يدعو الإنسان في صلاته " اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا و فتنة الممات " ما المقصود بفتنة الممات ؟ حفظ
السائل : السائلة تقول : يدعو الإنسان في صلاته: ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات ) ما المقصود بفتنة الممات جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : فتنة المحيا هي أن يفتتن الإنسان بالدنيا وينغمس فيها وينسى الآخرة وهذا ما أنكره الله تعالى على العباد في قوله: (( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى )) ومن فتن الدنيا الشبهات أن يقع في قلب الإنسان شك وجهل فيما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم أما فتنة الممات فتشمل شيئين الأول ما يحدث عند الموت والثاني ما يحدث في القبر فأما الأول وهو الذي يحدث عند الموت فإن الشيطان أعاذنا الله ومَن استمع منه أحرص ما يكون على إغواء ابن آدم عند موته لأنها هي الساعة الحاسمة فيحول بين المرء وقلبه بمعنى أنه يوقع الإنسان في تلك اللحظة فيما يخرجه عن دين الإسلام وليست هذه الحيلولة كحيلولة الله عز وجل التي ذكر الله تعالى في قوله: (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )) لكنه أي الشيطان يحرص حرصا كاملا على إغواء بني آدم في تلك اللحظة وقد ذكروا عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان حين احتضاره يغمى عليه فيسمعونه يقول: " بعد بعد فلما أفاق قيل له: يا أبا عبد الله ! ما قولك: بعد بعد؟ قال: إن الشيطان يتمثل أمامي يقول: فتني يا أحمد فتني يا أحمد فأقول له: بعد بعد " يعني لم أفتك، لأن الإنسان لا ينجو من الشيطان إلا إذا مات إذا مات انقطع عمله ولا رجاء للشيطان فيه إن كان مؤمنا فيقول إني أقول لم أفتك لجواز أن يحصل من الشيطان فتنة عند موت الإنسان ولكنني أبشر إخواني الذين آمنوا بالله حقا واتبعوا رسوله صدقا واستقاموا على شريعة الله أبشرهم أن الله بفضله وكرمه لن يخذلهم ولن يختم لهم بسوء الخاتمة لأن الله تعالى أكرم من عبده جل وعلا فمن صدق مع الله فليبشر بالخير لكن تكون سوء الخاتمة فيما إذا كان القلب منطويا على سريرة خبيثة فإنه قد يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار نعوذ بالله من ذلك فهذه من فتنة الموت وإنما سميت فتنة الموت لقربها منه أما الثاني مما يتناوله فتنة الموت فهو فتنة الإنسان في قبره فإن الإنسان إذا مات ودفن وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه، فأما المؤمن أسأل الله أن يجعلني ومن استمع منهم فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فينادي منادي من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة ويوسع له في قبره وأما الكافر والعياذ بالله أو المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري يطمس عليه حتى وإن كان في الدنيا يعرف ذلك يقول: سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وقلبه والعياذ بالله لم يدخله في الإيمان فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ووالله إنها لفتنة عظيمة نسأل الله أن يقينا وإخواننا المسلمين إياها، فهذا معنى قول الدّاعي: أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال فهذه فتنة الممات المذكورة في هذا الحديث تشتمل على هذين الشيئين.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ.
الشيخ : فتنة المحيا هي أن يفتتن الإنسان بالدنيا وينغمس فيها وينسى الآخرة وهذا ما أنكره الله تعالى على العباد في قوله: (( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى )) ومن فتن الدنيا الشبهات أن يقع في قلب الإنسان شك وجهل فيما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم أما فتنة الممات فتشمل شيئين الأول ما يحدث عند الموت والثاني ما يحدث في القبر فأما الأول وهو الذي يحدث عند الموت فإن الشيطان أعاذنا الله ومَن استمع منه أحرص ما يكون على إغواء ابن آدم عند موته لأنها هي الساعة الحاسمة فيحول بين المرء وقلبه بمعنى أنه يوقع الإنسان في تلك اللحظة فيما يخرجه عن دين الإسلام وليست هذه الحيلولة كحيلولة الله عز وجل التي ذكر الله تعالى في قوله: (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )) لكنه أي الشيطان يحرص حرصا كاملا على إغواء بني آدم في تلك اللحظة وقد ذكروا عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان حين احتضاره يغمى عليه فيسمعونه يقول: " بعد بعد فلما أفاق قيل له: يا أبا عبد الله ! ما قولك: بعد بعد؟ قال: إن الشيطان يتمثل أمامي يقول: فتني يا أحمد فتني يا أحمد فأقول له: بعد بعد " يعني لم أفتك، لأن الإنسان لا ينجو من الشيطان إلا إذا مات إذا مات انقطع عمله ولا رجاء للشيطان فيه إن كان مؤمنا فيقول إني أقول لم أفتك لجواز أن يحصل من الشيطان فتنة عند موت الإنسان ولكنني أبشر إخواني الذين آمنوا بالله حقا واتبعوا رسوله صدقا واستقاموا على شريعة الله أبشرهم أن الله بفضله وكرمه لن يخذلهم ولن يختم لهم بسوء الخاتمة لأن الله تعالى أكرم من عبده جل وعلا فمن صدق مع الله فليبشر بالخير لكن تكون سوء الخاتمة فيما إذا كان القلب منطويا على سريرة خبيثة فإنه قد يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار نعوذ بالله من ذلك فهذه من فتنة الموت وإنما سميت فتنة الموت لقربها منه أما الثاني مما يتناوله فتنة الموت فهو فتنة الإنسان في قبره فإن الإنسان إذا مات ودفن وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه، فأما المؤمن أسأل الله أن يجعلني ومن استمع منهم فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فينادي منادي من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة ويوسع له في قبره وأما الكافر والعياذ بالله أو المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري يطمس عليه حتى وإن كان في الدنيا يعرف ذلك يقول: سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وقلبه والعياذ بالله لم يدخله في الإيمان فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ووالله إنها لفتنة عظيمة نسأل الله أن يقينا وإخواننا المسلمين إياها، فهذا معنى قول الدّاعي: أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال فهذه فتنة الممات المذكورة في هذا الحديث تشتمل على هذين الشيئين.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ.