سائلة تقول بأنها كانت ملتزمة بالدين و تفعل الخيرات و الطاعات و لكن بعد فترة أصبحت لا تفعل الطاعات بل أصبحت تشك بالبعث و عذاب القبر و أصبحت حياتها تعيسة فماهي نصيحتكم لها ؟ حفظ
السائل : تذكر بأنها فتاة من عائلة محافظة وتحمد الله ، تقول : مشكلتي بأنني كنت على درجة طيبة من التقوى والدين كثيراً ما أقرأ القرآن وأكثر من الصلاة والتهجد والصيام والعبادات ، وكم بكيت كثيراً من خشية الله عز وجل وكنت في سعادة كبيرة لإيماني بالله ، لكن منذ فترة بسيطة تغيرت حالي تماماً ، أصبحت كثيرة القلق والاكتئاب أحاول قراءة القرآن ولكن دون جدوى حتى إذا قرأت لا أستطيع أن أكمل التلاوة ، وكذلك إذا قرأت أذكار الصباح والمساء أقول في نفسي لا فائدة منها ، لم أعد أهتم بصلاة التهجد أو الصيام وأحس بأن كل ما أفعله من سيئات بأنه ليس بإرادتي ، أصبحت أعيش حياة تعيسة جداً لدرجة أنني أحيانا أنكر البعث والحساب ، وأنكر عذاب القبر وأنكر الجنة والنار ، وأنا الآن إنسانة أخرى لا أعرف ما السبب ، وكثيراً ما أخاف من خاتمة السوء ، ماذا أعمل ؟ مع العلم بأنني فشلت كثيراً في محاولاتي ، وجهوني وأرشدوني جزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : أسأل الله تعالى لها العافية ، وأن يعيدها إلى رشدها السابق ، وأبشرها بأن هذا وساوس من الشيطان يدخل في قلب المرء المؤمن ليعكر عليه حياته ويفسد عليه دينه ، ودواء ذلك بأمرين :
أحدهما : الإعراض عن هذا الشيء وتناسي هذا الشيء ، والتغافل عنه والاستمرار في العمل الصالح .
والثاني : وهو حقيقة الأول ، الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، بأن تقول كلما أحست بمثل ذلك : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، هكذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من يقع في قلبه وساوس من الشيطان .
ثم إن قولها : إنها أحيانا تنكر البعث وتنكر الجنة والنار ، هذا أيضا من الوساوس ، لأنها لو سألت : أتنكرين البعث ؟ قالت : أعوذ بالله ، أنا أنكر البعث ، ولو سألت أتنكرين الجنة والنار ؟ قالت : أعوذ بالله أنا أنكر الجنة والنار .
وبناء على هذا يكون ما يقع في قلبها من مثل تلك الوساوس لا أثر لها ولا ضرر عليها فيه ، فلتبشر بالخير ولتستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولتستعن بالله عز وجل على الإيمان الراسخ والعمل الصالح.
السائل : بارك الله فيكم.