هناك بعض الآباء نجده قاسيا في معاملته لأبناءه معاملة يحس من خلالها بالخوف و الفزع و منهم من يضرب و يسب و يلعن و إذا تعدى الابن هذه المرحلة و كبر تغير الحال إلى أسوء منها مثل أن يقول لابنه إذا لم تتزوج ابنة فلان فأنا غير راض عنك أو إذا لم تعطني كذا فأنا غير راض عنك الخ و كل ذلك بحجة أنت و مالك لأبيك فهل من نصيحة في ذلك ؟ حفظ
السائل : نعلم أن ديننا الحنيف أمرنا بطاعة الوالدين في كل أمر يرضي الله عز وجل ، والسؤال هو : هناك بعض الآباء نجده قاسياً في معاملته لأبنائه معاملة نحس من خلالها بالخوف والفزع ، ومنهم من يضرب ويسب ويلعن ، وإذا تعدى الابن هذه المرحلة وكبر تغير الحال لأسوأ منها ، وجاءت المرحلة الثانية : إذا ما تزوجت بنت فلان فإني غير راضٍ عليك ، وإذا ما أعطيتني كذا فإني غير راضٍ عليك ، وأشياء عدة في هذا المجال ، وكل ذلك بحجة : ( أنت ومالك لأبيك ) فهل من نصيحة وتوجيه لهؤلاء الآباء فضيلة الشيخ ؟
الشيخ : نعم نصيحتي للآباء والأمهات أن يتقوا الله عز وجل في تربية أولادهم من بنين وبنات ، وأن يعينوهم على برهم ، وذلك باللطف والتوجيه السليم وعدم العنف ، وليعلموا أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) وأنه تعالى : ( يعطي على الرفق ما لا يعطيه على العنف ).
وأبلغهم بأن العنف يؤدي إلى القطيعة والعقوق لأن النفوس مجبولة على كراهة من يسيء إليها ، وعلى محبة من يحسن إليها .
أما بالنسبة للأولاد فإني أنصحهم بأن يصبروا ويحتسبوا الأجر من الله عز وجل ، ويسألوا الله تعالى ألا يسلط عليهم آباءهم وأمهاتهم ، وليعلموا أن لكل أزمة فرجة ، وأن الله تعالى يجزي الصابرين أجرهم بغير حساب ، ثم إذا أمرهم آباؤهم أو أمهاتهم بأمر فيه مشقة عليهم وليس فيه مصلحة للأبوين أو أمروهم بأمر فيه ضرر في دينهم أو دنياهم فإنه لا يجب عليهم طاعة الوالدين في ذلك ، لأن طاعة الوالدين إنما تجب فيما إذا كان الأمر ينفع الوالدين ولا يضر الأولاد .
وليفضلوا دائما جانب الصبر والاحتساب ، وانتظار الفرج ، وليدع الله تعالى بذلك فإن الله تعالى يقول : (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )).
السائل : جزاكم الله خيرا.