أعمل مراقبا لدوام الموظفين في شركة و عند تأخر أو غياب بعضهم أقوم بخصم أجر ذلك الغياب و أتغاضى عن البعض الآخر دون تمييز بينهم من باب المساعدة فقط دون علم الرؤساء بذلك ، فهل علي إثم في ذلك ؟ حفظ
السائل : يقول بأنه يعمل في شركة ويذكر بأن المهمة التي يقوم فيها هي مراقبة دوام الموظفين الذين يربو عددهم عن المئة موظف وعند تأخر البعض أو الغياب عن العمل أقوم بخصم أجر ذلك الغياب وأتغاضى عن البعض الآخر دون تمييز بينهم ، وذلك من باب المساعدة ليس إلا دون علم الرؤساء بذلك ، سؤالي : هل علي إثم عند قيامي بخصم الأجر من البعض والتغاضي عن البعض الآخر ؟ وهل علي أيضاً إثم في خصم الأجر عن أولئك وترك أولئك ؟ أرجو منكم الإفادة .
الشيخ : أما خصمك على من تأخر أو تغيب فهو حق ولا إثم عليك فيه ، بل لك أجر ، وإن أصابك كلام بذيء ممن خصمت عليه فهو زيادة خير لك وأجر .
وأما كونك لا تخصم على من تغيب أو تأخر في الحضور فإنك آثم غير مؤد للأمانة ، والواجب عليك أن تخصم على من تأخر أو تغيب أيا كان سواء كان قريبا أم بعيدا وسواء كان غنيا أم فقيرا وسواء كان شريفا أو وضيعا ، يجب عليك أن تعدل بين الناس وأن تخصم على كل من تأخر أو تغيب ، ولو أبحنا لأنفسنا أن نتغاضى في هذه الأمور لتلاعب كثير من الناس بأداء واجبهم الوظيفي كما هو معلوم ومشاهد.
والواجب على من اؤتمن على عمل أن يؤدي الأمانة بحيث يقوم بالعدل فيما يجب للموظف وفيما يجب عليه ، فعليك أن تتوب إلى الله مما صنعت أولا ، وأن تستقبل حياة جديدة بالخصم على كل من تغيب أو تأخر إلا أن يقدم عذرا شرعيا ثابتا ببينة فيجرى عليه ما يقتضيه ذلك العذر.