سائل من السويد يقول : أحيانا نضطر لزيارة بعض المسلمين لأداء الواجب كالتعزية أو التهنئة و لكنهم لا يُجْلسون النساء على حِدَة و الرجال على حدة فهل لنا بمقاطعتهم دون زيارتهم ؟ حفظ
السائل : تقول هذه السائللة من السويد : أحياناً نضطر لزيارة بعض المسلمين لأداء الواجب كالتعزية أو التهنئة ، ولكنهم لا يجلسون النساء على حدة والرجال على حدة ، أي : لا يلتزمون بهذا الأمر الشرعي ، فهل نقوم بمقاطعتهم ولا نقوم بزيارتهم ؟
الشيخ : عبرت هذه السائلة عن التعزية والتهنئة بالواجب ، وليس هذا بصواب .
فالتعزية ليست واجبة إنما هي سنة ، وليست سنة لكل قريب مات له قريب ، ولكنها سنة لتعزية المصاب بالميت سواء كان قريبا أم غير قريب ، وإذا كانت العلة هي المصيبة ، فمن كان لم يصب بالموت من قريبه فإنه لا يعزى ، ومن أصيب بموت صديقه أو زميله فإنه يعزى ، فليست العلة في التعزية القرابة ولكنها الإصابة ، متى علم أن هذا الإنسان مصاب فإنه يعزى ويقال له : (اصبر واحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى ) ، وهذه الدار ليست دار بقاء والذي لم يمت اليوم يموت غدا ، وما أشبه ذلك من الكلمات التي تسليه وترفع عنه حر المصيبة .
وعلى كل فهي ليست واجبة أعني التعزية ، بل هي من المستحب ، فإذا لزم من الحضور إلى التعزية اختلاط النساء بالرجال فإنها لا تجوز ، لأنه لا يمكن أن يفعل شيء مندوب لشيء محرم .
وكذلك التهنئة من باب أولى ، فإن التهنئة ليست بواجبة ، غاية ما في ذلك أنها مباحة ، فهي أقصر من التعزية ، لأن التعزية سنة للمصاب وهذه مباحة فقط .
فإذا لزم من التهنئة المخالطة بين الرجال والنساء فإنه لا يجوز الذهاب إليها ، إلا من كان له سلطة بحيث إذا ذهب أمكنه أن يعزل النساء عن الرجال ، فحينئذ يكون ذهابه واجبا من أجل إزالة هذا المنكر.