عندي كمية من الذهب عاهدت الله تعالى أن أجمع عليه و أبني به مسجدا و أن لا أبيع منه شيئا إلا عند حلول موعد البناء و كنت أزكي عليه كل عام ثم علمت بأن الوقف لا زكاة فيه فلم أزكه هذا العام فهل هذا صحيح ، و هل يجوز لي المتاجرة فيه حتى يزداد لأنني تركت العمل مما جعل وزن هذا الذهب كما هو عليه منذ سنتين ؟ حفظ
السائل : لدي كمية من الذهب عاهدت الله تعالى أن أجمع عليه وأبني به مسجداً ، وأن لا أبيع منه شيئاً إلا عند حلول موعد البناء لأبني به المسجد ، وكنت أزكي عليه كل عام ، ولكن علمت قريباً بأن الوقف لا زكاة فيه فلم أزكِ هذا العام ، فهل يعتبر ما لدي وقف لا زكاة فيه ؟ والشيء الآخر فضيلة الشيخ : هل يجوز لي التصرف في هذا الذهب للمتاجرة فيه مثلاً حتى يزداد ، لأنني قد تركت العمل لأسباب قهرية مما جعل وزن هذا الذهب كما هو عليه منذ سنتين أفتوني مأجورين ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
هذا السؤال يتطلب مني شيئين :
الشيء الأول : الإجابة على نفس السؤال .
والشيء الثاني حكم المعاهدة مع الله عز وجل على الأعمال الصالحة ، وأبدأ بهذا أولا :
فأقول : معاهدة الله سبحانه وتعالى على الأعمال الصالحة هي النذر ، والنذر نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال : ( إنه لا يأتي بخير ولا يرد قضاء ) وكثير من الناس ينذر لله عز وجل أو يعاهد الله عز وجل على فعل الطاعات ليحمل نفسه على فعلها ، فكأنه يريد إرغام نفسه على أن تفعل ، وقد نهى الله عز وجل عن مثل هذا في قوله : (( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ )) يعني عليكم طاعة معروفة ، أي أن تطيعوا الله سبحانه وتعالى بنفوس مطمئنة غير مضطرة إلى فعل ما أمرت به .
ثم إن عاقبة النذر أحيانا تكون وخيمة ، إذا نذر الإنسان شيئا لله في مقابلة نعمة ، ثم حصلت تلك النعمة فلم يف بما عاهد الله عليه فإن العاقبة وخيمة جدا كما قال الله تعالى : (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) .
وما أكثر الناذرين الذين ينذرون أشياء في مقابلة نعمة من الله أو اندفاع نقمة ثم يندمون وربما لا يوفون ، تجد الإنسان إذا أيس من شفاء المرض قال : لله علي نذر إن شفاني الله من هذا المرض أو شفى أبي وأمي أن أفعل كذا وكذا من العبادات ، بعضهم يقول أن أصوم شهرين ، وبعضهم يقول أن أصوم يومي الإثنين والخميس ، وبعضهم يقول أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وبعضهم يقول : أن أصوم سنة كاملة وما أشبه ذلك ، ثم إذا حصل ما نذر عليه ندموا ، وقاموا يطرقون باب كل عالم لعلهم يجدون الخلاص .
لهذا ننصح إخواننا المسلمين عموما وهذا السائل خصوصا أن ينذروا شيئا لله عز وجل ، ونقول : أطيعوا الله تعالى بلا نذر ، اشكروا الله تعالى على نعمه بلا نذر ، اشكروا الله على اندفاع النقم بلا نذر .
أما الأمر الثاني : وهو الأمر الأول الذي جعلناه أخيرا وهو الجواب عن السؤال ، فنقول : إن هذه المرأة نذرت بمعاهدتها لله عز وجل أن تجعل ما يحصل لها من الذهب في بناء مسجد ، فيجب عليها أن تجمع ما يأتيها من الذهب لتبني به المسجد ، ولا يحل لها أن تتصرف بهذا الذهب تصرفا يخل بالنذر .
أما إذا كان تصرفا لمصلحة النذر مثل أن تتجر بالذهب حتى ينمو ويسهل عليها إنفاذ ما عاهدت الله عليه فهذا لا بأس به إذا كان يغلب على ظنها السلامة والربح .
وأما ما ذكرت من أن الوقف ليس فيه زكاة فهذا صحيح ، لكن هذا الذهب ليس وقفا الآن هي لم توقف الذهب ولكنها عاهدت الله أن تجمع لتبني به مسجدا ، فهو الآن في ملكها فعليها زكاته كما كانت تزكيه من قبل.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
هذا السؤال يتطلب مني شيئين :
الشيء الأول : الإجابة على نفس السؤال .
والشيء الثاني حكم المعاهدة مع الله عز وجل على الأعمال الصالحة ، وأبدأ بهذا أولا :
فأقول : معاهدة الله سبحانه وتعالى على الأعمال الصالحة هي النذر ، والنذر نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال : ( إنه لا يأتي بخير ولا يرد قضاء ) وكثير من الناس ينذر لله عز وجل أو يعاهد الله عز وجل على فعل الطاعات ليحمل نفسه على فعلها ، فكأنه يريد إرغام نفسه على أن تفعل ، وقد نهى الله عز وجل عن مثل هذا في قوله : (( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ )) يعني عليكم طاعة معروفة ، أي أن تطيعوا الله سبحانه وتعالى بنفوس مطمئنة غير مضطرة إلى فعل ما أمرت به .
ثم إن عاقبة النذر أحيانا تكون وخيمة ، إذا نذر الإنسان شيئا لله في مقابلة نعمة ، ثم حصلت تلك النعمة فلم يف بما عاهد الله عليه فإن العاقبة وخيمة جدا كما قال الله تعالى : (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) .
وما أكثر الناذرين الذين ينذرون أشياء في مقابلة نعمة من الله أو اندفاع نقمة ثم يندمون وربما لا يوفون ، تجد الإنسان إذا أيس من شفاء المرض قال : لله علي نذر إن شفاني الله من هذا المرض أو شفى أبي وأمي أن أفعل كذا وكذا من العبادات ، بعضهم يقول أن أصوم شهرين ، وبعضهم يقول أن أصوم يومي الإثنين والخميس ، وبعضهم يقول أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وبعضهم يقول : أن أصوم سنة كاملة وما أشبه ذلك ، ثم إذا حصل ما نذر عليه ندموا ، وقاموا يطرقون باب كل عالم لعلهم يجدون الخلاص .
لهذا ننصح إخواننا المسلمين عموما وهذا السائل خصوصا أن ينذروا شيئا لله عز وجل ، ونقول : أطيعوا الله تعالى بلا نذر ، اشكروا الله تعالى على نعمه بلا نذر ، اشكروا الله على اندفاع النقم بلا نذر .
أما الأمر الثاني : وهو الأمر الأول الذي جعلناه أخيرا وهو الجواب عن السؤال ، فنقول : إن هذه المرأة نذرت بمعاهدتها لله عز وجل أن تجعل ما يحصل لها من الذهب في بناء مسجد ، فيجب عليها أن تجمع ما يأتيها من الذهب لتبني به المسجد ، ولا يحل لها أن تتصرف بهذا الذهب تصرفا يخل بالنذر .
أما إذا كان تصرفا لمصلحة النذر مثل أن تتجر بالذهب حتى ينمو ويسهل عليها إنفاذ ما عاهدت الله عليه فهذا لا بأس به إذا كان يغلب على ظنها السلامة والربح .
وأما ما ذكرت من أن الوقف ليس فيه زكاة فهذا صحيح ، لكن هذا الذهب ليس وقفا الآن هي لم توقف الذهب ولكنها عاهدت الله أن تجمع لتبني به مسجدا ، فهو الآن في ملكها فعليها زكاته كما كانت تزكيه من قبل.
السائل : بارك الله فيكم.