كيف تكون المحبة في الله ؟ حفظ
السائل : هذا السائل ف م ع ش يقول فضيلة الشيخ كيف تكون المحبة في الله أرجو منكم إفادة؟
الشيخ : تكون المحبة في الله بأن تحب الرجل لكونه عابدا صالحا لا لأنه قريبك ولا لأن عنده مالا ولا لأنه يُعجبك في خلقه ومنظره وما أشبه ذلك، لا تحبه إلا لدينه وتقواه، هذه هي المحبة في الله.
وفي هذا الحال تجد أن كل واحد منكما يُعين الأخر على طاعة الله وقد ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال ( سبعة يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلّق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) والشاهد منه قوله ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه ) .
ولكني أحذر غاية التحذير ولاسيما النساء من أن تكون هذه المحبة في الله محبة مع الله لأن بعض الناس يُغرم بمحبة أخيه في الله أو تُغرم المرأة بمحبة أختها في الله حتى تكون محبة هذا الإنسان في قلبها أو في قلب الرجل أشد من محبة الله لأنه يكون دائما هو الذي في قلبه وهو الذي على ذكره إن نام نام على ذكره وإن استيقظ استيقظ على ذكره وإن ذهب أو رجع فهو على ذكره فيُنسي ذكره ذكر الله عز وجل وهذا شرك في المحبة قال الله تعالى (( وَمِنَ النّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دونِ اللَّهِ أَندادًا يُحِبّونَهُم كَحُبِّ اللَّهِ )) وفعلا تحصل الشكوى من هذا الأمر أن تحب المرأة زميلتها أو معلمتها محبّة شديدة تستولي على قلبها وفكرها وعقلها حتى تكون هي التي على بالها دائما وتنسى بذكرها ذكر الله وهذا خطأ وخطر والواجب على المرء إذا وقع في هذا الداء أن يُحاول الدواء ما استطاع ولكن كيف الدواء وقد وصلت الحال إلى هذه المنزلة؟ الدواء أن يذكر أولا أن محبة الله تعالى فوق كل شيء ويصرف قلبه لمحبة الله ومما يُقوّي محبة الله في قلب العبد دوام ذكر الله وكثرة قراءة القرءان وكثرة الأعمال الصالحة والإعراض عن شهوات النفس وهوى النفس.
ثانيا أن يبتعد بعض الشيء عن هذا الذي وقع في قلبه محبته إلى هذه المنزلة، يبتعد عنه بعض الشيء ويتلهى بأمر ءاخر فإن لم ينفع فليجتنبه نهائيا، يقطع الصلة بينه وبينه حتى يهدأ هذا الحب وتزول هذه الحرارة وتسكن ثم يعود إلى محبته المحبة العادية.
ومن أجل كثرة الشكوى من هذا أحببت أن أنبّه عليه ألا تكون المحبة في الله ترتقي إلى أن تكون محبة مع الله لأن هذا نوع من الشرك في المحبة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوجيه المبارك.