هل الدعاء بعد صلاة الفريضة بدعة أم مكروه ؟ حفظ
السائل : هل الدعاء بعد صلاة الفرض بدعة أم مكروه ، أفيدونا بذلك ؟
الشيخ : الدعاء بعد صلاة الفريضة بدعة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، وكل من تعبد لله تعالى بشيء لم يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أمر به ولا ثبت أنه من شريعته ، فإنه يكون بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل محدثة بدعة ) .
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى وقت الدعاء في الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـعبد الله بن مسعود حين علمه التشهد : ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) يعني قبل أن ينصرف من صلاته .
وكما أن هذا أعني الدعاء في الصلاة قبل السلام هو ما دلت عليه النصوص الشرعية فهو أيضا مقتضى النظر الصحيح ، لأن الإنسان ما دام في صلاته فإنه يناجي ربه وهو بين يديه ، فكيف يؤخر الدعاء حتى يسلم وينصرف ويقطع الصلة بينه وبين الله تعالى في صلاته ؟.
هذا خلاف النظر الصحيح ، وعلى هذا فنقول : صلاة الفريضة يسن بعدها الذكر ، والدعاء قبل السلام ، لقول الله تبارك وتعالى : (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ )) .
وأما الدعاء بعد النافلة فهو أيضا خلاف السنة ، فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يدعو بعد صلاة النافلة ، ونقول : إذا أحببت الدعاء فادع الله تعالى قبل أن تسلم من الصلاة لما ذكرنا في صلاة الفريضة .
فإن قال قائل : أليس قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لـمعاذ بن جبل : ( لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة : اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك ) وهذا دعاء ؟.
قلنا : هذا صحيح ، وهو دعاء وأوصى به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معاذ بن جبل . ولكن ما هو دبر الصلاة ، هل هو ما بعد السلام أو هو آخر الصلاة ؟ .
يجيب على هذا السؤال مقتضى النصوص الشرعية ، فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل ما بعد التشهد محلا للدعاء ، وفي القرآن الكريم جعل الله تعالى ما بعد السلام ذكرا فقال : (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ )) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود : ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) .
وفي هذا البيان يتبين أن الدعاء الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إنما هو بعد التشهد وقبل السلام بناء على دلالة القرآن والسنة التي ذكرت آنفا .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن ذلك فقال : " إن دبر كل شيء منه كدبر الحيوان " ، وعلى هذا فدبر الصلاة جزء منها ولكنه آخرها .
فالدعاء بقول : ( اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك ) يكون قبل السلام لا بعده .
فإن قال قائل : أليس قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا ، وقال : ( اللهم أنت السلام ومنك السلام ) وهذا دعاء ؟. فالجواب : أن هذا دعاء خاص متعلق بالصلاة ، لأن استغفار الإنسان بعد سلامه من الصلاة من أجل أنه قد لا يكون قد أتم صلاته ، بل أخل فيها إما بحركة أو انصراف قلب أو ما أشبه ذلك ، فكان هذا الدعاء بالمغفرة لاصقا بالصلاة تماما ، وليس دعاء مطلقا مجردا.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : الدعاء بعد صلاة الفريضة بدعة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، وكل من تعبد لله تعالى بشيء لم يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أمر به ولا ثبت أنه من شريعته ، فإنه يكون بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل محدثة بدعة ) .
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى وقت الدعاء في الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـعبد الله بن مسعود حين علمه التشهد : ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) يعني قبل أن ينصرف من صلاته .
وكما أن هذا أعني الدعاء في الصلاة قبل السلام هو ما دلت عليه النصوص الشرعية فهو أيضا مقتضى النظر الصحيح ، لأن الإنسان ما دام في صلاته فإنه يناجي ربه وهو بين يديه ، فكيف يؤخر الدعاء حتى يسلم وينصرف ويقطع الصلة بينه وبين الله تعالى في صلاته ؟.
هذا خلاف النظر الصحيح ، وعلى هذا فنقول : صلاة الفريضة يسن بعدها الذكر ، والدعاء قبل السلام ، لقول الله تبارك وتعالى : (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ )) .
وأما الدعاء بعد النافلة فهو أيضا خلاف السنة ، فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يدعو بعد صلاة النافلة ، ونقول : إذا أحببت الدعاء فادع الله تعالى قبل أن تسلم من الصلاة لما ذكرنا في صلاة الفريضة .
فإن قال قائل : أليس قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لـمعاذ بن جبل : ( لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة : اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك ) وهذا دعاء ؟.
قلنا : هذا صحيح ، وهو دعاء وأوصى به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معاذ بن جبل . ولكن ما هو دبر الصلاة ، هل هو ما بعد السلام أو هو آخر الصلاة ؟ .
يجيب على هذا السؤال مقتضى النصوص الشرعية ، فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل ما بعد التشهد محلا للدعاء ، وفي القرآن الكريم جعل الله تعالى ما بعد السلام ذكرا فقال : (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ )) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود : ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) .
وفي هذا البيان يتبين أن الدعاء الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إنما هو بعد التشهد وقبل السلام بناء على دلالة القرآن والسنة التي ذكرت آنفا .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن ذلك فقال : " إن دبر كل شيء منه كدبر الحيوان " ، وعلى هذا فدبر الصلاة جزء منها ولكنه آخرها .
فالدعاء بقول : ( اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك ) يكون قبل السلام لا بعده .
فإن قال قائل : أليس قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا ، وقال : ( اللهم أنت السلام ومنك السلام ) وهذا دعاء ؟. فالجواب : أن هذا دعاء خاص متعلق بالصلاة ، لأن استغفار الإنسان بعد سلامه من الصلاة من أجل أنه قد لا يكون قد أتم صلاته ، بل أخل فيها إما بحركة أو انصراف قلب أو ما أشبه ذلك ، فكان هذا الدعاء بالمغفرة لاصقا بالصلاة تماما ، وليس دعاء مطلقا مجردا.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.