ما حكم الإنتخابات والتصويت فيها والدليل على ذلك.؟ وما البديل إن لم تكن جائزة .؟ حفظ
السائل : السؤال يا شيخنا الأول مطول شوية بس فيّ شرح إن -شاء الله- يقول نحن الآن مقبلينا على الانتخابات البرلمانية عفانا الله وإياكم وجل الناس في هذا العصر يعيشون فترةً قد عصفت فيها الفتن بل نكاد أن نقول بأن هذه الفتن صارت تصنع المجتمع وتقوده بتياراته الشديدة ، بأن يتكيف معها تكيفًا غير إسلامي . فصار صاحب الجبة قبل العامي يشير إلى مشروعية هذه الانتخابات بزعم أننا لو تركنا الأمر هكذا فإن المسلم الذي لا ينبغي أن يكون في السلطة ستكون له الهيمنة الكاملة .
الشيخ : لا ينبغي أن يكون ؟ .
السائل : المسلم الذي يعني يكون إما اشتراكيًا أو كذا يعني هو الكافر وأرادوا أ ن يغيروا أشياء ، الكافر ستكون له الهيمنة الكاملة وأركز على كلمة الكاملة ، بينما الاشتراك فيها للمسلمين يحيل إلينا جزئية من السلطة التي تمنح المسلم بعضًا من مطالبه وتصون له شيئًا من حقوقه ، فلذلك من منطلق القاعدة التي تقول " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " فالاشتراك في الانتخابات يكاد أن يكون واجبًا .
ولذلك أريد منكم جزاكم الله خيرًا أن تبينوا لنا الأدلة الشرعية في مسألة الانتخابات والاشتراك بها والتصويت عليها وما هو البديل فيّ هذه الحالة ؟ وجزاكم الله خيرًا .
الشيخ : نحن تكلمنا فيّ هذه المسألة مرارًا وتكرارًا وقلنا : إن المشاركة في الانتخابات هو ركونٌ إلى الذين ظلموا ، ذلك لأن نظام البرلمانات ونظام الانتخابات ، أعقد فيما أعلم كل مسلم عنده شيء من الثقافة الإسلامية الصحيح كل مسلم يعلم أن نظام الانتخابات ونظام البرلمانات ليس نظامًا إسلاميًا ولكن في الوقت نفسه أظن أن كثيرًا ممن له نوع من المشاركة في شيء من الثقافة الإسلامية يتوهمون أن البرلمان هو مثل مجلس شورى المسلمين ، وليس الأمر كذلك إطلاقًا ، بعضهم يتوهم أن البرلمان الذي ترجمته مجلس الأمة أنه يشبه مجلس الشورى ، الشورى التي أمرنا بها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي الأمر كذلك البتة وذلك يتبين لكل مسلم بصير في دينه من كثير من النواحي أهمها أن هذه البرلمانات لا تقوم على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نستطيع أن نقول إنها لا تقوم على مذهب من المذاهب الإسلامية المتبعة كما كان الأمر في العهد العثماني ، ففي العهد العثماني كانوا يحكمون بمذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله وهذا وإن كنا لا نؤثره ولا نفضله على ما ندعو الناس إليه من التحاكم إلى الكتاب والسنة ولكن شتان بين ذلك الحكم الذي كان يحكم بمذهب من مذاهب المسلمين الذي أقيم على رأي أحد المجتهدين الموثوق بعلمهم وبين هذه البرلمانات القائمة على النظم الكافاة التي لا تؤمن بالله ورسوله من جهة ، بل هم أول من يشملهم مثل قوله تبارك وتعالى (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) فيا عجبًا لمسلمين يريدون أن ينتموا إلى برلمان يحكمون بقانون هؤلاء الذين أمرنا بقتالهم ، فشتان إذًا بين هذا النظام الذي يحكم البرلمان والمتبرلمين إذا صح التعبير وبين مجلس الشورى الإسلامي ، هذا أولًا .
ثانيًا مجلس الشورى لا يشترك فيه كل مسلم مجلس الشورى إنما يشترك فيه خاصة الأمة ، بل لعلنا نستطيع أن نقول إنما يشترك فيه خاصة خاصة الأمة ، وهم علماؤها وفضلاؤها ، أمَّا البرلمان فيشترك فيه ما هب ودب من المسلمين بل ومن المشركين بل ومن الملحدين ، لأن البرلمان قائم على الانتخابات والانتخابات يرشح فيها من شاء نفسه من الرجال بل وأخيرًا من النساء أيضًا من المسلمين من الكافرين من المسلمات من الكافرات فشتان بين مجلس الشورى في الإسلام وبين ما يسمى اليوم بالبرلمان ثم لو أن الأمر أمر الانتخابات كان يجري كما يقولون بحريةٍ كاملةٍ تامة أي إن الشعب كما يقولون يختارون بمحض حريتهم وإرادتهم من ينوب عنهم في أن يرفعوا إليهم قضاياهم ومشاكلهم فيما إذا عرضت لهم كان الأمر أهو بكثير مما هو الواقع ، فكيف وكل البلاد لا يستثنى منها بلدٌ لا مسلم ولا كافر تباع هناك الأصوات وتشترى الضمائر فكيف يحكم المسلمون بمثل هذه الانتخابات التي هذا شيءٌ من سوء وصفها هذا ما يمكن أن يقال بالنسبة لما فهمته من شق من السؤال أمَّا الشق الثاني وهو يعني أستطيع أن أقول إنها شنشنة في هذه الزمان يقال ما هو البديل ؟
كلمة سهلة جدًا ولسهولتها يلجأ إليها الضعفاء ضعفاء الناس والذين ابتلوا بالابتعاد عن هدي القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام أو يريدون البديل أن يحققوه ما بين عشيةٍ وضحاها في الأمس القريب كنا في جلسة تحدثنا فيها عن البنوك والبنوك الإسلامية بخاصة وبيّنّا أنه لا فرق بين هذه البنوك التي ترفع شعارها الإسلامي ، فلا فرق بين بنك إسلامي وبنك بريطاني أو أمريكي إطلاقا لأن النظام واحد لكن مع الأسف قد يكون البنك الذي أعلن بأنه بنك إسلامي أخطر من البنوك الأخرى سواءٌ كان بريطانيًا أو أمريكًا ذلك ، لأن هذه بنود تتستر بستار الإسلام ، فهي تفعل فعل اليهود الذين حذرنا كتابًا وسنةً من إتباع سننهم وبخاصة الحديث الصريح المعروف فيّ البخاري في قوله عليه السلام ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه ) قالوا اليهود والنصارى ؟ قال : ( فمن الناس ؟ ! ) قلت بهذه المناسبة هذه ليلة أمس أو قبل أمس قلنا كثيرًا ما يتساءلون في مثل هذه المناسبة عن البديل عن هذه البنوك التي نحن ننكرها لما فيها من تعاطي بالربا المحرم كتابًا وسنة ، يتساءلون ما هو البديل ؟ فقلت وهنا أقول أرمي كما يقولون عصفورين بحجر واحد البديل هو قوله تبارك وتعالى (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )) البديل تقوى الله عز و جل ولا شك أن تقوى الله تتطلب قبل كل شيء علمًا نافعًا وثانيًا عملاً صالحًا مقرونًا بالعلم النافع ، لا يغني عملٌ صالح عن العلم النافع ولا العلم النافع بالذي يغني عن العمل الصالح ، بل لابد من الجمع بينهما ولكي يستطيع المسلمون أن يقوموا بهذه التقوى التي تضمن العلم النافع والعمل الصالح هذا يحتاج إلى جهود جبارة متكاتفة بين أهل العلم الذين يقومون بواجب التعليم والتبليغ للإسلام وبين واجب العمل بهذا الإسلام لجماهير المسلمين فحينما يتفاعل عامة المسلمين مع علمائهم هؤلاء العلماء بنشرهم للعلم وأولئك بعملهم للعلم فيومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله تبارك وتعالى بهذا أنهي الجواب عن ذاك السؤال البديل إذًا هو العودة إلى الإسلام فهمًا و عملاً .