رجل انتقض وضوءه في الطواف هل يجب عليه أن يعيد الطواف من البداية أم يبدأ من الشوط الذي انتقض فيه الوضوء و هل هذا الحكم ينطبق على السعي بين الصفا و المروة ؟ حفظ
السائل : رجل انتقض وضوءه في الطواف هل يجب عليه أن يُعيد الطواف من البداية أم يبدأ من الشوط الذي انتقض فيه الوضوء؟ وهل هذا الحكم ينطبق على السعي بين الصفا والمروة؟
الشيخ : إذا أحدث الإنسان في أثناء الطواف فمن قال من العلماء: إن الوضوء شرط لصحة الطواف قال: يجب عليه أن ينصرف ويتوضأ ويُعيد الطواف من أوله لأن الطواف بطل بالحدث ومن قال: إنه لا يُشترط الوضوء وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: إنه يستمر ويُتم بقية الطواف ولو كان محدثا لأنه ليس هناك دليل صريح صحيح في اشتراط الوضوء في الطواف وإذا لم يكن هناك دليل صحيح صريح فلا ينبغي أن نُبطل عبادة شرع فيها الإنسان إلا بدليل شرعي ثم إننا في هذه العصور المتأخّرة لو أوجبنا على هذا الذي أحدث أثناء الطواف في أيام المواسم وقلنا: اذهب وتوضأ وارجع ثم ذهب وتوضأ ورجع وبدأ من الأول وانتقض وضوءه نقول: افعل والمشقة ما يتصوّرها الإنسان إلا من وقع فيها متى يخرج من صحن الطواف ثم متى يجد ماء يسيرا تناوله، الحمامات كلها مملوءة ثم إذا رجع متى يصل وإلزام الناس بهذه المشقة الشديدة بغير دليل صحيح صريح يُقابل الإنسان به ربه يوم القيامة ليس جيدا ولهذا نرى أن الإنسان إذا أحدث في طوافه لاسيما في هذه الأوقات الضنكة أنه يستمر في طوافه وطوافه صحيح وليس عند الإنسان دليل يُلاقي به ربه أن شق على عباده في أمر ليس فيه شيء واضح، غاية ما هنالك: ( الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام ) وهذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو موقوف على ابن عباس رضي الله عنهما ومعلوم أن الطواف يفارق الصلاة ليس في أن الله أباح فيه الكلام بل في أشياء كثيرة فليس في أوله تكبير ولا في ءاخره تسليم ولا فيه قراءة قرءان واجبة ويجوز فيه الأكل والشرب وأشياء كثيرة يُخالف فيها الصلاة. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ.