حلفت يمينا كاذبا لاستخراج جواز جديد مع العلم بأنه لدي جواز آخر لا يصلح للسفر فما هو الحكم ؟ حفظ
السائل : لقد حلفت علي اليمين القسم كاذباً لاستخراج جواز جديد مع العلم بأنه لدي جواز سابق ولكن لا يصلح للسفر ، فماذا أعمل أفيدوني وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أنبه على هذه المسألة الخطيرة ، وهي تحيل المواطنين على النظام بالكذب والخداع ، فإن هذا محرم ولا يحل ، ولا يحل للإنسان أن يكذب على ولاة الأمور أو يخدعهم بالتحيل على الأنظمة التي سنوها ، اللهم إلا أن تكون أنظمة فيها معصية الله عز وجل ، فإن كل نظام فيه معصية الله ورسوله فإنه لا يجب علينا أن نطيع ولاة الأمور فيه ، يعني لو أمرونا بمعصية أو نهونا عن طاعة فإننا لا نوافقهم في ذلك لأن الله تعالى يقول : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )) فجعل طاعة ولاة الأمور تابعة لطاعة الله ورسوله ، ولهذا لم يعد الفعل عندها بل قال : (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ )) ولم يقل : أطيعوا أولي الأمر ، لأن طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله .
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنما الطاعة في المعروف ) أما في المنكر فلا طاعة ، وقد فهم بعض الناس أن طاعة ولاة الأمور إنما تجب في طاعة الله يعني إذا أمروا بطاعة وجب علينا طاعتهم ، وإذا نهوا عن معصية وجب علينا طاعتهم ، وهذا غلط لأن طاعة الله لو أمرك بها أي واحد من الناس لكان عليك أن تقوم بهذه الطاعة أما وجوبا فيما يجب أو استحبابا فيما يستحب ، ولو كان هذا هو المراد لم يكن بين ولاة الأمور وغيرهم فرق .
لكن ولاة الأمور إذا أمروا بشيء فلا يخلو من ثلاث حالات :
إما أن يكون الله ورسوله قد أمر به فهذا يطاع طاعة لله ورسوله قبل كل شيء ثم طاعة لولي الأمر ، كما لو أمروا بصلاة الاستسقاء عند الجدب وقحوط المطر ، فإن صلاة الاستسقاء تكون هنا متأكدة لأنها من شريعة الله من وجه ، ولأن ولاة الأمور أمروا بها .
الحال الثانية : أن يأمروا بمعصية أي بشيء يتضمن ترك الواجب أو فعل المحرم ، فهذا لا طاعة فيه لمخلوق لا ولي أمر ولا أم ولا أب ولا غيرهم ، لا يحل لأحد أن يعصي الله بطاعة مخلوق من المخلوقين ( فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) .
وبهذا أي بطاعة ولاة الأمور في غير المعصية يتحقق النظام والأمن ، وتنسجم الأمور ، لأن الناس لو تركوا فوضى وصار كل واحد يأخذ بما يرى لتشتت الأمة وتفرقت قلوبها وتفرق دينها ، واختل نظامها وأمنها ، ولكن من رحمة الله ونعمته أن أوجب علينا طاعة ولاة أمورنا في غير معصيته حتى يستتب الأمن ، ويستمر النظام ويحصل الالتئام .
ومن ذلك تنظيم بعض الأمور كالتنظيمات المرورية مثلا وغيرها من تنظيمات أمور السفر ، فإن امتثال أمر ولي الأمر في ذلك من طاعة الله عز وجل ، لأن الله تعالى قال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )) ولو كان الذي لا يروق له هذا النظام يجوز له أن يخالفه لكان النظام لا يرضي اثنين ، لا بد أن يختلف الناس وحينئذ تختل الأمور وتحصل الفوضى .
هذه كلمة أوجهها لهذا السائل وغيره .
أما الأمر الثاني : فهو الجواب على سؤال هذا الرجل فأقول له : إنه أخطأ خطأ عظيما حيث خدع ولاة الأمر والمسؤولين بتزويره ، فعليه أن يتوب إلى الله من هذا الخطأ ، ثم إنه حلف على ذلك فتكون يمينه هذه يمينا محرمة يزداد بها إثما ، بل قال بعض العلماء : إنها من اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار ، فإنه حلف على أمر هو فيه كاذب ، وهو يعلم أنه كاذب ، فعليه التوبة إلى الله من أمرين :
الأمر الأول : الحلف على الكذب وهو يعلم .
والثاني : خداع ولاة الأمور.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوضيح فضيلة الشيخ.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أنبه على هذه المسألة الخطيرة ، وهي تحيل المواطنين على النظام بالكذب والخداع ، فإن هذا محرم ولا يحل ، ولا يحل للإنسان أن يكذب على ولاة الأمور أو يخدعهم بالتحيل على الأنظمة التي سنوها ، اللهم إلا أن تكون أنظمة فيها معصية الله عز وجل ، فإن كل نظام فيه معصية الله ورسوله فإنه لا يجب علينا أن نطيع ولاة الأمور فيه ، يعني لو أمرونا بمعصية أو نهونا عن طاعة فإننا لا نوافقهم في ذلك لأن الله تعالى يقول : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )) فجعل طاعة ولاة الأمور تابعة لطاعة الله ورسوله ، ولهذا لم يعد الفعل عندها بل قال : (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ )) ولم يقل : أطيعوا أولي الأمر ، لأن طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله .
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنما الطاعة في المعروف ) أما في المنكر فلا طاعة ، وقد فهم بعض الناس أن طاعة ولاة الأمور إنما تجب في طاعة الله يعني إذا أمروا بطاعة وجب علينا طاعتهم ، وإذا نهوا عن معصية وجب علينا طاعتهم ، وهذا غلط لأن طاعة الله لو أمرك بها أي واحد من الناس لكان عليك أن تقوم بهذه الطاعة أما وجوبا فيما يجب أو استحبابا فيما يستحب ، ولو كان هذا هو المراد لم يكن بين ولاة الأمور وغيرهم فرق .
لكن ولاة الأمور إذا أمروا بشيء فلا يخلو من ثلاث حالات :
إما أن يكون الله ورسوله قد أمر به فهذا يطاع طاعة لله ورسوله قبل كل شيء ثم طاعة لولي الأمر ، كما لو أمروا بصلاة الاستسقاء عند الجدب وقحوط المطر ، فإن صلاة الاستسقاء تكون هنا متأكدة لأنها من شريعة الله من وجه ، ولأن ولاة الأمور أمروا بها .
الحال الثانية : أن يأمروا بمعصية أي بشيء يتضمن ترك الواجب أو فعل المحرم ، فهذا لا طاعة فيه لمخلوق لا ولي أمر ولا أم ولا أب ولا غيرهم ، لا يحل لأحد أن يعصي الله بطاعة مخلوق من المخلوقين ( فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) .
وبهذا أي بطاعة ولاة الأمور في غير المعصية يتحقق النظام والأمن ، وتنسجم الأمور ، لأن الناس لو تركوا فوضى وصار كل واحد يأخذ بما يرى لتشتت الأمة وتفرقت قلوبها وتفرق دينها ، واختل نظامها وأمنها ، ولكن من رحمة الله ونعمته أن أوجب علينا طاعة ولاة أمورنا في غير معصيته حتى يستتب الأمن ، ويستمر النظام ويحصل الالتئام .
ومن ذلك تنظيم بعض الأمور كالتنظيمات المرورية مثلا وغيرها من تنظيمات أمور السفر ، فإن امتثال أمر ولي الأمر في ذلك من طاعة الله عز وجل ، لأن الله تعالى قال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )) ولو كان الذي لا يروق له هذا النظام يجوز له أن يخالفه لكان النظام لا يرضي اثنين ، لا بد أن يختلف الناس وحينئذ تختل الأمور وتحصل الفوضى .
هذه كلمة أوجهها لهذا السائل وغيره .
أما الأمر الثاني : فهو الجواب على سؤال هذا الرجل فأقول له : إنه أخطأ خطأ عظيما حيث خدع ولاة الأمر والمسؤولين بتزويره ، فعليه أن يتوب إلى الله من هذا الخطأ ، ثم إنه حلف على ذلك فتكون يمينه هذه يمينا محرمة يزداد بها إثما ، بل قال بعض العلماء : إنها من اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار ، فإنه حلف على أمر هو فيه كاذب ، وهو يعلم أنه كاذب ، فعليه التوبة إلى الله من أمرين :
الأمر الأول : الحلف على الكذب وهو يعلم .
والثاني : خداع ولاة الأمور.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوضيح فضيلة الشيخ.