متى يحكم على المسلم بالردة .؟ حفظ
الشيخ : من جملة المناقشات التي توضح خطئهم و ضلالهم قلنا لهم متى يحكم على المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا لله و أن محمدا رسول الله و قد يصلي كثيرا أو قليلا متى يحكم بأنه إرتد عن دينه يكفي مرة واحدة أو يجب أن يعلن سواء بلسان حاله أو بلسان قاله إنه مرتد عن الدين كانوا كما يقال لا يحرون جواب لا يدرون الجواب فاضطر أن أضرب لهم المثل التالي أقول قاضي يحكم بالشرع هكذا عادته و نظامه لكنه في حكومة واحدة زلت به القدم فحكم بخلاف الشرع أي أعطى الحق للظالم و حرمه المظلوم هل هذا حكم بغير ما أنزل الله أم لا ؟ حكم بغير ما أنزل الله هل تقولون بأنه كفر بمعنى الكفر عندهم يعني كفر ردة قالوا لا قلنا لم ؟ و هو خالف الحكم بالشرع قال لأن هذا صدر منه ذلك مرة واحدة قلنا حسنا صدر نفس الحكم مرة ثانية أو حكم آخر لكن خالف فيه الشرع أيضا فهل كفر أخذت أكرر عليهم ثلاثة مرات أربع متى تقول إنه كفر لا تستطيع أن تضع حدا بتعداد أحكامه التي خالف فيها الشرع تستطيع العكس تماما إذا علمت منه أنه في الحكم الأول إستحسنه و استقبح الحكم الشرعي أن تحكم عليه بالردة و على العكس من ذلك لو رأيت منه العشرات الحكومات في قضايا متعددة خالف فيها الشرع لكن قلت له يا شيخ أنت حكمت بغير ما أنزل الله عز و جل فلم ذلك و الله خفت خشيت على نفسي أو إرتشيت مثلا و هذا أسوء من الأول بكثير إلى آخره مع ذلك لا تستطيع أن تقول بكفره حتى يعلن يعرب عن كفره المضمور في قلبه أنه لا يرى الحكم بما أنزل الله عز و جل حينئذ فقط تستطيع أن تقول بأنه كافر كفر ردة إذا و خلاصة الكلام الآن أنه لابد من معرفة أن الكفر كالفسق و الظلم ينقسم إلى قسمين كفر فسق ظلم يخرج عن الملة و كل ذلك يعود إلى الإستحلال القلبي و خلاف ذلك يعود إلى الإستحلال العملي فكل العصاة و بخاصة ما فشى في هذا الزمان من إستحلال الربا كل هذا كفر عملي فلا يجوز لنا أن نكفر هؤلاء العصاة لمجرد إرتكابهم معصية و إستحلالهم إياها عمليا إلا إذا بدر منهم أو بدى لنا منهم ما يكشف لنا عم في قرارت نفوسهم لا يحرمون ما حرم الله و رسوله عقيدة فإذا عرفنا أنهم وقعوا في هذه المخالفة القلبية حكمنا حينئذ بأنهم كفروا كفر ردة أما إذا لم نعلم بذلك فلا سبيل لنا بالحكم بكفرهم لأننا نخشى أن نقع في وعيد قوله عليه الصلاة و السلام ( من كفر مسلما فقد باء به أحدهما ) و الأحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة و كثيرة جدا نذكر بهذه المناسبة بقصة ذلك الصحابي الذي بارز مشركا فلما رأى المشرك أنه صار تحت ضربة سيف المسلم الصحابي قال أشهد أن لا إله إلا الله فما باله الصحابي و قتله فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه و سلم أنكر عليه ذلك أشد الإنكار كما تعلمون فاعتذر الرجل بأنه ما قالها إلا خوفا من القتل فكان جوابه صلى الله عليه و سلم ( أفلا شققت عن قلبه ) إذا الكفر الإعتقادي ليس له علاقة بالعمل له غلاقة بالقلب و نحن لا نستطيع أن نقول نعلم ما في قلب الفاسق الفاجر السارق الزاني المرابي إلى آخره إلا إذا عبر عما في قلبه بلسانه أما عمله فعمله ينبئ أنه خالف الشرع مخالفة عملية فنحن نقول إنك خالفت و إنك فسقت و فجرت لكن ما نقول إنك كفرت و إرتددت عن دينك حتى يظهر منه شيء يكون لنا عذرا عند الله عز و جل أن نحكم بردته و بالتالي يأتي الحكم المعروف في الإسلام ألا و هو قوله عليه الصلاة و السلام ( من بدل دينه فاقتلوه ) ثم كنت و لا أزال أقول لهؤلاء الذين يدندنون حول تكفير حكام المسلمين هبوا يا جماعة أن هؤلاء فعلا كفار كفر ردة و أنهم لو كان هناك حاكم أعلى عليهم و إكتشف منهم أن كفرهم كفر ردة لوجب على ذلك الحاكم أن يطبق فيهم الحديث السابق ( من بدل دينه فاقتلوه ) فالآن ماذا تستفيدون أنتم من الناحية العملية إذا سلمنا جدلا أن كل هؤلاء الكفار هؤلاء الحكام هم كفار كفر ردة ماذا يمكن أن تعملوا هؤلاء الكفار إحتلوا كثيرا من بلاد الإسلام و نحن هنا مع الأسف ابتلينا بإحتلال اليهود لفلسطين فماذا أنتم أو نحن نستطيع أن مع هؤلاء حتى تستطيعوا أنتم تعملوا مع الحكام الذين تظنون أنهم من الكفار هلا تركتم هذه الناحية جانبا و بدأتم بتأسيس و بوضع القاعدة التي على أساسها تقوم قائمة الحكومة المسلمة و ذلك باتباع سنة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم التي ربى أصحابه عليها و نشأهم على نظامها و أساسها و ذلك ما نحن نعبر عنه في كثير مثل هذه المناسبة بأنه لابد لكل جماعة مسلمة تعمل بحق لإعادة حكم الإسلام ليس فقط على أرض الإسلام بل على الأرض كلها تحقيقا لقوله تبارك و تعالى (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون )) و قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن هذه الآية ستتحقق فيما بعد فلكي يتمكن المسلمون من تحقيق هذا النص القرآني هل يكون البدء بإعلان الثورة على هؤلاء الحكام الذين يظنون فيهم أن كفرهم كفر ردة ثم مع ظنهم هذا و هو ظن خطأ لا يستطيعون أن يعملوا شيء إذا لتحقيق هذا النبأ القرآني الحق (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله )) ما هو المنهج ما هو الطريق ؟ لا شك أن الطريق هو ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدندن و يذكر أصحابه في كل خطبه و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و آله و سلم إذا فعلى المسلمين كافة و بخاصة منهم من يهتم لإعادة الحكم للإسلام على الأرض الإسلامية بل الأرض كلها أن يبدأ من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو ما نكني نحن عنه بكلمتين خفيفتين التصفية و التربية ذلك لأننا نحن نعلم حقيقة يغفل عنها أو يتغافل عنها بالأصح لأنه لا يمكن الغفلة عنها يتغافل عنها أولئك الغلاة الذين ليس لهم هم إلا إعلان تكفير الحكام ثم لا شيء و سيظلون كما ظلت جماعة من قبلهم يدعون إلى إقامة حكم الإسلام على الأرض لكن دون أن يتخذوا لذلك الأسباب المشروعة سيظلون يعلنون تكفير الحكام ثم لا يصدر منهم إلا الفتن و الواقع في هذه السنوات الأخيرة التي تعلمونها بدأ من فتنة الحرم المكي ثم فتنة مصر و قتل السادات و ذهاب دماء كثير من المسلمن الأبرياء بسبب هذه الفتنة ثم أخيرا في سوريا ثم الآن في الجزائر مع الأسف إلى آخره كل هذا سببه أنهم خالفوا نصوصا من الكتاب و السنة من أهمها (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر )) إذا إذا نحن أردنا أن نقيم جكم الله عز و جل في الأرض هل نبدأ بقتال الحكام و نحن لا نستطيع أن نقاتلهم أم نبدأ بما بدأ به الرسول عليه السلام لا شك أن الجواب (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) بماذا بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلمون أنه بدأ بالدعوة بين بعض الأفراد الذين كان يظن فيهم أنهم عندهم إستعداد لتقبل الحق ثم إستجاب له من إستجاب كما هو معروف في السيرة النبوية ثم الضعف و الشدة التي أصابت المسلمين في مكة ثم الأمر بالهجرة الأولى و الثانية إلى آخر ما هنالك حتى وطّد الله عز و جل الإسلام في المدينة المنورة و بدأت هناك المناوشات و بدأ القتال بين المسلمين و بين الكفار من جهة ثم اليهود من جهة أخرى وهكذا إذا لابد أن نبدأ نحن بالتعليم كما بدأ به الرسول عليه السلام لكن نحن لا نقول الآن بالتعليم لماذا ؟ أي لا نقتصر فقط على كلمة تعليم الأمة للإسلام لأننا في وضع الآن من حيث أنه دخل في التعليم الإسلامي ما ليس من الإسلام بسبيل إطلاقا بل ما به يخرب الإسلام و يقضى على الثمرة التي يمكن الوصول إليها بالإسلام الصحيح و لذلك فواجب الدعاة الإسلاميين أن يبدؤوا بما ذكرته آنفا بتصفية هذا الإسلام مما دخل فيه من الأشياء التي تفسد الإسلام ليس فقط في فروعه في أخلاقه بل و في عقيدته أيضا و الشيء الثاني أن يقترن مع هذه التصفية تربية الشباب المسلم الناشئ على هذا الإسلام المصفى و نحن إذا درسنا الجماعات الإسلامية القائمة الآن منذ نحو قرابة قرن من الزمان لوجدنا كثير منهم لم يستفيدوا شيء رغم صياحهم و رغم زعاقهم أنهم يريدونها حكومة إسلامية و ربما سفكوا دماء أبرياء كثيرة و كثيرة جدا دون أن يستفيدوا من ذلك شيء إطلاقا فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب و السنة و هم يريدون أن يقيموا دولة الإسلام و بهذه المناسبة نحن نقول هنالك كلمة لأحد أولئك الدعاة كنت أتمنى من أتباعه أن يلتزموها و أن يحققوها تلك الكلمة هي " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " لأن المسلم إذا صحح عقيدته بناء على الكتاب و السنة فلا شك أنه من وراء ذلك ستصلح عبادته سيصلح أخلاقه سلوكه إلى آخره لكن هذه الكلمة الطيبة في نقدي و في نظري لم يعمل عليها هؤلاء الناس فظلوا يصيحون بإقامة الدولة المسلمة و صدق فيهم قول ذلك الشاعر " ترجوا النجاة و لم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس " لعل في هذا الذي ذكرته كفاية جوابا عن هذا السؤال و نستفيد من إخواننا أبو مالك و الآخرين ما يقوي الموضوع إن شاء الله و يزيد الحاضرين علما و فقها يا الله رحمتك