بيان عقيدة وحدة الوجود وعقيدة الحلول وعلاقتها بمحث تهذيب الألفاظ . حفظ
لا بد أنكم جميعا تسمعون عن طائفة تعرف بالصوفية، وعن علم أو سلوك يعرف بالتصوف، وهذا التصوف طبعا أهله المنتمون إليه أيضا هم درجات، فمنهم من اشتط وخرج عن الإسلام باسم التصوف الإسلامي، خرج عن الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين، لماذا.؟ لأنهم تأولوا وفسروا آيات من القرآن الكريم بالتفاسير هي والفلسفة الإلحادية شيء واحد، أولئك الذين يعرفون عند علماء المسلمين بأهل وحدة الوجود، هم الذين يقولون كما يقول الدهريون، ولكن بألفاظ غير ألفاظ الدهريين، يقولون أنه ليس هناك إلا واحد، فالكون الذي نراه هو الله، الذي يسمونه المسلمين الله، لذلك بسموهم أهل الوحدة، المسلمين بقولوا لا إله إلا الله، ففيه نفي وفيه إثبات، ففيه نفي لكل مألوه بغير حق، ثم الإثبات لله الحق سبحانه وتعالى، أما أولئك الصوفيون فيقولون: لا هو إلا هو، ثم يختصرونها، وجعلوها وردا لهم، هو هو، هو هو...نحن على ما اتفقنا عزيز بدون قيام .
فهذا انحراف خطير كما ترون، يعني إنكار لوجود الله الحق، وبالتالي إنكار للشرائع، لا إسلام، ولا يهودية، ولا نصرانية، لأنه ما فيه عبد ورب، رب يكلف، وعبد إيش يكلف، ولذلك قال قائلهم:
" الرب عبد والعبد رب ... يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك نفي ... أو قلت رب أنى يكلف "
فلا هو إلا هو ... وبالأخير هو هو ، في كلمات تخرج _ قلت أنا هذه مراتب _ في كلمات تخرج من المسلمين، الذين يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وليسوا من أولئك الدهريين، لكن يتلفظون أحيانا بكلمات تؤدي بهم إلى تلك العقيدة الباطلة، وهذا أمر خطير جدا، لا يكاد ينجو منه إلا الأقلون، الآن نحن في مجالسنا المعتادة، يقول قائلهم بمناسبة وبغير مناسبة، الله في كل الوجود، الله في كل الوجود، تساوي لا هو إلا هو.
السائل : الله موجود في كل الوجود ؟
الشيخ : نعم بتسمعوها كثير، الله موجود في كل الوجود، تساوي عند إمعان النظر في دلالتها ومضمونها، قول الصوفية الصريحين، غلاتهم طبعا، لا هو إلا هو ، لماذا.؟ لأننا إذا تأملنا في شهادة الحق، التي هي ...حينما يقول المؤمن حقا لا إله إلا الله، فهو يثبت وجودين، لا إله إلا الله، ينفي الآلهة الباطلة، هي معدومة أم موجودة .؟ التي عبدت من دون الله، طبعا موجودة في القرآن، عن قوم نوح: (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )) هؤلاء آلهة عبدت من دون الله، ولذلك لما بعث الله عز وجل نوحا عليه السلام إلى قومه، كان قد أمرهم أن يعبدوا الله وحده، فإذا لا إله إلا الله نفي للآلهة الباطلة وهي موجودة، إلا الله إثبات للوجود الحق، وهو الله تبارك وتعالى، إذن هناك وجودان لا يمكن للمسلم الفاهم لإسلامه أولا، ثم المؤمن بأنه مخلوق لله ثانيا، لا يمكن إلا أن يثبت وجودين، يعبر علماء التوحيد بالوجود الأول، وهو وجود الخالق سبحانه وتعالى، فهو موجود بذاته، أي أزلي لا أول له، فوجوده واجب الوجود كما يعبرون عنه، أما الوجود الآخر فهو ممكن الوجود، وهو الإنسان والمخلوقات كلها حيث كانت، ثم قال الله عز وجل لها كوني فكانت، فهي سبقت بالعدم، بخلاف وجود الله عز وجل، فهو الأول لا بداية له، كما هو معلوم جميعا، حينئذ حينما يقول المسلم الغافل: الله موجود في كل الوجود، فأما أن يعني هاتين الحقيقتين وهما متنافيتان تماما من الوجود الحق وهو الله، والوجود الممكن وهو الخلق، أما أن يعني هذا المعنى، حينئذ وقع في عقيدة أخرى غير وحدة الوجود، وهي الحلول.
تعرفوا مثلا بعض الطوائف الإسلامية يعتقدون بأن الله يحل في بعض الأشخاص المعظمين بزعمهم، مثلا عندنا في سورية العلويين والإسماعيليين، الإسماعيليون يمكن تقرؤوا عنهم الشيء الكثير، يلي كان الآغا تبعهم كان كل سنة يوزن بوزنه ذهب في أمريكا، فيعتقدون أن هذا الإله يتقمصه، يحل فيه، هذا اسمه الحلول، هذا أخص من وحدة الوجود التي تكلمنا عليها آنفا، وحدة الوجود شيء لا انفصال لبعضه عن بعض، أما الحلول فالله منفصل وبائن عن خلقه كما يقول العلماء، لكن يحل ويتقمص بعض البشر، زعموا طبعا، فإذا كان هذا الذي يقول الله موجود في كل الوجود، يعني وجودين، فمعنى ذلك أن أحدهما حل في الآخر، فبدل ما يحل في شخص حل في الكون كله، وهذا طبعا كفر، لا يشك في ذلك مسلم إطلاقا، وإن كان يعني المعنى الأول، الله موجود في كل الوجود، أي لا خالق ولا مخلوق هناك، إنما هو شيء واحد، فهذا أكفر وأكفر، ترى هؤلاء المسلمين اللي يصوموا معنا ويصلوا معنا، ونقتدي وراءهم وإلى آخره، لما يقول قائلهم: الله موجود في كل الوجود، ترى يعني أحد المعنيين، هل يعني الوحدة المطلقة عند الصوفية .؟ أي لا خالق ولا مخلوق، أو يعني الحلول، أن الله خلق الكون ثم حل فيه، ما أعتقد أن مسلما يعتقد هذه العقيدة أو تلك، إذن لما يقولون هذه الكلمة، لماذا لا يتأدبون بأدب الرسول عليه السلام، الذي يقول: ( لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن لقست ) معنى خبثت هي لقست ولقست هي خبثت، لكن الرسول أراد منا أن نتحدث عن أنفسنا بألفاظ لطيفة، وإن كان المعنى هو نفسه، فما بالنا نحن حينما نتحدث عن ربنا تبارك وتعالى، في هذه الحالة لا يجوز أن نتكلم بكلمة توهم الكفر، وتوهم الضلال، كثيرا ما حينما يطرح مثل هذا البحث، يكون أكثر الجالسين في الواقع ينتبهون كأنهم كانوا في غفلة، لكن بعضهم بقولوا: نحن ما نقصد أن الله تبارك وتعالى بذاته حالل في مخلوقاته كلها، ونحن ما قلنا أنهم يقصدون هذا، لأنهم إذا قصدوا هذا، فهذا بكون بحث ثاني، بكون كفر، لكن نحن بحثنا في تهذيب الألفاظ، إذا ماذا تقصدون الله موجود في كل الوجود ؟ يعني علمه، آه جميل، الله بعلمه بلا شك محيط، وهو بكل شيء محيط تبارك وتعالى، لكن التعبير إذن خطأ، بدك تقول وتتحدث عن علم الله فبتقول: أحاط بكل شيء علما، نص في القرآن الكريم: (( أحاط بكل شيء علما )) لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، لا تقول الله اللي هو عبارة عن الذات الإلهية المتصفة بكل صفات الكمال، والمنزه عن صفات النقصان، لا تقل الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود، لكن تقول: أحاط بكل شيء علما، هذا البحث كان في سبيل إصلاح الألفاظ-...