شاب لم يستطع الزواج نظرا لغلاء المهور و هو من طلبة العلم فما هي نصيحتكم له وهل من نصيحة لولاة أمور البنات ؟ حفظ
السائل : شاب لم يستطع الزواج نظراً لغلاء المهور ، فبماذا تنصحونه مع أنه يطلب العلم الشرعي ؟ وهل من نصيحة للآباء وأولياء أمور البنات ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
أنصح هذا الشاب بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حيث قال : ( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) هكذا أرشد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الشباب .
وآمرهم بأن يصبروا وأن يستعفوا ليغنيهم الله عز وجل كما قال الله تعالى : (( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )) . وفي الحديث : ( ثلاثة حق على الله عونهم ) وذكر منهم : ( المتزوج يريد العفاف ).
أما نصيحتنا لأولياء الأمور فإننا نذكرهم الله عز وجل فيمن ولاهم الله عليهم من النساء ، نذكرهم أن يتقوا الله تعالى فيهن ، نذكرهم أن يزوجوهن من يرضى دينه وخلقه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) .
ونذكرهم بأن المقصود بالنكاح ليس جمع المال لا للزوجة ولا لأهلها ، المقصود بالنكاح هو إعفاف كل من الزوجين لتحصين الفرج وغض البصر ، المقصود بالنكاح أن يجعل الله بينهما أي بين الزوجين ولدا صالحا ينتفع بحياته وينفع والديه في حياتهما وبعد مماتهما ، المقصود بالنكاح دفع أسباب الشر والفتنة والفساد ، المقصود بالنكاح خير كثير لا يتسع المقام لذكره .
وليس المقصود بالنكاح تحصيل المال ، فتحصيل المال يكون بالبيع والشراء والاستئجار والتأجير وما أشبه ذلك ، فليتق الله الأولياء في أنفسهم وفيمن ولاهم الله عليه ، ويا حبذا لو أن كل قبيلة من القبائل اجتمعت وقدرت المهر المناسب الذي يحصل به الكفاية من غير شطط ولا مشقة .
وليعلم أن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة ، وأنه كلما تغالى الناس في المهور صعبت الأمور ، إن الرجل إذا بذل مائة ألف في صداق وهو ميسور الحال ، فسوف يستدين ويستقرض ويثقل كاهله بالديون ثم لو حصل بينه وبين الزوجة نزاع صعب عليه أن يطلقها ويفارقها إلا إذا رد إليه ماله ، وماله ربما يكون قد فني وتبعثر ، ويشق على أهل الزوجة وعلى الزوجة أن يستعيدوه ، فيحصل بذلك الضرر العظيم .
فأقول : لو اجتمع كل قبيلة اجتمع منها شرفاؤها وكبراؤها وقدروا من المهور ما تحصل به الكفاية وألزموا من يتخلف عن التزويج بغير سبب شرعي لكان في هذا خير كبير.
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ محمد.