هل يشترط في حصول الثواب على العمل أن يكون الإنسان عالما بالثواب الذي وعد الله به فاعل هذا العمل مثلا إنسان يذهب إلى المسجد و يحضر صلاة الجماعة لكنه لا يعلم بأن كل خطوة درجة و يكتب له بها حسنة و تحط عنه بها خطيئة كما في الحديث الصحيح فهل يثاب بالثواب الوارد في الحديث ؟ حفظ
السائل : هذا السائل لم يذكر الاسم في هذه الرسالة يقول فضيلة الشيخ هل يُشترط في حصول الثواب على العمل أن يكون الإنسان عالما بالثواب الذي وعد الله به فاعل هذا العمل مثلا إنسان يذهب إلى المسجد ويحضر صلاة الجماعة لكنه لا يعلم أن بكل خطوة درجة ويُكتب له بها حسنة وتُحط عنه خطيئة كما في الحديث الصحيح فهل يُثاب بالثواب الوارد في الحديث أرجو من فضيلة الشيخ إجابة؟
الشيخ : لا يشترط لحصول الثواب أن يكون الإنسان عالما به بل يحصل لمن عمل هذا العمل سواء نوى به ذلك الثواب أم لم ينو به ذلك الثواب لكنه لا شك أنه إذا احتسب الأجر على الله بما رتّبه الله على هذه العبادة من الثواب كان أفضل وأحسن ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه ) ولا شك أن الإنسان إذا احتسب العمل الصالح أي احتسب ما رُتِّب عليه من الثواب لا شك أنه أقوى إيمانا وأشد رغبة ممن غفل عن ذلك ولم يحتسبه لكن ظاهر النصوص أن الثواب المرتّب عن العمل يحصل وإن لم يكن في بال الإنسان ذلك الثواب المعيّن أو لم يكن عالما به أصلا كما أن المحرّم الذي رتِّب عليه عقوبة.
السائل : نعم.
الشيخ : تحصل العقوبة وإن كان الإنسان لم يعلمها، مثال ذلك لو أن رجلا زنا والعياذ بالله بامرأة وهو ثيّب يعني وهو قد تزوّج وجامع زوجته في نكاح صحيح ويعلم أن الزنا حرام لكن لا يدري أن عليه الرجم فهنا يُرجم وإن لم يعلم أن عليه الرجم إذا تمّت الشروط.
ربما يقول لنا أنا لو علمت أن حدي الرجم ما زنيت نقول ليس من الشرط أن تعلم.
وكذلك لو أن رجلا جامع زوجته في نهار رمضان في حال يلزمه فيها الصوم ثم جاء يسأل يقول هل علي كفارة نقول نعم عليك الكفارة فإذا قال أنا لم أعلم إن علي كفارة ولو علمت أن علي كفارة ما جامعت قلنا هذا ليس بشرط مادام عرفت أنه حرام وانتهكت الحُرمة فعليك الكفارة.
والدليل لذلك قصة الرجل الذي جامع زوجته في نهار رمضان ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وقال يا رسول الله هلكت قال ما أهلكك قال وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم فأمره النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم بالكفارة مع أن الرجل كان لا يدري ماذا عليه فدل هذا على أن فاعل المحرّم يؤاخذ به وإن كان لا يدري ما يترتب عليه. نعم.
السائل : شكر الله لكم.