تكلم على المصالح المرسلة . وأن استعمال المكبرات في إقامة الصلاة لا تجوز .؟ حفظ
الشيخ : لكـــن الوسائـــل فـــي الشريعـــة تنقســــم إلـــى قسميـــن وسيلـــة تحقــــق مقصــــداً شرعيــــاً وهــــي التـــي تسمــــى فـــي لغــــة بعـــض الفقهـــاء بالمصالـح المرسلـــة ، ووسيلــــة لا تحقــــق مصلحــــة شرعيـــــة. فأنـــا أقـــول لكـــم الآن شيئـــاً قـــد تستغربونــــه منـــي ، وهـــو: هــــذا مكبــــر الصــــوت تــــارة يكــــون جائـــــزاً ، وتــــارة يكـــــون غيــــر جائـــــز ! يعني مثلاً حينما تقام الصلاة فـــإذاعة الأذان بمكبــــر الصــــوت حيــــث يسمــــع هــــذا الأذان أبعـــد مــــن يكــــون عــــن المسجــــد ، لأن هــــذه وسيلـــــة مشروعــــة تحقـــــق هدفـــــاً شرعيــــاً . كمــــا تعلمــــون فـــي بعـــض الأحاديــــث الصحيحـــة أن الــمؤذن ينبغـــــي أن يكـــــون أنــــدى صوتـــاً ولا أريد أيضاً أن أخوض في هذا المجال فالـــذي يستعمــــل هـــذه الإذاعـــة لتوسيــــع دائـــرة تبليـــغ الأذان يكــــون قـــد حقـــق مقصـــداً شرعيـــاً. ولكــــن هـــل الأمـــر كذلـــك فـــي الإقامــــة ؟ أقول لا لذلــــك أنــــا أفـــرق بيـــن إذاعــــة الأذان بمكبـــر الصـــوت ، وبيــــن إذاعــــة الإقامـــــة، فإذاعــــة الإقامـــة محليـــة مسجديــــة ،إذا صــــح التعبيــــر، أمـــا إذاعـــــة الأذان فمحليـــــة وإلــــى أبعــــد أيضاً ولـــو إلــــى محلـــــة أخــــرى ، لكــــن مـــع ملاحظــــة قد انتبهت لهــــا فـــي بعــــض البـــلاد السعودية حينمــــا أتيـــح لـــي كنـــت أســــمع هنــــا أذانــــاً ، وهنــــا أذانـــا ، وهنــــاك أذانــــاً ، وتتداخــــل الأصــــوات بعضهــــا مـــع بعـــض ، فتحــــَارُ لمــن تجيــــب ! أهــــذا أم هـــذا أم هـــذا! هــــذه أيضــــاً مــــن الفوضــــى التــــي ضربـــت أطنابـــها فـــي العصــــر الحاضـــــر لعــــدم وجــــود فكــــر شرعــــي ينظــــم هــــذه الأمـــــور.
أهــــم شــــيء خطبـــة الجمعـــة ، وصــــلاة الجمعـــة إذاعتهــا هـــــــــل مشروعـــــــة ؟ أنا أقـول الصــــلاة ليـــس يشـــرع لا صـــلاة الجمعــــة ولا أي صــــلاة أخـــــرى لا يشرع إذاعتها على مـــلأ مـــن النــــاس،قد يكونون في أوضاع لا تساعدهم على الإصغاء لتـلاوة قــــرآن ، وذكر الله عـــز وجـــل ، وغيــر ذلك. الـمهم الوسائـل يجب أن توزن بميزان الشرع ، فما كان منها محققاً هدفًا وغرضاً شرعيـاً معلوم أنـه هدف شرعي بالنص ، فذك كما يقال للوسيلة حكم الغاية ، فإن كانت الغاية مشروعة فالوسيلة مشروعة ، وإن كانت الغايـة غيـر مشروعـة فالوسيلـة غيـر مشروعـة. إذاً عرفت الجواب عن سؤالك ولعل في هذا الخبر كفاية .
يقول سائل : تعريف لا إله إلا الله الدقيقة ... .