أنا طالب و كثيرا ما أذاكر ليلا إلى الفجر ثم أنام بعد الشروق و أحيانا أصحو و قد بقي على العصر وقت قليل مما لا يكفي للاغتسال و قضاء الحاجة فهل يشرع لي الجمع بين الظهر و العصر جمع تأخير فقد قرأت بأن النبي صلى الله عليه و سلم جمع في المدينة مرة دون عذر فلما سئل ابن عباس عن ذلك قال أراد أن لا يحرج أمته ؟ حفظ
السائل : أنا طالب وكثيراً ما أذاكر ليلاً إلى الفجر ثم أنام بعد الشروق وأحياناً أصحو وقد بقي على العصر حوالي عشر دقائق مما لا يكفي في بعض الأحيان للاغتسال وقضاء الحاجة ، فهل يشرع لي في مثل هذه الحالة أن أجمع الظهر مع العصر جمع تأخير ، فقد قرأت بأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة مرة دون عذر فلما سأل ابن عباس عن ذلك قال : " أراد ألا يحرج أمته " ؟ أفتونا بذلك.
الشيخ : أما قول القائل : إنه سمع أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جمع في المدينة مرة من غير عذر فهذا ليس بصحيح ، فالوارد في الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر ) فنفى شيئا معينا وهو الخوف والمطر ، فدل ذلك على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يجمع للخوف ويجمع للمطر ، لكن ابن عباس سئل عن ذلك فقال : " أراد ألا يحرج أمته " .
وهذا دليل على أنه لا يجوز الجمع إلا إذا كان في تركه حرج ، وأما إذا لم يكن في تركه حرج فالواجب أن يصلي الصلاة في وقتها بدون تأخير وبدون تقديم .
وما ذكره السائل عن نفسه فإنا ننصحه أن يغير هذا وأن يصلي الصلاة في وقتها ، وإني أظن أنه لو كان له موعد مع صاحب له في وقت الظهر ما نام عن هذا الموعد أو في وقت العصر ما نام عن هذا الموعد ، فليستعن بالله عز وجل وليكن حازما نشيطا في أداء عبادة الله ، وليجعل عنده منبها ينبهه إما ساعة رنانة وإما شخصا يوكله فيقول : أيقظني في الساعة الفلانية.
السائل : بارك الله فيكم.