ما هو موقف المسلم من علماء المسلمين.؟ حفظ
الشيخ : هنا قد يرد سؤال فما هو موقف المسلم بالنسبة لعلماء المسلمين وبخاصة من كان منهم مشهورا بالعلم والصلاح والتقوى وهم لا أقول الأئمة الأربعة فإن من فضل الله تبارك وتعالى أن من على المسلمين على مر الزمان و القرون بمئات بل بألوف علماء المسلمين فما موقف المسلم في هذا الزمان الذي يدعوا الناس إلى أن يوحدوا رسول الله في إتباعه ، ما موقف هذا المسلم من علماء المسلمين ؟ نقول الموقف وجوب إتباعهم ما داموا متمسكين ودالين لنا على سنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وهنا ألفت النظر إلى آية في القرآن يجب أن يكون معناها ماثلة في الأذهان ألا وهي قوله تبارك وتعالى (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) هذه الآية تجعل الناس عامة المسلمين قسمين ، عالم وغير عالم ، وعلى كل من القسمين أوجب عليه حكما يليق به ، القسم الأكبر هم الذين لا يعلمون ، فخاطبهم بقوله تعالى (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، هذا هو القسم الأكبر من المسلمين أنهم ليسوا بعلماء فواجبهم أن يسألوا أهل الذكر ، وواجب أهل العلم أنهم إذا سئلوا أن يجيبوا وهذا قد أخذ منهم العهد في القرآن الكريم أن يبلغوا العلم إلى الناس وأن لا يكتموه وجاءت السنة تؤكد ذلك تمام التأكيد من ذلك الحديث المشهور ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) فإذا عامة المسلمين واجبهم أن يسألوا أهل العلم ، فإذا هؤلاء لا غنى لهم إلا أن يرجعوا عند الحاجة وعند الملمات إلى العلماء ، لأن الله عز وجل أمرهم بذلك (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، ولكن أهل العلم ليسوا في المنزلة عندنا كمنزلة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم المعصوم والمبلغ عن الله والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه معصوم ، أما العلماء فليسوا كذلك إنما هم مبلغون عن الله صلى الله عليه وسلم ، فقد يصيب أحدهم وقد يخطئ ولا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافا لبعض الفرق التي تدعي العصمة لآل البيت فهذا من الانحراف في الكتاب والسنة ، فلا عصمة لأحد بعد رسول الله لا لعلي ولا لأبي بكر ولا لغيرهم من الصحابة الأجلاء فضلا عن العلماء الذين جاءوا من بعدهم وإلى هذه الحقيقة أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحديث الصحيح ، قال ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد ) إذا العالم يخطئ ويصيب أما نبينا فلا يخطئ في الشرع مطلقا بل هو معصوم كما ذكرنا آنفا ، من هنا يجب أن نجعل تعصبنا في ديننا فقط لرجل واحد ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نتعصب لعالم ممن علماء المسلمين وعندما نستعين بهم ونسترشد بهم ليدلونا على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم