كيف يكون ميقات الصلاة و الفطر للصائم الذي يذهب إلى البلدان التي لا تطلع الشمس عليها إلا وقت يسير ثم تحتجب علما بأن أهل تلك البلاد كفرة لا يعرفون مواقيت تحركات الشمس ؟ حفظ
السائل : تعلمون أن هناك أجزاء من الأرض لا تطلع الشمس عليها إلا وقتاً يسيراً ثم تحتجب ، فبماذا يكون ميقات الصلاة والفطر للصائم الذي يذهب إلى هناك ؟ مع العلم بأن أهل تلك البلاد كفرة لا يعرفون مواقيت وتحركات الشمس في الأيام التي تظهر فيها عليهم ، وجهونا مأجورين ؟
الشيخ : نعم هؤلاء القوم لهم حكم من يأتي عليهم زمن الدجال فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدث أصحابه عن الدجال وقال : ( إنه يمكث في الأرض أربعين يوما يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وسائر أيامه كأيامكم ) فبادر الصحابة رضي الله عنهم يسألون عن الأمر الديني المتعلق بهذا الاختلاف في جريان الشمس ، فقالوا : يا رسول الله! أرأيت اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم واحد؟ قال: ( لا، أقدروا له قدره ) وعلى هذا فيكون اليوم الذي كسنة فيه صلاة سنة كاملة ، ويقدر له قدره بحسب السنة التي يكون فيها الليل والنهار أربعا وعشرين ساعة .
وعلى هذا فنقول لهؤلاء القوم الذين أشار إليهم السائل : أقدروا قدر الصلوات والشهور المعتادة ثم ابنوا عباداتكم على هذا التقدير ، ولكن على أي شيء يقدرون ؟.
على خط مكة أو على خط الاستواء بحيث يقدرون الليل اثنتي عشرة ساعة والنهار اثنتي عشرة ساعة أو على خط أقرب البلاد إليهم مما يكون فيها ليل ونهار ، كل هذا قال به بعض العلماء .
فمن العلماء من قال : يقدرون حسب خط الاستواء الذي يكون فيه الليل والنهار اثنتي عشرة ساعة لكل منهما في كل السنة .
ومنهم من يقول : يعتبرون بخط مكة لأن مكة أم القرى وهي وسط الأرض .
ومنهم من يقول : يقدرون بأقرب البلاد إليهم سواء طال ليلها أم قصر ما دام يوجد فيها ليل ونهار خلال أربعا وعشرين ساعة ، وهذا القول عندي أقرب لأنه أقرب لطبيعة الأرض ، فإن من حولهم أقرب إلى ميقاتهم ممن كان بعيدا منهم.
ثم إني أقف لأبين الفرق بين منهج الصحابة رضي الله عنهم في تلقي الشرع وبين منهج من بعدهم ، فإن الصحابة رضي الله عنهم لما حدثهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الدجال يبقى في الأرض أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع ، لم يفكر أحد منهم في أن يسأل : كيف يكون جريان الشمس في هذا اليوم ؟ وهل الشمس تحبس أو يضعف سيرها أم ماذا ؟ .
مع أنه ربما ين قدح في أذهان كثير من الناس هذا السؤال قبل السؤال الذي سأله الصحابة ، ولكن الصحابة رضي الله عنهم لم يهتموا بهذا الأمر اهتموا بالأمر المهم الأهم وهو السؤال عن دينهم ، ولهذا ينبغي للإنسان في هذه الأمور وأشباهها أن يكون موقفه منها موقف المسلم المستسلم بدون إيراد ولا تشكيك .
ثانيا : الصحابة رضي الله عنهم لما حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث لم يشكوا في ذلك طرفة عين ، وصار كأنه أمر واقع بين أيديهم الآن ، ولهذا سألوا عن الصلاة ، ولم يستبعدوا وقوع هذا ، بل جعلوه كأنه رأي عين ، فدل ذلك على قوة استسلام الصحابة رضي الله عنهم لأمر الشرع ، وأنهم رضي الله عنهم لا يتوقفون في تنفيذ أمر الله ورسوله ، ولا يهتمون بشيء كما اهتمامهم بأمور دينهم .
واعتبر هذا أيضا بما جرى لنساء الصحابة رضي الله عنهم حيث وعظهم النبي صلى الله عليه وسلم ذات عيد وقال : ( يا معشر النساء! تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ) فماذا فعلن? جعلن يتصدقن بحليهن الذي بأيديهن وآذانهن وصدورهن ، فجعلت الواحدة تخلع خاتمها أو خرصها أو قرطها ثم تلقيه في ثوب بلال رضي الله عنه ، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا اتباع هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم والأخذ بمنهجهم القويم، فإنه الصراط المستقيم.
والخلاصة : أن الجواب على سؤال السائل أن نقول لهؤلاء القوم اقدروا قدر الأيام والليالي في أقرب بلاد إليكم يكون فيها ليل ونهار في خلال أربع وعشرين ساعة.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : نعم هؤلاء القوم لهم حكم من يأتي عليهم زمن الدجال فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدث أصحابه عن الدجال وقال : ( إنه يمكث في الأرض أربعين يوما يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وسائر أيامه كأيامكم ) فبادر الصحابة رضي الله عنهم يسألون عن الأمر الديني المتعلق بهذا الاختلاف في جريان الشمس ، فقالوا : يا رسول الله! أرأيت اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم واحد؟ قال: ( لا، أقدروا له قدره ) وعلى هذا فيكون اليوم الذي كسنة فيه صلاة سنة كاملة ، ويقدر له قدره بحسب السنة التي يكون فيها الليل والنهار أربعا وعشرين ساعة .
وعلى هذا فنقول لهؤلاء القوم الذين أشار إليهم السائل : أقدروا قدر الصلوات والشهور المعتادة ثم ابنوا عباداتكم على هذا التقدير ، ولكن على أي شيء يقدرون ؟.
على خط مكة أو على خط الاستواء بحيث يقدرون الليل اثنتي عشرة ساعة والنهار اثنتي عشرة ساعة أو على خط أقرب البلاد إليهم مما يكون فيها ليل ونهار ، كل هذا قال به بعض العلماء .
فمن العلماء من قال : يقدرون حسب خط الاستواء الذي يكون فيه الليل والنهار اثنتي عشرة ساعة لكل منهما في كل السنة .
ومنهم من يقول : يعتبرون بخط مكة لأن مكة أم القرى وهي وسط الأرض .
ومنهم من يقول : يقدرون بأقرب البلاد إليهم سواء طال ليلها أم قصر ما دام يوجد فيها ليل ونهار خلال أربعا وعشرين ساعة ، وهذا القول عندي أقرب لأنه أقرب لطبيعة الأرض ، فإن من حولهم أقرب إلى ميقاتهم ممن كان بعيدا منهم.
ثم إني أقف لأبين الفرق بين منهج الصحابة رضي الله عنهم في تلقي الشرع وبين منهج من بعدهم ، فإن الصحابة رضي الله عنهم لما حدثهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الدجال يبقى في الأرض أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع ، لم يفكر أحد منهم في أن يسأل : كيف يكون جريان الشمس في هذا اليوم ؟ وهل الشمس تحبس أو يضعف سيرها أم ماذا ؟ .
مع أنه ربما ين قدح في أذهان كثير من الناس هذا السؤال قبل السؤال الذي سأله الصحابة ، ولكن الصحابة رضي الله عنهم لم يهتموا بهذا الأمر اهتموا بالأمر المهم الأهم وهو السؤال عن دينهم ، ولهذا ينبغي للإنسان في هذه الأمور وأشباهها أن يكون موقفه منها موقف المسلم المستسلم بدون إيراد ولا تشكيك .
ثانيا : الصحابة رضي الله عنهم لما حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث لم يشكوا في ذلك طرفة عين ، وصار كأنه أمر واقع بين أيديهم الآن ، ولهذا سألوا عن الصلاة ، ولم يستبعدوا وقوع هذا ، بل جعلوه كأنه رأي عين ، فدل ذلك على قوة استسلام الصحابة رضي الله عنهم لأمر الشرع ، وأنهم رضي الله عنهم لا يتوقفون في تنفيذ أمر الله ورسوله ، ولا يهتمون بشيء كما اهتمامهم بأمور دينهم .
واعتبر هذا أيضا بما جرى لنساء الصحابة رضي الله عنهم حيث وعظهم النبي صلى الله عليه وسلم ذات عيد وقال : ( يا معشر النساء! تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ) فماذا فعلن? جعلن يتصدقن بحليهن الذي بأيديهن وآذانهن وصدورهن ، فجعلت الواحدة تخلع خاتمها أو خرصها أو قرطها ثم تلقيه في ثوب بلال رضي الله عنه ، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا اتباع هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم والأخذ بمنهجهم القويم، فإنه الصراط المستقيم.
والخلاصة : أن الجواب على سؤال السائل أن نقول لهؤلاء القوم اقدروا قدر الأيام والليالي في أقرب بلاد إليكم يكون فيها ليل ونهار في خلال أربع وعشرين ساعة.
السائل : بارك الله فيكم.