هل الأفضل تقبيل القرآن الكريم أم الحجر الأسود مع العلم بأن الحجر لا ينفع و لا يضر و القرآن ينفع و يضر و أنا أجد راحة نفسية في تقبيل القرآن الكريم فهو كلام الله تعالى علما بأن القرآن في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يكن مجموعا في مصحف واحد بل كان موزعا ؟ حفظ
السائل : في تقبيل القرآن الكريم أيهما أفضل هل الأفضل تقبيل القرآن الكريم أم الحجر الأسود مع العلم بأن الحجر لا ينفع ولا يضر والقرآن ينفع ويضر وأنا أجد راحة نفسية في تقبيل القرآن الكريم فهو كلام الله تعالى علماً بأن القرآن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن مجموعاً في مصحف واحد بل كان موزعاً ماذا تقولون في هذا؟
الشيخ : أقول في هذا إن تقبيل المصحف بدعة وليس بسنة والفاعل لذلك إلى الإثم أقرب منه إلى السلامة فضلا عن الأجر فمقبل المصحف لا أجر له لكن هل عليه إثم أو لا؟ نقول أما نيته تعظيم كلام الله فلا شك أنه مأجور عليه لكن التقبيل بدعة لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يكن في عهد الصحابة رضي الله عنهم وأما قول السائل : إنه لم يجمع في مصحف فنعم لكنه موجود مكتوبا في اللخاف وعسب النخل وغيرها ولم يرد أن الرسول كان يقبل ما كتبت فيه الآية ولا أن الصحابة يفعلون ذلك في عهده ولا فعلوه بعد جمع القرآن أيضا فدل ذلك على أنه من البدع حتى لو استراحت نفسه إلى تقبيله فإن ذلك لا يعني أنه مشروع وسنة ولو رجعنا إلى أذواق الناس وارتياحهم في مشروعية العبادة لكان الدين أوزاعا وفرقا ولكن المرجع في ذلك إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما المقارنة بينه وبين الحجر الأسود فهذه مقارنة بين سنة وبدعة فالحجر الأسود قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يقبله في طوافه وثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: حين قبل الحجر: " والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " إذا فتقبيلنا للحجر الأسود ليس لأنه ينفعنا الحجر أو يضرنا ولكن اتباعا للسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولو قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر وجميع الأركان لفعلنا لكنه لم يقبل إلا الحجر ولهذا لا يوجد شيء في الدنيا يشرع تقبيله إلا الحجر الأسود فقط كما جاء ذلك في الطواف عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما قوله: إن الحجر لا يضر ولا ينفع والقرآن يضر وينفع فهذا غلط أيضا فالقرآن نفسه نفس الحروف أو نفس المصحف الذي كتبت به الحروف لا يضر ولا ينفع الذي يضر وينفع هو العمل بالقرآن تصديقا للأخبار وامتثالا للأوامر واجتنابا للنواهي كذلك الحجر هو نفسه لا ينفع ولا يضر لكن تقبيلنا إيّاه عبادة يحصل لنا به ثواب وهذا انتفاع.
السائل : جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح.