والدتي تؤمن بالأولياء و تطلب منهم الحاجات و تذهب إليهم عند أي مشكلة و قد نصحناها كثيرا و كانت تحتفظ بالأوراق التي تأخذها من الأماكن التي تذهب إليها عند هؤلاء الأولياء و قمت بجمع تلك الأوراق و الأشياء المحرمة ثم أتلفتها فغضبت علي و قاطعتني وجهوني ماذا أفعل و هل أكون قاطعا للصلة ؟ حفظ
السائل : ... والدي ونحن صغار وقد ربتنا الوالدة ولكن هناك مشكلة ترتبط بالوالدة فهي تؤمن بالأولياء وتطلب منهم الحاجات وفي حال مواجهة أي مشكلة لها تنطلق إليهم وقد نصحناها كثيراً وكانت تحتفظ بكثير من الأوراق التي تأخذها من الأماكن التي تذهب إليها عند هؤلاء الأولياء وفي الأخير قمت بجمع الأوراق والأشياء التي أراها محرمة أتلفتها فغضبت عليّ وقاطعتني وجهوني ماذا أعمل؟ وهل أكون قاطعاً للصلة؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن من أبر البر بالوالدين أن يدعوهما الإنسان إلى توحيد الله عز وجل وإلى طاعته فإن في ذلك إنقاذا لهما من النار وهو أبلغ من برهما بإعطاء المال والنفقات والخدمة البدنية وغير ذلك فالواجب عليكم أن تناصحوا هذه الأم وأن تخوفوها بالله عز وجل وأن تبينوا لها أن الذهاب إلى الأولياء إن كان إلى قبورهم والاستغاثة بهم والاستنجاد بهم وطلب الحوائج منهم فإن هذا شرك أكبر مخرج من الملة وهو أظلم الظلم وأعظم الآثام وقد قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )) وإن كان من يزعمونهم أولياء أحياء فإنه لا يحل لها أن تعلق قلبها بهؤلاء الأولياء وأن تجعلهم الملجأ عند حلول الحوادث والنكبات والشدائد وأن تعلق قلبها برب العالمين الذي خلقها أوجدها من العدم وأمدها بالنعم ثم إن هؤلاء الأولياء الذين يزعمون أنهم أولياء لله قد يكونون من أعداء الله عز وجل قد يدعون الناس إلى أن يرفعوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله وربما لو فتشت ما فتشت لرأيت منهم قصورا فيما أمرهم الله به أو انتهاكا لما حرم الله عليهم فما كل من يدعي الولاية يكون وليا حتى وإن ظهر بمظهر الناسك العابد الزاهد في الدنيا فقد يكون ظاهره هكذا ولكن باطنه يحترق احتراقا على الدنيا والجاه وتعظيم الناس له.
والخلاصة: أن الواجب عليكم بر هذه الوالدة، وأن تناصحوها وترشدوها وتأتوا لها بالأشرطة المفيدة والكتب النافعة، أما إحراقك ما رأيت عندها من الأدعية والأوراد الباطلة المحرمة فهذا من برك بها ولا يضرك لو غضبت عليك بل هذا من تمام أجرك أن تؤذى في الله وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولقد دعا إبراهيم أباه لعبادة الله عز وجل فقال له أبوه: (( لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا )) نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن من أبر البر بالوالدين أن يدعوهما الإنسان إلى توحيد الله عز وجل وإلى طاعته فإن في ذلك إنقاذا لهما من النار وهو أبلغ من برهما بإعطاء المال والنفقات والخدمة البدنية وغير ذلك فالواجب عليكم أن تناصحوا هذه الأم وأن تخوفوها بالله عز وجل وأن تبينوا لها أن الذهاب إلى الأولياء إن كان إلى قبورهم والاستغاثة بهم والاستنجاد بهم وطلب الحوائج منهم فإن هذا شرك أكبر مخرج من الملة وهو أظلم الظلم وأعظم الآثام وقد قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )) وإن كان من يزعمونهم أولياء أحياء فإنه لا يحل لها أن تعلق قلبها بهؤلاء الأولياء وأن تجعلهم الملجأ عند حلول الحوادث والنكبات والشدائد وأن تعلق قلبها برب العالمين الذي خلقها أوجدها من العدم وأمدها بالنعم ثم إن هؤلاء الأولياء الذين يزعمون أنهم أولياء لله قد يكونون من أعداء الله عز وجل قد يدعون الناس إلى أن يرفعوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله وربما لو فتشت ما فتشت لرأيت منهم قصورا فيما أمرهم الله به أو انتهاكا لما حرم الله عليهم فما كل من يدعي الولاية يكون وليا حتى وإن ظهر بمظهر الناسك العابد الزاهد في الدنيا فقد يكون ظاهره هكذا ولكن باطنه يحترق احتراقا على الدنيا والجاه وتعظيم الناس له.
والخلاصة: أن الواجب عليكم بر هذه الوالدة، وأن تناصحوها وترشدوها وتأتوا لها بالأشرطة المفيدة والكتب النافعة، أما إحراقك ما رأيت عندها من الأدعية والأوراد الباطلة المحرمة فهذا من برك بها ولا يضرك لو غضبت عليك بل هذا من تمام أجرك أن تؤذى في الله وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولقد دعا إبراهيم أباه لعبادة الله عز وجل فقال له أبوه: (( لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا )) نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ.