بعض الناس بعد الانتهاء من قراءة القرآن يقولون الفاتحة و يقرأون الفاتحة بصوت جماعي علما بأن ذلك في المسجد فهل هذا من البدع ؟ حفظ
السائل : بعض الناس بعد الانتهاء من قراءة القرءان يقولون الفاتحة ويقرؤون الفاتحة بصوتٍ جماعي علماً بأن ذلك في المسجد هل هذا أيضا من البدع؟
الشيخ : نعم هذا أيضا من البدع فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم أنه كان يختم قراءته بالفاتحة بل كان يبتدئ قراءته بالفاتحة في الصلاة فأول ما يقرأ في الصلاة بعد الاستفتاح الفاتحة وكما قال السائل إن بعض الناس يختتم القراءة بالفاتحة وأقول إن بعض الناس أيضا يختتم كل شيء بالفاتحة حتى في الدعاء إذا دعا قرأ الفاتحة حتى في كل مناسبة يقول الفاتحة وهذا من البدع.
قد يقول قائل أكثرت علينا من البدع كل شيء بدعة فأقول لا، ليس كل شيء بدعة، البدعة هي التعبّد لله عز وجل بغير ما شرع وعلى هذا فالبدع لا تدخل في غير العبادات بل ما أحدث من أمور الدنيا يُنظر فيه هل هو حلال أم حرام ولا يقال إنه بدعة فالبدعة الشرعية هي أن يتعبّد الإنسان لله تعالى بغير ما شرعه يعني الذي يُسمّى بدعة شرعا وأما البدع في الدنيا فإنها وإن سمّيت بدعة حسب اللغة العربية فإنها ليست بدعة دينية بمعنى أنه لا يُحكم عليها بالتحريم ولا بالتحليل ولا بالوجوب ولا بالاستحباب إلا إذا اقتضت الأدلة الشرعية ذلك.
وعلى هذا فما أحدثه الناس اليوم من الأشياء المقرّبة إلى تحقيق العبادة لا نقول إنها بدعة وإن كانت ليست موجودة من ذلك مكبّر الصوت، مكبّر الصوت ليس موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم لكنه حدث أخيرا إلا أن فيه مصلحة دينية يبلّغ للناس صلاة الإمام وقراءة الإمام والخطبة وكذلك في الاجتماعات والمحاضرات فهو من هذه الناحية خير ومصلحة للعباد فيكون خيرا ويكون شراؤه للمسجد لهذا الغرض من الأمور المشروعة التي يُثاب عليها فاعلها.
ومن ذلك ما حدث أخيرا في مساجدنا من الفرش التي فيها خطوط من أجل إقامة الصفوف وتسويتها فإن هذا وإن كان حادثا لكنه وسيلة لأمر مشروع فيكون جائزا أو مشروعا لغيره ولا يخفى على الناس ما كان الأئمة الحريصون على تسوية الصفوف يعانونه قبل هذه الخطوط فكانوا يعانون مشاكل إذا تقدّم أحد وقالوا له تأخّر تأخّر أكثر ثم قالوا تقدّم فيتقدّم أكثر يحصل تعب، الأن والحمد لله يقول الإمام: سووا صفوفكم على الخطوط توسّطوا منها فيحصل انضباط تام لإقامة الصف هذا بدعة من حيث العمل والإيجاد لكنه ليس ببدعة من حيث الشرع لأنه وسيلة إلى أمر مطلوب شرعا.
فالمهم أنه لا ينبغي لأحد أن يعترض علينا أو على غيرنا حينما نقول: إن هذا بدعة وهو حقيقة بدعة ولنرجع إلى الضابط الذي ذكرنا وهو أن البدعة شرعا والتي عليها الذم هي التعبّد لله تعالى بما لم يشرعه سواء في العقيدة أو في القول أو في العمل. نعم.