قطعا بل إنه يجعل الناس يُحسّون بهذه الأمور إحساسا ظاهريا بدنيا يُريدون أن يُسلّوا أنفسهم بهذه المظاهر فقط لا برجاء الثواب وتحمّل الصبر لأن هذه عبارة عن سرور ظاهري جسدي فقط لكن إذا بقي البيت على ما هو عليه وبقي أهله على ما هم عليه وتصابروا فيما بينهم وحث بعضهم بعضا على الصبر كان هذا هو السنّة.
ولهذا لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اصنعوا لأل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم ) ولم يقل واذهبوا إليهم واجتمعوا إليهم وكلوا معهم وإنما قال ( اصنعوا لأل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم ) يعني عن صنع الطعام لأن النفوس مهما بلغت لابد أن تتكدّر ولاسيما إذا كان المصاب جللا عظيما لكن كوْن الناس يجتمعون وتُصنع الولائم وتُبعث إليهم أو ربما يصنعونها هم فإن الصحابة يعدّون صنع الطعام واجتماع الناس إليه من النياحة.
ولهذا نقول لإخواننا خفّفوا على أنفسكم، اربعوا على أنفسكم لا تكلّفوها مثل هذه الأعمال التي لا تزيدكم إلا إيغالا في البدعة التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد أصحابه.
ونحن نقول هذا الكلام ونقول لمن سمعه إذا كان عندك شيء من سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام يؤيّد هذا فأهده إلينا وأنت مشكور على ذلك ونحن بحول الله سننقاد له أما إذا لم يكن عندك شيء فلماذا تُحدث أمرا لم يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه ألم تسمع قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) .
إذًا فنقول لا تدعو عالما يحضر مجلس أهل الميت من أجل أن يلقي فيهم المواعظ بل إذا رأينا أن بعض الناس قد بلغ به الحزن مبلغا عظيما فإننا نأتي إليه واحد من العائلة أو واحد من طلبة العلم المعروف عنده يأتي إليه ويتكلّم معه كلاما عاديا في المجلس ويقول اتق الله اصبر احتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمّى هذا أمر مكتوب قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة والمكتوب لابد أن يقع قال النبي عليه الصلاة والسلام ( واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ) وتشدّدك في الحزن والبكاء لا يرفع من الأمر شيئا بل يزيد الأمر شدة ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الميت يُعذّب ببكاء أهله عليه ) فيأتي إنسان عادي بصفة عادية يتكلّم مع هذا الذي بلغت به المصيبة مبلغا عظيما ويُخفّف عنه وأما الاجتماع وجلب الوعاظ للوعظ وما أشبه ذلك فكل هذا من البدع. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : ليس هذا من السنّة أن يحضر واعظ في مجلس التعزية يعظ أهل الميت ويسمعه الحاضرون بل إن الاجتماع للتعزية مكروه كما صرّح بذلك كثير من العلماء بل أطلق بعضهم عليه أنه بدعة لذلك نحُث إخواننا المسلمين على ألا يفعلوا ذلك أي ألا يجلسوا للتعزية يستقبلون الناس.
أولا لأن ذلك لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ولا من هدي أصحابه.
وثانيا أن حال هذا الجالس الذي فتح بابه للناس أو أن لسان حاله يقول يا أيها الناس ائتوا إلي فإني مصاب فعزّوني وهذا أمر لا يليق بالعاقل بل الإنسان المصاب ينبغي له أن يتصبّر ويتحمّل دون أن يقول للناس بلسان الحال أو لسان المقال تعالوا عزّوني.
وثالثا أن هذه المجالس قد بالغ فيها بعض الناس حتى أصبحوا يجعلونها كأنها حفل زواج تمُرّ في بعض المناطق بالبيت مُضاءً بقناديل كهرباء مفتوح الباب قد بسِط بالرمل أو بالفرش وبالكراسي والناس هذا داخل وهذا خارج وكأنهم في محفل عرس وهذا لا شك أنه ليس من السنّة بل إنه خلاف السنّة قطعا بل إنه يجعل الناس يُحسّون بهذه الأمور إحساسا ظاهريا بدنيا يُريدون أن يُسلّوا أنفسهم بهذه المظاهر فقط لا برجاء الثواب وتحمّل الصبر لأن هذه عبارة عن سرور ظاهري جسدي فقط لكن إذا بقي البيت على ما هو عليه وبقي أهله على ما هم عليه وتصابروا فيما بينهم وحث بعضهم بعضا على الصبر كان هذا هو السنّة.
ولهذا لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اصنعوا لأل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم ) ولم يقل واذهبوا إليهم واجتمعوا إليهم وكلوا معهم وإنما قال ( اصنعوا لأل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم ) يعني عن صنع الطعام لأن النفوس مهما بلغت لابد أن تتكدّر ولاسيما إذا كان المصاب جللا عظيما لكن كوْن الناس يجتمعون وتُصنع الولائم وتُبعث إليهم أو ربما يصنعونها هم فإن الصحابة يعدّون صنع الطعام واجتماع الناس إليه من النياحة.
ولهذا نقول لإخواننا خفّفوا على أنفسكم، اربعوا على أنفسكم لا تكلّفوها مثل هذه الأعمال التي لا تزيدكم إلا إيغالا في البدعة التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد أصحابه.
ونحن نقول هذا الكلام ونقول لمن سمعه إذا كان عندك شيء من سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام يؤيّد هذا فأهده إلينا وأنت مشكور على ذلك ونحن بحول الله سننقاد له أما إذا لم يكن عندك شيء فلماذا تُحدث أمرا لم يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه ألم تسمع قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) .
إذًا فنقول لا تدعو عالما يحضر مجلس أهل الميت من أجل أن يلقي فيهم المواعظ بل إذا رأينا أن بعض الناس قد بلغ به الحزن مبلغا عظيما فإننا نأتي إليه واحد من العائلة أو واحد من طلبة العلم المعروف عنده يأتي إليه ويتكلّم معه كلاما عاديا في المجلس ويقول اتق الله اصبر احتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمّى هذا أمر مكتوب قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة والمكتوب لابد أن يقع قال النبي عليه الصلاة والسلام ( واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ) وتشدّدك في الحزن والبكاء لا يرفع من الأمر شيئا بل يزيد الأمر شدة ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الميت يُعذّب ببكاء أهله عليه ) فيأتي إنسان عادي بصفة عادية يتكلّم مع هذا الذي بلغت به المصيبة مبلغا عظيما ويُخفّف عنه وأما الاجتماع وجلب الوعاظ للوعظ وما أشبه ذلك فكل هذا من البدع. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.