هل يجوز للرجل أن يزور الشخص الذي هجر و قطع رحمه ؟ حفظ
السائل : هل يجوز للرجل أن يزور الشخص الذي هجر وقطع رحمه؟
الشيخ : نعم يزوره وينصحه ويُرغّبه في صلة الرحم ويُحذّره من قطيعتها لعل الله يهديه على يده وبهذه المناسبة أود أن أنبّه إلى أمر مهم وهو هجر أهل المعاصي، هجر أهل المعاصي جائز إذا كان فيه مصلحة بحيث يدع العاصي المعصية حين رأى الناس قد هجروه وأما إذا لم يكن فيه مصلحة بل ربما يزيد شر العاصي فإنه لا يجوز الهجر فوق ثلاثة أيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرهما الذي يبدؤ بالسلام ) وإنما قلنا ذلك لأن العاصي أخ لأخيه المستقيم، دليل ذلك قوله تبارك وتعالى في ءاية القصاص (( فَمَن عُفِيَ لَهُ مِن أَخيهِ شَيءٌ )) فجعل الله تعالى القاتل أخا للمقتول وقوله تعالى في ءاية القتال (( وَإِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنينَ اقتَتَلوا فَأَصلِحوا بَينَهُما فَإِن بَغَت إِحداهُما عَلَى الأُخرى فَقاتِلُوا الَّتي تَبغي حَتّى تَفيءَ إِلى أَمرِ اللَّهِ فَإِن فاءَت فَأَصلِحوا بَينَهُما بِالعَدلِ وَأَقسِطوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطينَ * إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ )) فسمّى الله تعالى الطائفة المصلحة إخوة للطائفتين المقتتلتين مع أن اقتتال المؤمنين بعضهم بعضا من كبائر الذنوب، من أعظم الكبائر حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم سمّاه كفرا فقال ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) .
وخلاصة الكلام أن هجر أهل المعاصي إن كان فيه مصلحة وفائدة فهو مشروع وإلا فليس بمشروع.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الأخوة المستمعون الكرام أجاب عن أسئلتكم.