عندما كنا شباب كنا نخرج إلى البر و نسرق الماعز و البقر و نذبحها و نأكلها و الآن تبنا إلى الله فماذا نفعل علما بأننا إذا صارحناهم قد تحصل مشاكل و كذلك بعضهم قد مات ؟ حفظ
السائل : عندما كان شاباً كانوا يخرجون مع بعض الشباب إلى البر ويسرقون ما يجدون من ماعز أو بقر ، ويقومون بذبح هذا الذي سرقوه ويأكلونه ، يقول : الحمد لله تبنا إلى الله وهدانا إلى الطريق المستقيم مع العلم بأن أصحاب هذه المواشي موجودون الآن ، وإذا صارحناهم قد تحصل مشاكل لا حد لها ، وبعضهم قد مات ، ماذا نفعل يا فضيلة الشيخ ؟ أفتونا مأجورين.
الشيخ : الواجب عليكم وأنتم تعرفون من هي له هذه البقر والغنم أن تؤدوا المظالم إلى أهلها ، فإن لم تفعلوا فسوف يأخذون هذه المظالم من أعمالكم يوم القيامة وبذلك تكونون مفلسين ، فقد حدث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم أصحابه قال : ( من تعدون المفلس فيكم ؟ ) قالوا: من لا درهم عنده، أظن ولا متاع ، قال: ( إن المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات كالجبال ، فيأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا ، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن لم يبق من حسناته شيء أخذ من سيئاتهم وطرح عليه ثم طرح في النار ) .
والمشاكل التي قد تحدث فيما لو صارحتموهم بأنكم سرقتم وهذا قيمة المسروق يمكن تلافيها بأن تعطوا قيمة هذا المسروق من تثقون به من الناس فيسلمها لهم ، فإن هذا الذي تثقون به إذا كان من معارفهم فلن يتهموه بأنه هو الذي سرق ، وفي هذه الحال أقول إنكم تعطونهم القيمة ، لأن الرجوع إلى القيمة هنا قد يكون من الضرورة وإلا فإن الواجب على من أتلف حيوانا لشخص أن يرد عليه مثل هذا الحيوان ، لأن الحيوان من الأشياء المثلية على القول الراجح من أقوال أهل العلم ، وإذا لم تجدوا من تثقون به من معارفهم الذين يؤدون إليهم حقهم فبإمكانكم أن ترسلوا هذا بالشيك أو بجنيه سوداني بالبريد . فإن خفتم أن يطلعوا على ذلك بواسطة اسمكم على الشيك تعين أن ترسلوه بالجنيه السوداني .
أما إذا كان صاحب البقر أو الغنم غير معلوم عندكم فإنكم تتصدقون بقيمة ذلك تخلصا مما في ذممكم ليكون أجره لصاحب البقر والغنم.
السائل : بارك الله فيكم.