نرجو من فضيلتكم نبذة عن الزواج و خاصة ما يتعلق بناحية المهور ؟ حفظ
السائل : السائل عوض الحلّوم مصري مقيم بجدة يقول نرجو من فضيلتكم نبذة عن الزواج وخاصة ما يتعلق بناحية المهور مأجورين؟
الشيخ : الزواج واجب على كل قادر عليه يخشى من تركه الفتنة لأن تجنّب الفتنة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولهذا صرّح الفقهاء رحمهم الله بقولهم ويجب النكاح على من يخاف زنا بتركه.
وأما من لا يخاف على نفسه الزنا وهو ذو شهوة وقادر فإنه يُسن له بتأكّد أن يتزوّج ولو قيل بالوجوب في هذه الحال لكان له وجه لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أمر به في قوله ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) .
وينبغي أن يختار من النساء ذات الخلق والدين لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال ( تُنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) وهذه الجملة ( تربت يداك ) تعني الحث البالغ على أن يختار الإنسان ذات الدين لأن ذات الدين تكون سببا لصلاحه أو لقوة إيمانه وازدياد صلاحه.
ومما ينبغي للإنسان أن يتعلمه من أحكام النكاح حقوق الزوجية وهي مجملة مجموعة في قول الله تبارك وتعالى (( وعاشروهن بالمعروف )) وقوله (( وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذي عَلَيهِنَّ بِالمَعروفِ )) فالواجب على الزوج أن يعامل زوجته بما يحب أن تعامله به من القيام بحقها وجلب المودّة بينه وبينها وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام في ضابط المعاشرة ( لا يفرك مؤمن مؤمنة أي لا يكرهها ولا يبغضها إن كره منها خلقا رضي منها خلقا ءاخر ) .
وأوصى بالنساء خيرا وقال ( إنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمها كسرتها وإن استمتعت بها استمتعت بها على عِوج ) ولينظر إلى هدي النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وسيرته مع أهله حيث كان خير الناس لأهله عليه الصلاة والسلام وقال ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) .
وليعلم أن سعادة الزوجية لا تأتي بالعنف وفرض السيطرة واعتقاد أنه سلطان عالي المنزلة وأن المرأة عنده بمنزلة أدنى جندي فإن هذا من الخطأ ولكن ينظر إليها على أنها زوجته وقرينته وأم أولاده وراعية بيته فيحترمها كما يحب هو أن تحترمه.
كما أن على الزوجة أيضا أن تعرف حق الزوج وأن له حقا عظيما عليها وأن تُحاول جاهدة لفعل ما يحصل به رضاه وسروره حتى تحصل الإلفة بينهما والمودة والمحبة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم يا فضيلة الشيخ.