والدتي لا تصلي إلا في رمضان بل قد تصلي إلا إذا كنت معها و قد نصحتها كثيرا بأساليب كثيرة حسنة و لكنها تقول بأن أعمالها في البيت لا تسمح لها بالصلاة فهل لي أن أقاطعها فما توجيهكم في ذلك ؟ حفظ
السائل : والدتي لا تصلي إلا في رمضان ونصحتها كثيراً بالمداومة على أداء الصلاة وذلك من خلال الأشرطة الدينية والكتيبات والأحاديث من ترغيب وترهيب جميع شتى الوسائل ، ولكنها لا تستجيب لهذا النصح ، وتقول بأن عملي في البيت لا يسمح لي لأنني ربة بيت ولا يوجد من يساعدني في متطلبات المنزل من أمور الطهي والغسيل والكي إلى آخره ، وربما لا تصلي إلا أثناء وجودي ، وعند سفري تتهاون وتترك بعض الأوقات من الصلاة ، ما توجيهكم يا شيخ محمد وتوجيهكم أيضا لي أنا ماذا أفعل معها ، هل أقاطعها وأترك مراسلتها ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
نصيحتي لهذه المرأة أن تتقي الله عز وجل وأن تقوم بما أوجب الله عليها من الصلوات الخمس في أوقاتها ، لأن من ترك الصلاة بلا عذر فإنه يكون كافرا مرتدا عن دين الإسلام ، وإن تركها لعذر حتى خرج وقتها مثل النوم والغفلة ، أي النسيان فإنه يصليها متى ذكرها ومتى استيقظ .
أقول لهذه المرأة : اتقي الله في نفسك ، فإنك إن مت على ترك الصلاة مت كافرة ، وحشرت مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ، وحرم الله عليك الجنة ، فإن القرآن والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم كلها تدل على أن تارك الصلاة كافر .
أما القرآن فقوله تعالى في المشركين : (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ )) ووجه الدلالة من هذه الآية أن الله اشترط لثبوت الأخوة الدينية ثلاثة شروط :
الأول : التوبة من الشرك .
والثاني : إقامة الصلاة .
والثالث : إيتاء الزكاة .
فأما التوبة من الشرك فهي شرط لثبوت الأخوة الإيمانية بإجماع المسلمين ، إذ لا أخوة بين المشرك والمؤمن إطلاقا حتى ولو كان أخاه من أبيه وأمه فإنه ليس أخا له في الحقيقة ، ولهذا قال الله تبارك وتعالى لنوح عليه الصلاة والسلام حين قال : (( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ )) قال الله تعالى : (( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ )) فنفى الله تعالى أن يكون من أهله مع أنه ابنه لأنه كافر . وأعظم بينونة وفرقة ما تكون بين المسلم والكافر .
وأما إقام الصلاة : فإن ظاهر الآية الكريمة أنها لا تثبت الأخوة في الدين إلا إذا أقام الصلاة ، ومفهومه إذا لم يقم الصلاة فلا أخوة في الدين ، ولا تنتفي الأخوة في الدين بمجرد المعاصي وإن عظمت ، بل لا يكون انتفاء الأخوة في الدين إلا بالكفر ، وعلى هذا فتكون الآية دالة على أن من لم يقم الصلاة فهو كافر .
وأما إيتاء الزكاة : فنقول فيه كما قلنا في إقام الصلاة ، أن من لم يؤت الزكاة فهو كافر خارج عن الملة ، وقد قال بذلك بعض أهل العلم أي إن ترك إيتاء الزكاة كفر مخرج عن الملة ، وهو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، وهو ظاهر الآية الكريمة ، لكن هذا معارض بما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) فكونه يرى سبيله إلى الجنة يدل على أنه ليس بكافر ، إذ لو كان كافرا لم يكن له سبيل إلى الجنة .
وعلى هذا فيكون إخراج إيتاء الزكاة من هذه الآية الكريمة ثابت بالسنة .
وأما دلالة السنة على كفر تارك الصلاة : فقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) .
وفي السنن عن بريدة بن حصين أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) .
وأما أقوال الصحابة فقد نقل عبد الله بن شقيق وهو من التابعين المعروفين عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " أنهم كانوا لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة " .
ونقل إجماعهم إسحاق بن راهويه ، أي إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر .
وهناك دليل رابع يدل على كفر تارك الصلاة وهو الدليل النظري ، فإنه ليس من المعقول أن يحافظ الإنسان على ترك الصلاة مع عظمها وشرف مرتبتها في أركان الإسلام وعلو شأنها وهو مسلم مؤمن بالله واليوم الآخر ، هذا محال .
وبناء على ذلك نحذر هذه الأم التي لا تصلي إلا في رمضان من ترك الصلاة ، والعجب أنها تعتذر بشؤون البيت ، ولا أدري كيف تكون شؤون البيت شاغلة لها عن الصلاة في غير رمضان غير شاغلة لها في رمضان ؟ فلتجب عن هذا السؤال ؟ .
ثم نقول : إن الصلاة لا تستوعب وقتا طويلا ، يعني أن الصلاة كلها بوضوئها إذا كان وضوءا عاديا لا تستوعب أكثر من ساعة وعشرة دقائق ، ولكن الشيطان يلعب بعقول بني آدم حتى يجعل السهل اليسير عسيرا عليهم ولا سيما إذا عظمت منزلة هذا الشيء في دين الله ، فإن الشيطان يحرص غاية الحرص على أن يثبط الإنسان عنه ، لأن الشيطان كفر بترك سجدة لله عز وجل حين أمره أن يسجد لآدم فاستكبر وكان من الكافرين ، وهو يريد من بني آدم أن يكفروا كما كفر هو . كما أن أعداء المسلمين من الكفار أيضا يودون أن يكفر المسلمون كما كفروا كما قال الله تعالى : (( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً )) .
فعلى هذه الأم أن تتقي الله عز وجل في نفسها وأن تستعين بالله وهي إذا قامت بالصلاة فإن الصلاة تعينها على شؤون البيت قال الله تعالى : (( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )) والوقت الذي ينقضي بفعل الصلاة وما يلزم لها من طهارة ونحوها يجعل الله تعالى في بقية الزمن بركة يحصل فيه من الأعمال ما لا يحصل فيما لو نزعت البركة .
أما بالنسبة للولد فإن الولد قد قام بواجبه حين كان ينصح أمه ويحذرها ويخوفها ولكنها لم تفعل .
وأما مقاطعته إياها فينظر إن كان في مقاطعته إياها مصلحة بحيث تتوب إلى الله عز وجل وتخجل مما كانت عليه فليقاطعها لعلها تتوب ، وإن كانت مقاطعته إياها لا تزيدها إلا تماديا وطغيانا فلا يقاطعها.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
نصيحتي لهذه المرأة أن تتقي الله عز وجل وأن تقوم بما أوجب الله عليها من الصلوات الخمس في أوقاتها ، لأن من ترك الصلاة بلا عذر فإنه يكون كافرا مرتدا عن دين الإسلام ، وإن تركها لعذر حتى خرج وقتها مثل النوم والغفلة ، أي النسيان فإنه يصليها متى ذكرها ومتى استيقظ .
أقول لهذه المرأة : اتقي الله في نفسك ، فإنك إن مت على ترك الصلاة مت كافرة ، وحشرت مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ، وحرم الله عليك الجنة ، فإن القرآن والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم كلها تدل على أن تارك الصلاة كافر .
أما القرآن فقوله تعالى في المشركين : (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ )) ووجه الدلالة من هذه الآية أن الله اشترط لثبوت الأخوة الدينية ثلاثة شروط :
الأول : التوبة من الشرك .
والثاني : إقامة الصلاة .
والثالث : إيتاء الزكاة .
فأما التوبة من الشرك فهي شرط لثبوت الأخوة الإيمانية بإجماع المسلمين ، إذ لا أخوة بين المشرك والمؤمن إطلاقا حتى ولو كان أخاه من أبيه وأمه فإنه ليس أخا له في الحقيقة ، ولهذا قال الله تبارك وتعالى لنوح عليه الصلاة والسلام حين قال : (( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ )) قال الله تعالى : (( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ )) فنفى الله تعالى أن يكون من أهله مع أنه ابنه لأنه كافر . وأعظم بينونة وفرقة ما تكون بين المسلم والكافر .
