هل للآية الكريمة ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا ) و الآية الأخرى ( و هديناه النجدين ) صلة في مسألة القدر ؟ حفظ
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ الأية الكريمة (( إِنّا هَدَيناهُ السَّبيلَ إِمّا شاكِرًا وَإِمّا كَفورًا )) والأية الأخرى (( وَهَدَيناهُ النَّجدَينِ )) هل لها صلة فيما سبق يا شيخ؟
الشيخ : نعم. قال الله تبارك وتعالى (( هَل أَتى عَلَى الإِنسانِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَذكورًا * إِنّا خَلَقنَا الإِنسانَ مِن نُطفَةٍ أَمشاجٍ نَبتَليهِ فَجَعَلناهُ سَميعًا بَصيرًا * إِنّا هَدَيناهُ السَّبيلَ )) أي بيّنا له السبيل ووضّحناها له سواء كان شاكرا أم كفورا فبيّن الله السبيل ثم انقسم الناس إلى شاكر وكفور ثم بيّن الله في هذه السورة جزاء الكافرين وجزاء الشاكرين أما قوله (( وَهَدَيناهُ النَّجدَينِ )) فقيل إن معناه بيّنا له طريقي الخير والشر فيكون كهذه الأية أو قريبا منها.
وقيل معنى (( وَهَدَيناهُ النَّجدَينِ )) أي هديناه إلى ثديي أمه لأن الصبي من حين ما يخرج من بطن أمه ثم يُلقم الثدي يعرف أنه ثدي فيمصّه، من قال له هذا، أقالته أمه؟ لو قالته ما فهم لكن هذا من الله عز وجل، هداه سبحانه وتعالى بفطرة هذا الصبي أن يعرف أن هذين العضوين في الأم فيهما غذاؤه فيمص.
والأية مادامت صالحة للقولين فهي لهما جميعا لأننا نحب أن نقول لإخواننا المستمعين أن الأية إذا كانت تحتمل معنيين لا مرجّح لأحدهما على الأخر ولا منافاة بينهما فإنه يجب أن تُحمل عليهما جميعا لأن الذي تكلّم بها وهو الله عز وجل عالم بما تحتويه من المعاني. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم وبارك فيكم فضيلة الشيخ.