معلم عرض على مديره أن يعطيه إجازة لمدة خمسة أيام قبل بدء الدراسة و ليس هناك عمل و قرر المعلم أن يتنازل عن راتب هذه الأيام لفقراء الطلاب و جوائز للمتفوقين و ما أشبه ذلك فما توجيهكم في ذلك ؟ حفظ
السائل : معلّم عرض على مديره أن يعطيه إجازة لمدة خمسة أيام قبل بدء الدراسة وليس هناك عمل وقرّر المعلم أن يتنازل عن راتب هذه الأيام لفقراء الطلاب وجوائز للمتفوّقين وما أشبه ذلك وجهونا في ضوء هذا السؤال؟
الشيخ : لا يحل للإنسان أن يطلب إجازة إلا حيث يُجيز ذلك النظام فإن أجاز النظام هذا فلا بأس وحينئذ تحِل له أو يحل له الراتب الذي يكون له على هذه الأيام أما إذا كان لا يُجيزه النظام فإنه لا يحِل لمديره أن يُوافقه على ذلك وإن قدّر أنه وافقه فإن الراتب المقابل لهذه الأيام لا يحِل له حتى وإن صرفه لفقراء الطلاب أو لمصالح المدرسة.
وإنني بهذه المناسبة أحب أن أنصح إخواني الموظفين أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم وفي حكومتهم وفي شعبهم فإن أخذ ما لا يستحقون ظلم لأنفسهم لأنه يستبيحون لأنفسهم أكل مال بالباطل بدون حق وهذا من ظلم النفس فعليهم أن يتقوا الله وليحذر أولئك الذين يقصّرون في أداء الواجب عليهم في النظام ليحذروا مما حدّث به النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم حيث قال: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ أن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )) وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )) ) ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذّي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟! ليحذروا أن يكونوا مثل هؤلاء ولهذا ذكر الفقهاء رحمهم الله من ءاداب الدعاء بل من شروط الدعاء: الإخلاص واجتناب أكل الحرام فليحذر المؤمن من التهاون في أداء ما يجب عليه أداؤه من العمل سواء كان في الحكومة أو في القطاع الخاص. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.