وأما إقام الصلاة : فإن ظاهر الآية الكريمة أنها لا تثبت الأخوة في الدين إلا إذا أقام الصلاة ، ومفهومه إذا لم يقم الصلاة فلا أخوة في الدين ، ولا تنتفي الأخوة في الدين بمجرد المعاصي وإن عظمت ، بل لا يكون انتفاء الأخوة في الدين إلا بالكفر ، وعلى هذا فتكون الآية دالة على أن من لم يقم الصلاة فهو كافر .
وأما إيتاء الزكاة : فنقول فيه كما قلنا في إقام الصلاة ، أن من لم يؤت الزكاة فهو كافر خارج عن الملة ، وقد قال بذلك بعض أهل العلم أي إن ترك إيتاء الزكاة كفر مخرج عن الملة ، وهو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، وهو ظاهر الآية الكريمة ، لكن هذا معارض بما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) فكونه يرى سبيله إلى الجنة يدل على أنه ليس بكافر ، إذ لو كان كافرا لم يكن له سبيل إلى الجنة .
وعلى هذا فيكون إخراج إيتاء الزكاة من هذه الآية الكريمة ثابت بالسنة .
وأما دلالة السنة على كفر تارك الصلاة : فقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) .
وفي السنن عن بريدة بن حصين أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) .
وأما أقوال الصحابة فقد نقل عبد الله بن شقيق وهو من التابعين المعروفين عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " أنهم كانوا لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة " .
ونقل إجماعهم إسحاق بن راهويه ، أي إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر .
وهناك دليل رابع يدل على كفر تارك الصلاة وهو الدليل النظري ، فإنه ليس من المعقول أن يحافظ الإنسان على ترك الصلاة مع عظمها وشرف مرتبتها في أركان الإسلام وعلو شأنها وهو مسلم مؤمن بالله واليوم الآخر ، هذا محال .
وبناء على ذلك نحذر هذه الأم التي لا تصلي إلا في رمضان من ترك الصلاة ، والعجب أنها تعتذر بشؤون البيت ، ولا أدري كيف تكون شؤون البيت شاغلة لها عن الصلاة في غير رمضان غير شاغلة لها في رمضان ؟ فلتجب عن هذا السؤال ؟ .
ثم نقول : إن الصلاة لا تستوعب وقتا طويلا ، يعني أن الصلاة كلها بوضوئها إذا كان وضوءا عاديا لا تستوعب أكثر من ساعة وعشرة دقائق ، ولكن الشيطان يلعب بعقول بني آدم حتى يجعل السهل اليسير عسيرا عليهم ولا سيما إذا عظمت منزلة هذا الشيء في دين الله ، فإن الشيطان يحرص غاية الحرص على أن يثبط الإنسان عنه ، لأن الشيطان كفر بترك سجدة لله عز وجل حين أمره أن يسجد لآدم فاستكبر وكان من الكافرين ، وهو يريد من بني آدم أن يكفروا كما كفر هو . كما أن أعداء المسلمين من الكفار أيضا يودون أن يكفر المسلمون كما كفروا كما قال الله تعالى : (( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً )) .
فعلى هذه الأم أن تتقي الله عز وجل في نفسها وأن تستعين بالله وهي إذا قامت بالصلاة فإن الصلاة تعينها على شؤون البيت قال الله تعالى : (( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )) والوقت الذي ينقضي بفعل الصلاة وما يلزم لها من طهارة ونحوها يجعل الله تعالى في بقية الزمن بركة يحصل فيه من الأعمال ما لا يحصل فيما لو نزعت البركة .
أما بالنسبة للولد فإن الولد قد قام بواجبه حين كان ينصح أمه ويحذرها ويخوفها ولكنها لم تفعل .
وأما مقاطعته إياها فينظر إن كان في مقاطعته إياها مصلحة بحيث تتوب إلى الله عز وجل وتخجل مما كانت عليه فليقاطعها لعلها تتوب ، وإن كانت مقاطعته إياها لا تزيدها إلا تماديا وطغيانا فلا يقاطعها.
السائل : بارك الله فيكم.