هل التدخين محرم أم مكروه و هل على البائع إثم ؟ حفظ
السائل : هل التدخين محرم ؟ أم أنه مكروه ؟. وهل على البائع إثم نرجو بهذا إفادة ؟
الشيخ : التدخين محرم بدلالة القرآن والسنة والنظر الصحيح :
أما القرآن : فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه العظيم : (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )) ومن المعلوم أن تناول الدخان يلحق أضرارا بالجسد ، قد تكون قريبة الظهور وقد تكون بعيدة الظهور ، وهذا أمر متفق عليه بين الأطباء اليوم ، بعد أن تقدم الطب ووصل إلى درجة عالية ، فالأطباء مجمعون على ضرر التدخين ، وهو أيضا أي التدخين مشوه للأسنان والشفاه ، وربما يكون مشوها للوجه أيضا عموما ، فإن صاحب الدخان يظهر أثر الدخان على صفحات وجهه ، ولا سيما على جدران أنفه حيث تراه عندما تراه وكأنه مدهون بدهن ، وهذا وحده يقتضي تحريم شرب الدخان .
ومن الأدلة القرآنية على تحريمه قول الله تبارك وتعالى : (( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا )) فبين الله تعالى الحكمة من إتيان المال وهي أن الله تعالى جعله قياما تقوم به مصالح ديننا ودنيانا ، ومن المعلوم أن صرف المال في السجاير لا تقوم به مصالح الدين ولا الدنيا بل بالعكس .
ومن أدلة السنة على تحريمه : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن إضاعة المال )، وإضاعة صرفه في غير فائدة ، ومن المعلوم أن صرف المال في الدخان صرف له بما لا فائدة فيه ، بل بما فيه مضرة .
وأما النظر الصحيح فإن العقل يقتضي ألا يتناول الإنسان ما يضره ويفني ماله لاسيما وهو مؤمن بأنه سيحاسب على ذلك ، إذ العقل الصريح يقتضي أن يفعل العاقل ما ينفعه وأن يدع ما يضره ، ومن كمال ذلك أن يدع ما لا ينفعه .
فالأمور ثلاثة : نافع ، وضار ، وما لا نفع فيه ولا ضرر ، فالأول مطلوب ، والثاني مذموم ، والثالث الكمال ألا يفعله ، وإن فعله فلا شيء عليه.
السائل : بارك الله فيكم.