إن الحركة في الصلاة تبطلها و لكن عندما تأتي حشرة أثناء الصلاة على وجه المصلي مثل الذباب أو إذا كان بالإنسان زكام و غير ذلك مما يدعوه للحركة فهل له الحق بحركة يده لطرد تلك الحشرة أو لمسح أنفه أم عليه بالصبر حتى تنقضي الصلاة ؟ حفظ
السائل : إن الحركة في الصلاة تبطلها لا شك في ذلك ، ولكن عندما تأتي حشرة أثناء الصلاة على وجه المصلي مثل النامس أو ذباب مزعج ، أو عندما يكون الإنسان به زكام ورشاح وغير ذلك مما يدعوه للحركة ، هل له الحق بتحريك يده لطرد تلك الحشرة أو لمسح أنفه ؟ أم عليه بالصبر حتى تنقضي الصلاة ؟ وضحونا حكم بالحركة في الصلاة جزاكم الله خيرا ؟.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
قول السائل : إن الحركة في الصلاة لا شك أنها تبطل الصلاة ، ليس بصحيح ، الحركة في الصلاة على أقسام :
القسم الأول : حركة واجبة ، والثاني : حركة مستحبة ، والثالث : حركة مباحة ، والرابع : حركة مكروهة ، والخامس : حركة محرمة تبطل الصلاة.
فأما الحركة الواجبة : فهي كل حركة تتوقف عليها صحة الصلاة ، مثال ذلك : أن يذكر أن في غترته نجاسة أو في لباسه نجاسة ، أو في خفه نجاسة ، ففي هذه الحال يجب عليه أن يزيل ذلك النجس ، يخلع الغترة أو يخلع السروال يخلع الخف ، لأنه يتوقف على ذلك صحة الصلاة ، ولهذا لما أخبر جبريل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن في نعليه قذرا خلعهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وكذلك لو كان يصلي غير مستقبل للقبلة في البر ، لكن هذا الذي أداه إليه اجتهاده فجاءه إنسان وقال : القبلة على يمينك ، فهنا يجب أن يتحرك نحو القبلة لأنه يتوقف على هذه الحركة صحة الصلاة .
وكذلك لو صف وحده خلف الصف لكمال الصف ثم انفرج أمامه فرجة فإنه يتقدم إلى الصف وجوبا ، لأن هذه الحركة يتوقف عليها صحة الصلاة .
ولهذا أمثلة أخرى ، لكن ضابطها كل حركة تتوقف عليها الصلاة فإنها واجبة .
أما المستحبة : فكل حركة يتوقف عليها فضل في الصلاة ، مثل التراص في الصف ، بأن يتراص الناس شيئا فشيئا فهنا لا بد من حركة .
ومثل أن يبتدئ الصلاة اثنان إمام ومأموم ، ثم يأتي ثالث ، فهنا السنة أن يتأخر الاثنان خلف الإمام ، فهذه الحركة مستحبة لأنه يتوقف عليها كمال الصلاة .
ويتساءل كثير من الناس : هل يصف الداخل الثالث قبل أن يجذب صاحبه ويقدم الإمام ، أو يقدم الإمام أو يجذب صاحبه قبل أن يصف في الصلاة ؟.
والجواب : أنه يقدم الإمام أو يؤخر المأموم ثم يصف ، لأنه لو صف قبل أن يقدم الإمام أو يؤخر المأموم لزم من ذلك حركة في الصلاة لا داعي لها ، إذا الحركة المستحبة كل حركة يتوقف عليها كمال الصلاة .
الحركة المباحة : كل حركة لحاجة لا تتعلق بالصلاة أو لضرورة ، مثال ذلك : أن يستأذن عليه أحد ليدخل إلى حجرته والباب مغلق ، فيتقدم قليلا ثم يفتح الباب ، أو يكلمه أحد في شيء هل حصل أو لم يحصل ؟.
فيشير برأسه نعم إن كان حاصلا أو بيده لا إن كان غير حاصل ، وما أشبه ذلك .
فأما الحكة في الصلاة فإن كانت حكة يسيرة لا تذهب الخشوع فهي من القسم المباح ، وإن كانت حكة شديدة تذهب الخشوع فالحركة من أجل برودتها سنة ، لأن ذلك يتوقف عليه كمال الصلاة ، لأنه إذا حكها بردت عليه وصار قلبه حاضرا في الصلاة .
وأما الحركة المكروهة : فهي الحركة التي لا حاجة إليها ولكنها ليست كثيرة ، كما يوجد من بعض الناس من يعبث بقلمه أو بساعته أم بأنفه أو بغترته أو بمشلحه أو ما أشبه ذلك ، هذه حركة مكروهة ، فإن كثرت وتوالت صارت من القسم الخامس :
وهو : الحركة الكثيرة لغير الضرورة فهذه تبطل الصلاة لأنها تنافي الصلاة تماما ، ومن ذلك : الضحك فإن الضحك في الصلاة مبطل لها ، لأن الضحك ينافي الخشوع تماما ، ولهذا قال العلماء رحمهم الله : إن الضحك في الصلاة مبطل لها دون التبسم ، فالتبسم ليس فيه صوت فلا يكون مبطلا للصلاة.