أنا أقرأ القرآن و أهديه لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم ثم للوالدين ثم لأموات المسلمين فهل هذا العمل صحيح ؟ حفظ
السائل : أنا أقرأ القرآن وأهديه لنبينا صلى الله عليه وسلم ثم للوالدين وأموات المسلمين فهل هذا العمل صحيح وجهوني جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : أما بالنسبة لإهدائه للنبي صلى الله عليه وسلم فهو بدعة لأن الصحابة رضي الله عنهم وهم أشد منا حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يفعلون هذا ولأن هذا سفه من الفاعل إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم في غنى عن عمله لأن أي عمل صالح يفعله أحد من أمة الرسول عليه الصلاة والسلام فللرسول صلى الله عليه وسلم مثله بدون أن يجعل أجره للرسول لأن من دل على خير فهو كفاعله والرسول صلى الله عليه وسلم هو دال أمته على الخير وأما بالنسبة للوالدين والمسلمين فهذا وإن كان عملا جائزا لكن الأفضل من ذلك أن يدعو لوالديه وللمؤمنين ودليل ذلك من القرآن والسنة قال الله تعالى في كتابه العزيز: (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) فوصف الله الذين من جاءوا من بعدهم بأنهم يدعون لهم أي لمن سلف ولم يصفهم بأنهم يعملون أعمالا صالحة ويجعلون ثوابها لهم وهذا من اتباع من سلف بإحسان الذي يكون به رضا الله عز وجل كما قال الله تعالى: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) وأما من السنة بالنسبة للوالدين فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ) بأن يجعلها هو بنفسه قبل أن يموت كالمساجد مثلا وسبيل المياه وما أشبه ذلك ( صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) لم يقل: أو ولد صالح يصلي له أو يقرأ القرآن له أو يصوم له أو يتصدق له كل هذه عدل عنها الرسول عليه الصلاة والسلام بل قال: ( ولد صالح يدعو له ) ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدلنا إلا على ما هو خير لنا ولو كانت عباداتنا التي نتعبد لله بها ونهديها لوالدينا خيرا من دعائنا لهم لبينه الناصح الأمين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فنقول للأخ للسائل: الأجدر بك والأفضل والأولى أن تجعل ثواب الأعمال الصالحة لك ولا تهديها لأحد ومن أحببت من المسلمين والأقارب فادع الله لهم.
السائل : جزاكم الله خيرا.