سمعت من بعض الإخوة يقول بأن محمدا صلى الله عليه و سلم خلق من نور و أن آدم خلق من نور محمد فهل هذا القول صحيح ؟ حفظ
السائل : سمعت من بعض الإخوة يقول: بأن محمداً صلى الله عليه وسلم، بقوله أن محمدا صلى الله عليه وسلم خُلق من نور وأن ءادم خلق من نور محمد فهل هذا القول صحيح؟
الشيخ : هذا القول من أبطل الباطل وهو كذب مخالف لقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا )) ولقوله تعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ )) والنبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم من بني ءادم وهو سيّد ولد ءادم وهو مخلوق من نطفة أبيه وأبوه مخلوق من نطفة جدّه وهكذا إلى أن يصل الخلق إلى ءادم الذي خلقه الله من سلالة من طين.
والعجب أن هؤلاء الذين يأتون بهذه الأكاذيب تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم عنده تهاون في دينه واتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولعلهم يجهلون أن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم نهى عن الغلو فيه وحذّر منه وإن نصيحتي لهؤلاء أن يتلقّوا معتقدهم من كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يعلموا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا كما أمره الله أن يقول ذلك ويعلنه على الملأ: (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ )) فقد تميّز صلى الله عليه وسلم بالوحي وبما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق وبأنه أتقى الناس لله وأعبد الناس لله لكنه بشر وهو صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أعلم أنه بشر مثلنا ينسى كما ننسى فقال: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكّروني ) شوف التواضع العظيم أخبر أنه بشر ينسى ومع ذلك قال: ( إذا نسيت فذكّروني ) ولم ينقص ذلك من قدره شيئا بل هو أكمل الخلق إيمانا وتقوى وزهدا وخُلُقا عليه الصلاة والسلام ومن أراد أن يُحشر تحت لوائه يوم القيامة فليكن تحت لواء سنّته في الدنيا ولا يتعدّى حدود الله ولا يقْصر عنها فلا غلو ولا تفريط هذا الواجب علينا ولقد قال الله تبارك وتعالى لنبيّه صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم: (( قلْ إن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) فمن كان صادقا في دعوى المحبة لله أو المحبة لرسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فليتبع الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وبذلك يُقيم بيّنة على صدق دعواه وأما أن يدّعي أنه متبع للرسول محب للرسول وهو يقول في الرسول ما ليس حقيقة ويبتدع في دينه ما لم يشرعه فإن البيّنة تخالف دعواه. نعم.