امرأة تسأل و تقول بأنها كانت جاهلة و للأسف أنها فعلت الكثير من الكبائر ثم ندمت و استغفرت الله و دعته أن يرزقها زوجا صالحا و بعد سنة تقريبا تزوجت من رجل صالح و بقيت معه سنوات و رزقهم الله بالولد و لكنها بقيت تتذكر تلك الذنوب و التقصير في حق الله و تابت إلى الله و هي الآن محتارة هل عقد الزواج صحيح أم لا و إن كان غير صحيح فهل يجدد هذا العقد مع أنها تقول أنها تحب زوجها و لا تستطيع فراقه ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله امرأة تسأل وتقول بأنها كانت جاهلة وللأسف أنها فعلت الكثير من الكبائر ثم ندِمت واستغفرت الله عز وجل ودعت الله عز وجل أن يرزقها بزوج صالح وبعد سنة تقريباً تزوّجت من رجل صالح وبقيت معه سنوات ورزقهم الله بالولد وهذه المرأة بقيت تتذكّر تلك الذنوب وتلك التقصير في حق الله عز وجل وتابت إلى الله والحمد لله والأن هي محتارة هل عقد الزواج صحيح أم لا؟ وإذا كان غير صحيح هل يُجدّد هذا العقد؟ مع أنها تقول: أنا أحب زوجي ولا أستطيع فراقه!
الشيخ : إذا كانت هذه المرأة لم تفعل ما تخرج به من الإسلام وإنما هي معاصي وكبائر فعقد النكاح صحيح ولا يحتاج إلى تجديد عقد وتوبتها مما صنعت من المعاصي إذا كانت تامة الشروط فإنه لا أثر للمعاصي عليها لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وقد قال الله تبارك وتعالى: (( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمِ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا )) وقال تعالى: (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ )) وقال تعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن التوبة تجبّ ما قبلها ولكن لابد للتوبة من شروط، شروط التوبة خمسة: الشرط الأول: أن تكون خالصة لله بأن لا يحمل المرء على التوبة إلا قصد رضوان الله عز وجل والعفو عنه، لا يقصد بالتوبة رياء ولا سمعة ولا شيئا من أمور الدنيا.
الشرط الثاني: أن يندم على ما فعل من الذنوب وأن يتأثّر نفسيا بذلك وأن يتمنّى بقلبه أنه لم يفعل هذا الذنب.
الشرط الثالث: أن يُقلع عن الذنب إن كان معصية في مخالفة أمر الله فليأتي بالمأمور يعني إن كان الذنب ترك واجب فليأتي بالواجب، إذا كان مما يُشرع قضاؤه وإن كان فعل محرّم فليُقلع عن هذا المحرّم ويدخل في ذلك ما إذا كان في حق ءادمي فليوصل الحق إلى أهله.
الشرط الرابع: أن يعزم على أن لا يعود إلى الذنب مرة أخرى، أن يعزم على أن لا يعود وليس الشرط أن لا يعود، أن يعزم أن لا يعود فإذا عزم أن لا يعود ثم عاد فيما بعد لم تنتقض التوبة الأولى ولكن عليه أن يُجدّد توبة للعود.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في زمن قَبولها لأن التوبة يأتي زمن لا تُقبل فيه وذلك فيما إذا حضر الموت فإنه إذا حضر الموت لا تُقبل التوبة لقول الله تبارك وتعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قال إِنِّي تُبْتُ الأنَ )) ولما أدرك فرعون الغرق (( قَالَ ءامَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي ءامَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) فقيل له: (( ءالأنَ )) يعني: ءالأن تتوب (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) .
وكذلك لا تقبل التوبة إذا طلعت الشمس من مغربها لقول الله تعالى: (( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) وقد فسّر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ذلك بأنه طلوع الشمس من مغربها وفي قولنا: يُشترط أن تكون التوبة قبل حلول الأجل دليل واضح على أنه يجب على الإنسان أن يُبادر بالتوبة لأنه ما من إنسان يعلم أنه يموت في وقت معيّن ولا في مكان معيّن لقول الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إن اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) فالإنسان لا يدري متى يأتيه الموت، كم من إنسان مات وهو يحدّث أصحابه وكم من إنسان مات وهو نائم على فراشه وكم من إنسان مات وهو ءاخذ بطار السيارة وكم من إنسان مات وهو يمشي في الشارع وهذا يوجب أن يُبادر الإنسان بالتوبة قبل أن لا ينفعه الندم، أسأل الله أن يتوب علينا جميعا.
السائل : ءامين.
الشيخ : وأن يوفقنا للتوبة النصوح.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : نعم.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله.
الشيخ : إذا كانت هذه المرأة لم تفعل ما تخرج به من الإسلام وإنما هي معاصي وكبائر فعقد النكاح صحيح ولا يحتاج إلى تجديد عقد وتوبتها مما صنعت من المعاصي إذا كانت تامة الشروط فإنه لا أثر للمعاصي عليها لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وقد قال الله تبارك وتعالى: (( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمِ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا )) وقال تعالى: (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ )) وقال تعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن التوبة تجبّ ما قبلها ولكن لابد للتوبة من شروط، شروط التوبة خمسة: الشرط الأول: أن تكون خالصة لله بأن لا يحمل المرء على التوبة إلا قصد رضوان الله عز وجل والعفو عنه، لا يقصد بالتوبة رياء ولا سمعة ولا شيئا من أمور الدنيا.
الشرط الثاني: أن يندم على ما فعل من الذنوب وأن يتأثّر نفسيا بذلك وأن يتمنّى بقلبه أنه لم يفعل هذا الذنب.
الشرط الثالث: أن يُقلع عن الذنب إن كان معصية في مخالفة أمر الله فليأتي بالمأمور يعني إن كان الذنب ترك واجب فليأتي بالواجب، إذا كان مما يُشرع قضاؤه وإن كان فعل محرّم فليُقلع عن هذا المحرّم ويدخل في ذلك ما إذا كان في حق ءادمي فليوصل الحق إلى أهله.
الشرط الرابع: أن يعزم على أن لا يعود إلى الذنب مرة أخرى، أن يعزم على أن لا يعود وليس الشرط أن لا يعود، أن يعزم أن لا يعود فإذا عزم أن لا يعود ثم عاد فيما بعد لم تنتقض التوبة الأولى ولكن عليه أن يُجدّد توبة للعود.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في زمن قَبولها لأن التوبة يأتي زمن لا تُقبل فيه وذلك فيما إذا حضر الموت فإنه إذا حضر الموت لا تُقبل التوبة لقول الله تبارك وتعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قال إِنِّي تُبْتُ الأنَ )) ولما أدرك فرعون الغرق (( قَالَ ءامَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي ءامَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) فقيل له: (( ءالأنَ )) يعني: ءالأن تتوب (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) .
وكذلك لا تقبل التوبة إذا طلعت الشمس من مغربها لقول الله تعالى: (( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) وقد فسّر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ذلك بأنه طلوع الشمس من مغربها وفي قولنا: يُشترط أن تكون التوبة قبل حلول الأجل دليل واضح على أنه يجب على الإنسان أن يُبادر بالتوبة لأنه ما من إنسان يعلم أنه يموت في وقت معيّن ولا في مكان معيّن لقول الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إن اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) فالإنسان لا يدري متى يأتيه الموت، كم من إنسان مات وهو يحدّث أصحابه وكم من إنسان مات وهو نائم على فراشه وكم من إنسان مات وهو ءاخذ بطار السيارة وكم من إنسان مات وهو يمشي في الشارع وهذا يوجب أن يُبادر الإنسان بالتوبة قبل أن لا ينفعه الندم، أسأل الله أن يتوب علينا جميعا.
السائل : ءامين.
الشيخ : وأن يوفقنا للتوبة النصوح.
السائل : اللهم ءامين.
الشيخ : نعم.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله.