لي صديقة متعلمة تزوجت من ابن عمتها و هي تعيش الآن معهم في البيت و يحصل غيبة كثيرة فيوميا تأتي النسوة إليهم و يجتمعن بالحديث على الناس فلا يتركوا أحدا من شرهم ، أما صديقتي فإنها إما أن تبقى جالسة تستمع لكلامهم دون أن تتكلم أو تتركهم و تذهب إلى غرفتها تجلس فيها فهل عملها صحيح ، أرشدوها إلى الخير ؟ حفظ
السائل : السائلة تقول : لي صديقة متعلمة تزوجت من ابن عمتها وهي الآن تعيش معهم في ذلك البيت ويحصل فيه غيبة كثيرة فيومياً تأتي النسوة إليهم ويجتمعن للحديث على الناس فلا يتركوا أحداً من شرهم أما صديقتي فإنها إما أن تبقى جالسة تستمع لكلامهم دون أن تتحدث وقد تتحدث أو أن تتركهم وتذهب إلى غرفتها تجلس فيها فهل عملها صحيح أرشدوها إلى الخير وجزاكم الله خيراً؟
الشيخ : إذا كانت هذه الصديقة هي ربة البيت التي تملك المنع والإذن للداخلين فإنه يجب عليها أن تمنع الإذن لهؤلاء النسوة اللاتي لا يجلسن إلا على لحوم الناس وأما إذا كانت لا تملك ذلك وليست ربة البيت فإنه يجب عليها إذا سمعت غيبة هؤلاء النساء أن تنصحهن أولا فإن لم يكففن عن الغيبة وجب عليها أن تقوم من المكان إلى حجرتها أو غرفتها حتى يغادر هؤلاء البيت ولكني أنصح قبل كل شيء هؤلاء النساء من الغيبة لأن الغيبة من كبائر الذنوب وقد مثلها الله تعالى بأقبح مثال فقال تعالى: (( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ )) ومن المعلوم أنه لا أحد يحب أن يأكل لحم أخيه حيا فضلا عن كونه ميتا والمغتاب كالذي يأكل لحم الميت لأنه يغتاب هذا الرجل بغيبته بحيث لا يستطيع أن يدافع عن نفسه أي أن الذي اغتيب كالميت يؤكل لحمه لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ثم لتعلم هؤلاء النساء أنهن ما تكلمن بكلمة في شخص من ذكر أو أنثى إلا إذا كان يوم القيامة أخذ من حسناتهن وحملت على حسناته فإن بقي من حسناتهن شيء وإلا أخذ من سيئاته فطرحت عليهن ثم طرحن في النار ويروى بسند فيه نظر أن امرأتين كانتا صائمتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فعطشتا عطشا شديدا حتى كادتا تموتان من العطش فدعا بهما النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهما أن يتقيأ فتقيأتا قيحا وصديدا ولحما عبيطاً، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس ) ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أقواما لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال: ( من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) فليحذر هؤلاء النسوة من الغيبة وليتقين الله عز وجل وإذا كانت الغيبة في الأقارب صارت غيبة وقطيعة والعياذ بالله وقطيعة الرحم من كبائر الذنوب العظيمة قال الله تبارك وتعالى: (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة قاطع ) أي قاطع رحم، الغيبة إذا كانت في الأقارب صارت أشد وأعظم وإذا كانت في عامة الناس كانت من كبائر الذنوب فلا يمكن أن يسلم المغتاب من إثم أبدا ولكن مع ذلك إذا تاب الإنسان ورجع إلى الله واستحل ممن اغتابه إن كانت الغيبة قد بلغته فإن الله تعالى يمحو بذلك سيئاته.
السائل : جزاكم الله خيرا.