المرأة التي تسافر مع طفل عمره سبع سنوات أو ثمان سنوات في الطائرة هل هذا يعتبر لها محرما ؟ حفظ
السائل : هذه السائلة من الدمام تقول بالنسبة يا فضيلة الشيخ إلى سفر المرأة مع الطفل عمره في السابعة أو الثامنة في الطائرة هل يُعتبر هذا الطفل محرم؟
الشيخ : يقول العلماء رحمهم الله إنه يُشترط في المحرم أن يكون بالغا عاقلا لأن هذا هو الذي يمكنه صيانة المرأة وحمايتها والمدافعة عنها وهو الذي يوجب هيبتها عند الناس.
أما الطفل الصغير فإنه لا يُغني شيئا ولهذا لا يجوز للمرأة أن تُسافر مع محرم صغير بل عليها أن تختار محرما بالغا عاقلا كما قال ذلك أهل العلم رحمهم الله.
والعجب أن بعض النساء اليوم يتهاون بالسفر في الطائرة بحجة أن الطائرة مملوءة من الركاب وأن المسافة قريبة وأنها سوف تُشيّع من البلد الذي سافرت منه وتُستقبل في البلد الذي توجّهت إليه ولكن هذا تهاون وتساهل في حدود الله عز وجل وذلك لأن هذه المرأة سوف يودّعها من يُشيّعها من المطار إذا دخلت صالة الاجتماع فإذا دخلت صالة الاجتماع فقد تتأخّر الطائرة عن السفر في الموعد المحدّد وربما تُلغى الرحلة للأحوال الجوية أو لعطل فني أو ما أشبه ذلك فمن الذي يردّها إلى أهلها ثم إذا قدّرنا أن الطائرة أقلعت فهل نضمن مائة بالمائة أن تهبط في المطار الذي قصدته ربما لا تهبط ربما يعتريها خلل فني ترجع الطائرة من أثناء الطريق أو تذهب إلى مطار أقرب من المطار الذي قصدته وربما تحدث أحوالا جوية تمنع الطائرة من الهبوط في المطار المقصود وإذا قدّرنا أن هذا قد انتفى وأنها هبطت الطائرة في المطار المعيّن المقصود فهذا المحرم الذي كان بصدد أن يُقابلها، هل نحن نضمن أن تتم المقابلة مائة بالمائة ربما يُصيب هذا المحرم مرض لا يستطيع معه الحضور إلى المطار ربما ينام ربما تتعطّل السيارة في أثناء الطريق ربما يحصل زحام في الطريق وأشياء كثيرة تمنع يعني يحتمل أن تقع فتمنع وصوله إلى المطار، ثم إذا قدّرنا أن كل هذا انتفى فمن الذي يكون إلى جانبها في الطائرة قد يكون إلى جانبها رجل غير مأمون فالمسألة خطيرة وإذا قدّرنا أن مثل هذا لا يقع إلا واحد في العشرة يعني عشرة في المائة فإن الشرع له نظر بعيد في حماية الأعراض واجتناب الأخطار لاسيما في مثل هذه الأمور التي تُعتبر فتنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) وأخبر أن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإلى يومنا هذا وفتنة الكفار في النساء وفتنة بعض المسلمين كذلك في النساء فالمسألة خطيرة.
وإنني أحذر أخواتي وأولياء أمورهن من التهاون بهذا الأمر العظيم وأقول وإن رخّص بعض العلماء في مثل ذلك فالمرجع إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة قال فيها ( لا تُسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) فقام رجل فقال يا رسول الله إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا وإن امرأتي خرجت حاجة قال ( انطلق فحج مع امرأتك ) هكذا أعلن ولم يستثني شيئا فإن قال قائل إن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم لا يعلم أن تحدث مثل هذه الوسائل في المواصلات السريعة التي أمنها كثير قلنا إن قدّرنا أنه لم يعلم بذلك فإن الله تعالى قد علِم به ولم يُنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم وحيا يستثني مثل هذه الحالات على أن قول الله تعالى (( وَالخَيلَ وَالبِغالَ وَالحَميرَ لِتَركَبوها وَزينَةً وَيَخلُقُ ما لا تَعلَمونَ )) توحي بأن هناك أشياء ستحدث لا نعلمها تُركب وهذا هو الواقع فإذا كنا نحن نفهم هذا الفهم من كلام الله فرسول الله صلى الله عليه وسلم أقوى منا فهما وأسد. نعم.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوجيه المبارك فضيلة الشيخ.