تكلم على الشبهة التي وقع فيها أهل التكفير من الآية ( ومن لم يحكم بما أنزل الله .....) . حفظ
الشيخ : أصل التكفير الذي ذر قرنه في هذا الزمان الآية التي يدندنون حولها دائما و أبدا ألا و هي قوله تبارك و تعالى (( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) و نعلم جميعا أن هذه الآية جاءت في خاتمتها بألفاظ ثلاثة (( فأولئك هم الكافرون )) (( فأولئك هم الظالمون )) (( فأولئك هم الفاسقون )) فمن جهل الذين يحتجون بهذه الآية باللفظ الأول منها (( فأولئك هم الكافرون )) أنهم لم يلموا ببعض على الأقل ببعض النصوص التي جاء فيها لفظة الكفر فأخذوا لفظة الكفر في الآية على أنها تعني الخروج من الدين وأنه لا فرق بين هذا الذي وقع في الكفر و بين أولئك المشركين من اليهود و النصارى و أصحاب الملل الأخرى الخارجة عن ملة الإسلام بينما الكفر في لغة الكتاب و السنة لا تعني هذا الذي هم يدندنون حوله و يسلطون هذا الفهم الخاطئ على كثير من المسلمين و هم بريؤون من ذاك التكفير الذي يطبقونه على هؤلاء المسلمين شأن لفظة التكفير من حيث أنها لا تدل على معنى واحد و هو الردة و الخروج عن الملة شأن هذا اللفظ شأن اللفظين الآخرين الذين ذكرا في الآيتين الأخريين الفاسقين و الظالمين فكما أنه ليس كل من وصف بأنه كفر لا يعني أنه ارتد عن دينه كذلك لا يعني أن كل من وصف بأنه ظالم أو فاسق بأنه مرتد عن دينه هذا التنوع في المعنى اللفظ الواحد هو الذي يدل عليه اللغة ثم الشرع الذي جاء بلغة العرب لغة القرآن الكريم كما هو معلوم من أجل ذلك كان من الواجب على كل من يتصدى للحكم بما أمر الله عز و جل لست أعني الآن الحكام و إنما أعني أولئك الذين يصدرون الأحكام على المسلمين سواء كانوا حكاما أو محكومين كان من الواجب على هؤلاء أن يكونوا على علم بالكتاب و السنة و منهج السلف الصالح و الكتاب لا يمكن فهمه و كذلك ما ضم إليه إلا بطريق معرفة اللغة العربية معرفة خاصة و قد يكون إنسان ما ليس عنده معرفة قوية أو تامة باللغة العربية فيساعده في استدراك هذا النقص الذي قد يشعر به في نفسه حينما يعود إلى من قبله من العلماء خاصة إذا كانوا من أهل القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية فرجوعه إليهم حينئذ سيكون مساعدا له لاستدراك ما قد يفوته من المعرفة باللغة العربية و آدابها نعود الآن إلى هذه الآية (( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) هل من الضروري أن يكون هذا اللفظ فأولئك هم الكافرون أنه يعني كفرا خروجا عن الملة ؟ أم قد يعني هذا و قد يعني ما دون ذلك هنا الدقة في فهم هذه الآية فهذه الآية الكريمة (( فأولئك هم الكافرون )) قد تعني أي الخارجون عن الملة و قد تعني أنهم خرجوا عمليا عن بعض ما جاءت به الملة الملة الإسلامية