عندنا إذا مات شخص نجتمع في محل الميت أو بيت أحد أقربائه لمدة ثلاثة أيام فإذا جاء أحد للتعزية يجمع كفيه و يقرأ سورة الإخلاص سبع أو عشر مرات ثم يقلب كفيه على الأرض ثم يقول اللهم اغفر له و ارحمه ثم يمدها و يقرأ سورة الفاتحة ثم يمسح على وجهه فما حكم هذا الأمر ؟ حفظ
السائل : نحن عندنا إذا مات الشخص نجتمع في محل الميت أو في بيت أحد أقربائه لمدة ثلاثة أيام ، فإذا جاء أحد للتعزية يجمع كفيه يقرأ سورة الإخلاص سبع مرات أو عشر مرات ثم يقلب كفيه على الأرض ثم يقول : اللهم اغفر له وارحمه ثم يمد يده مرة ثانية يقرأ سورة الفاتحة ويمسح على وجهه ، ما حكم فعل هذا الأمر جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : الاجتماع للعزاء مكروه بدعة ، وإذا حصل معه إطعام المجتمعين صار من النياحة ، قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : " كانوا يعدون الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة " .
ولم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه المهتدون فيما نعلم لم يكونوا يجتمعون لتلقي المعزين أبدا ، غاية ما في الأمر أنه لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد آتاهم ما يشغلهم ) ولم يجتمع إلى آل جعفر علي بن أبي طالب وهو أخوه ولا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمه ولا أحد من أقاربه فيما نعلم ، لم يجتمعوا إلى آل جعفر ليأكلوا من هذا الطعام ، ولا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأن شر الأمور محدثاتها .
والتعزية من العبادة والعبادة لا بد أن تكون على وفق ما جاءت به الشريعة ، وقد صرح بعض أهل العلم بأن الاجتماع بدعة ، وصرح فقهاؤنا الحنابلة رحمهم الله في كتبهم بأن الاجتماع مكروه ، ومن العلماء من حرمه.
وإنك لتعجب في بعض البلدان أنه إذا مات لهم الميت وضعوا السرادقات الطويلة العريضة وعليها الأنوار الكثيرة الكاشفة وما دون الكاشفة والكراسي وهذا يدخل وهذا يخرج كأنما هم في وليمة عرس أو أشد ، من قال هذا ؟ من فعل هذا ؟ .
أليس لنا أسوة حسنة في محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله والذين معه ، هم الأسوة ، ولهذا نجى الله بعض البلاد من هذه البدعة المكلفة ماليا المهلكة للزمن وقتيا المتعبة للأبدان ، حتى إنهم يأتون من أطراف البلاد إلى هذا الاجتماع ، سبحان الله لو كان هذا مشروعا على سبيل الوجوب أو الاستحباب لرأيت أنه ثقيل على النفوس ، لكن لما كان مما لم يأمر الله به ورسوله صار هينا على النفوس فتجد الناس يأتون من بعيد ليجتمعوا لأهل الميت .
أما ما ذكره السائل من قراءة الفاتحة وسورة الإخلاص وهذه الأذكار فهي لا تزيد الأمر إلا شدة ولا تزيده إلا بعدا من السنة ، فهي بدعة.
فإذا قال قائل : إذا أنكرت هذا فكيف نعزي الناس ؟ فالجواب : التعزية ليست واجبة حتى نقول لا بد منها وأنها ضرورة ، التعزية سنة ولا تكون أيضا إلا للمصاب الذي نعلم أنه تأثر بموت هذا الميت ، فنذهب إليه بدون أن يفتح الباب ويجمع الناس ، نذهب إليه إذا كان من أقاربنا الذين لا بد أن نذهب إليهم وأننا لو لم نذهب لقيل : هذا قاطع ، نذهب إليه ونقول : يا أخي! اتق الله واصبر واحتسب ، وأقول : نذهب إليه ليس معنى على سبيل الاستحباب لكن خوفا من معرة القطيعة ، وإلا فهاهو النبي عليه الصلاة والسلام أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن طفلا لها أو طفلة في سياق الموت ، فجاء الرسول يخبره جاء رسول المرأة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يخبره ويطلب منه أن يأتي ، فقال له الرسول : ( مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى ) ثم عاد الرسول وقال إنها تلح على أن تأتي ، فذهب إليها الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يحضر ، لكن لما كان الناس الآن اعتادوا بأنه لا بد للأقارب القريبين من أن يأتوا ليعزوا أهل الميت ، صار ترك هذا قد يعد قطيعة للرحم ، ويكون الإنسان لوكا للألسن ، فيذهب ليدرأ عن نفسه مغبة الغيبة ، فيكون إتيانه هنا لا على سبيل على أن هذا تطوع مأمور به ولكن على سبيل أنه درء للمفسدة فقط ، بدون أن يكون هناك فتح باب ، هذا يدخل وهذا يخرج لا ، أنا قريبه أنا أخوه أنا ابن عمه أنا عمه أنا خاله القريب القريب ، اذهب إلى البيت واستأذن وادخل واغلق الباب وتكلم معهم إذا رأيت إنهم تأثروا تأثرا كثيرا .
أحيانا لا يتأثر أهل الميت بالميت لأي سبب من الأسباب وليس هذا موضع ذكر أو التمثيل بشيء ، لكن أحيانا لا تجدهم متأثرين هؤلاء لا يعزون ، لأن التعزية معناها تقوية المصاب على تحمل المصيبة ، هذا معنى التعزية .
فالحاصل أننا نسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين لما فيه الخير والصلاح.
السائل : شيخ محمد التلفون يكفي في ذلك ؟
الشيخ : يكفي التلفون في ذلك فيمن لا يرى أن من حقه أن تأتي إليه بنفسك كالأقارب القريبين الذين ذكرناهم آنفا.
السائل : جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ.
الشيخ : الاجتماع للعزاء مكروه بدعة ، وإذا حصل معه إطعام المجتمعين صار من النياحة ، قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : " كانوا يعدون الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة " .
ولم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه المهتدون فيما نعلم لم يكونوا يجتمعون لتلقي المعزين أبدا ، غاية ما في الأمر أنه لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد آتاهم ما يشغلهم ) ولم يجتمع إلى آل جعفر علي بن أبي طالب وهو أخوه ولا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمه ولا أحد من أقاربه فيما نعلم ، لم يجتمعوا إلى آل جعفر ليأكلوا من هذا الطعام ، ولا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأن شر الأمور محدثاتها .
والتعزية من العبادة والعبادة لا بد أن تكون على وفق ما جاءت به الشريعة ، وقد صرح بعض أهل العلم بأن الاجتماع بدعة ، وصرح فقهاؤنا الحنابلة رحمهم الله في كتبهم بأن الاجتماع مكروه ، ومن العلماء من حرمه.
وإنك لتعجب في بعض البلدان أنه إذا مات لهم الميت وضعوا السرادقات الطويلة العريضة وعليها الأنوار الكثيرة الكاشفة وما دون الكاشفة والكراسي وهذا يدخل وهذا يخرج كأنما هم في وليمة عرس أو أشد ، من قال هذا ؟ من فعل هذا ؟ .
أليس لنا أسوة حسنة في محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله والذين معه ، هم الأسوة ، ولهذا نجى الله بعض البلاد من هذه البدعة المكلفة ماليا المهلكة للزمن وقتيا المتعبة للأبدان ، حتى إنهم يأتون من أطراف البلاد إلى هذا الاجتماع ، سبحان الله لو كان هذا مشروعا على سبيل الوجوب أو الاستحباب لرأيت أنه ثقيل على النفوس ، لكن لما كان مما لم يأمر الله به ورسوله صار هينا على النفوس فتجد الناس يأتون من بعيد ليجتمعوا لأهل الميت .
أما ما ذكره السائل من قراءة الفاتحة وسورة الإخلاص وهذه الأذكار فهي لا تزيد الأمر إلا شدة ولا تزيده إلا بعدا من السنة ، فهي بدعة.
فإذا قال قائل : إذا أنكرت هذا فكيف نعزي الناس ؟ فالجواب : التعزية ليست واجبة حتى نقول لا بد منها وأنها ضرورة ، التعزية سنة ولا تكون أيضا إلا للمصاب الذي نعلم أنه تأثر بموت هذا الميت ، فنذهب إليه بدون أن يفتح الباب ويجمع الناس ، نذهب إليه إذا كان من أقاربنا الذين لا بد أن نذهب إليهم وأننا لو لم نذهب لقيل : هذا قاطع ، نذهب إليه ونقول : يا أخي! اتق الله واصبر واحتسب ، وأقول : نذهب إليه ليس معنى على سبيل الاستحباب لكن خوفا من معرة القطيعة ، وإلا فهاهو النبي عليه الصلاة والسلام أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن طفلا لها أو طفلة في سياق الموت ، فجاء الرسول يخبره جاء رسول المرأة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يخبره ويطلب منه أن يأتي ، فقال له الرسول : ( مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى ) ثم عاد الرسول وقال إنها تلح على أن تأتي ، فذهب إليها الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يحضر ، لكن لما كان الناس الآن اعتادوا بأنه لا بد للأقارب القريبين من أن يأتوا ليعزوا أهل الميت ، صار ترك هذا قد يعد قطيعة للرحم ، ويكون الإنسان لوكا للألسن ، فيذهب ليدرأ عن نفسه مغبة الغيبة ، فيكون إتيانه هنا لا على سبيل على أن هذا تطوع مأمور به ولكن على سبيل أنه درء للمفسدة فقط ، بدون أن يكون هناك فتح باب ، هذا يدخل وهذا يخرج لا ، أنا قريبه أنا أخوه أنا ابن عمه أنا عمه أنا خاله القريب القريب ، اذهب إلى البيت واستأذن وادخل واغلق الباب وتكلم معهم إذا رأيت إنهم تأثروا تأثرا كثيرا .
أحيانا لا يتأثر أهل الميت بالميت لأي سبب من الأسباب وليس هذا موضع ذكر أو التمثيل بشيء ، لكن أحيانا لا تجدهم متأثرين هؤلاء لا يعزون ، لأن التعزية معناها تقوية المصاب على تحمل المصيبة ، هذا معنى التعزية .
فالحاصل أننا نسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين لما فيه الخير والصلاح.
السائل : شيخ محمد التلفون يكفي في ذلك ؟
الشيخ : يكفي التلفون في ذلك فيمن لا يرى أن من حقه أن تأتي إليه بنفسك كالأقارب القريبين الذين ذكرناهم آنفا.
السائل : جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ.