هل صحيح بأن من حفظ القرآن كاملا حرمه الله على النار ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ هل صحيح بأن من حفظ القرءان كاملاً حرّمه الله على النار؟
الشيخ : لا أعلم هذا عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ومن حفظ القرءان كاملا أو حفظ بعضه فإن القرءان إما حجّة له أو حجّة عليه وليس كل من حفظ القرءان يكون القرءان حجّة له لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال: ( القرءان حجّة لك أو عليك ) فإن عمل به الإنسان مصدّقا بأخباره ممتثلا لأحكامه صار القرءان حجّة له وإن تولّى وأعرض كان القرءان حجّة عليه، قال الله تعالى: (( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فإن لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قال رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قال كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِأيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الأخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى )) ولكن مع ذلك أحث إخواني المسلمين من ذكور وإناث أن يحفظوا كتاب الله لأن كتاب الله تبارك وتعالى ذخر وغنيمة وإذا حفظه الإنسان استطاع أن يقرأه في كل وقت وفي كل مكان إلا في الأوقات والأماكن التي يُنهى عن القراءة فيها فيقرؤه وهو على فراشه يقرؤه وهو يسير في سوقه إلى المسجد أو إلى المدرسة أو إلى حِلق الذكر أو إلى البيع والشراء ثم إن القرءان الكريم ليس كغيره، القرءان الكريم في كل حرف منه حسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ثم إن القرءان الكريم كلما تدبّره الإنسان ازداد محبة لله تعالى وتعظيما له وصار القرءان كأنه سليقة له يُسرّ بتلاوته ويحزن بفقده.
فنصيحتي لإخواني المسلمين عموما أن يحرصوا على حفظ القرءان ولاسيما الصغار منهم لأن حفظ الصغير له فائدتان، الفائدة الأولى: أن الصغير أسرع حفظا من الكبير والثاني: أن الصغير أبطؤ نسيانا من الكبير فهاتان فائدتان الأولى والثانية.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يتلون كتاب الله حق تلاوته.
السائل : اللهم ءامين.