أهلا مرحبا تفضل يا استاذ - فإذا وضح ما قصدت إليه، من أن من مقاصد الشارع تهذيب الألفاظ أيضا، فبدل من أن تقول الله موجود في كل الوجود، الله موجود في كل مكان ونحن نقصد علمه نقول احاط بكل شيء علما لأن العبارة الأولى الله موجود في كل الوجود تتصل بعقيدة غلاة الصوفية، الذين يقولون: لا هو إلا هو، فليس هناك خالق ومخلوق، وكما قال قائلهم لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار، لأنه نار جنة، خالق مخلوق، كل هذه الأشياء يعني لا حقيقة لها، وباختصار قولهم: لا هو إلا هو، يقولون كل ما تراه بعينك فهو الله، كل ما تراه بعينك فهو الله، فإذا لا ينبغي لمسلم أن يتكلم بكلمة، يضطر بعدها إلى أن يتأولها ، قلها صريحة، وليس بعد القرآن أفصح منه (( أحاط بكل شيء علما )) أما أن تتكلم بكلمة، وبعدين: والله أنا بقصد كذا وكذا، قال عليه الصلاة والسلام، وهذا من تأديبه إيانا، لو اطعناه لنجحنا: ( لا تكلمن- أي تتكلمن - بكلام تعتذر به عند الناس ) ورواية أخرى أخصر من هذه: ( إياك وما يعتذر منه ) فلا تقول: الله موجود في كل مكان، والله موجود في كل الوجود، رايح يأتيك اعتراضات وانتقادات لا قبل لك بردها.
سيقال لك : المكان الذي يضطر المسلم أن يدخله مرتين أو ثلاثة، ويتمنى أن لا يدخله ذلك المكان، هل ربك هناك أيضا .؟ وقس على ذلك الدهاليز والمجاري و و و إلى آخره، ما يقول مسلم بهذا، إذا اسحب كلامك، لا تقله. هنا والكلام ذو شجون كما يقال، فماذا نعتقد وماذا نقول بدل قولنا الله في كل مكان .؟ أي حينما نتحدث عن الذات الإلهية التي يعبر عنها بلفظ الجلالة الله، اسم الذات هذا معروف لدى المسلمين جميعا، قول بعضهم الله في كل مكان، عرفنا أن هذا خطأ، وأن المقصود به العلم، فنقول ليكن تعبيرك صحيحا إذا كنت تقصد العلم الإلهي، فتقول أحاط بكل شيء علما، لكن إذا أردنا أن نتحدث عن الله عز وجل، عن الذات الإلهية، فماذا نقول . ؟
فهذا انحراف خطير كما ترون، يعني إنكار لوجود الله الحق، وبالتالي إنكار للشرائع، لا إسلام، ولا يهودية، ولا نصرانية، لأنه ما فيه عبد ورب، رب يكلف، وعبد إيش يكلف، ولذلك قال قائلهم:
" الرب عبد والعبد رب ... يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك نفي ... أو قلت رب أنى يكلف "
فلا هو إلا هو ... وبالأخير هو هو ، في كلمات تخرج _ قلت أنا هذه مراتب _ في كلمات تخرج من المسلمين، الذين يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وليسوا من أولئك الدهريين، لكن يتلفظون أحيانا بكلمات تؤدي بهم إلى تلك العقيدة الباطلة، وهذا أمر خطير جدا، لا يكاد ينجو منه إلا الأقلون، الآن نحن في مجالسنا المعتادة، يقول قائلهم بمناسبة وبغير مناسبة، الله في كل الوجود، الله في كل الوجود، تساوي لا هو إلا هو.
السائل : الله موجود في كل الوجود ؟
الشيخ : نعم بتسمعوها كثير، الله موجود في كل الوجود، تساوي عند إمعان النظر في دلالتها ومضمونها، قول الصوفية الصريحين، غلاتهم طبعا، لا هو إلا هو ، لماذا.؟ لأننا إذا تأملنا في شهادة الحق، التي هي ...حينما يقول المؤمن حقا لا إله إلا الله، فهو يثبت وجودين، لا إله إلا الله، ينفي الآلهة الباطلة، هي معدومة أم موجودة .؟ التي عبدت من دون الله، طبعا موجودة في القرآن، عن قوم نوح: (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )) هؤلاء آلهة عبدت من دون الله، ولذلك لما بعث الله عز وجل نوحا عليه السلام إلى قومه، كان قد أمرهم أن يعبدوا الله وحده، فإذا لا إله إلا الله نفي للآلهة الباطلة وهي موجودة، إلا الله إثبات للوجود الحق، وهو الله تبارك وتعالى، إذن هناك وجودان لا يمكن للمسلم الفاهم لإسلامه أولا، ثم المؤمن بأنه مخلوق لله ثانيا، لا يمكن إلا أن يثبت وجودين، يعبر علماء التوحيد بالوجود الأول، وهو وجود الخالق سبحانه وتعالى، فهو موجود بذاته، أي أزلي لا أول له، فوجوده واجب الوجود كما يعبرون عنه، أما الوجود الآخر فهو ممكن الوجود، وهو الإنسان والمخلوقات كلها حيث كانت، ثم قال الله عز وجل لها كوني فكانت، فهي سبقت بالعدم، بخلاف وجود الله عز وجل، فهو الأول لا بداية له، كما هو معلوم جميعا، حينئذ حينما يقول المسلم الغافل: الله موجود في كل الوجود، فأما أن يعني هاتين الحقيقتين وهما متنافيتان تماما من الوجود الحق وهو الله، والوجود الممكن وهو الخلق، أما أن يعني هذا المعنى، حينئذ وقع في عقيدة أخرى غير وحدة الوجود، وهي الحلول.
تعرفوا مثلا بعض الطوائف الإسلامية يعتقدون بأن الله يحل في بعض الأشخاص المعظمين بزعمهم، مثلا عندنا في سورية العلويين والإسماعيليين، الإسماعيليون يمكن تقرؤوا عنهم الشيء الكثير، يلي كان الآغا تبعهم كان كل سنة يوزن بوزنه ذهب في أمريكا، فيعتقدون أن هذا الإله يتقمصه، يحل فيه، هذا اسمه الحلول، هذا أخص من وحدة الوجود التي تكلمنا عليها آنفا، وحدة الوجود شيء لا انفصال لبعضه عن بعض، أما الحلول فالله منفصل وبائن عن خلقه كما يقول العلماء، لكن يحل ويتقمص بعض البشر، زعموا طبعا، فإذا كان هذا الذي يقول الله موجود في كل الوجود، يعني وجودين، فمعنى ذلك أن أحدهما حل في الآخر، فبدل ما يحل في شخص حل في الكون كله، وهذا طبعا كفر، لا يشك في ذلك مسلم إطلاقا، وإن كان يعني المعنى الأول، الله موجود في كل الوجود، أي لا خالق ولا مخلوق هناك، إنما هو شيء واحد، فهذا أكفر وأكفر، ترى هؤلاء المسلمين اللي يصوموا معنا ويصلوا معنا، ونقتدي وراءهم وإلى آخره، لما يقول قائلهم: الله موجود في كل الوجود، ترى يعني أحد المعنيين، هل يعني الوحدة المطلقة عند الصوفية .؟ أي لا خالق ولا مخلوق، أو يعني الحلول، أن الله خلق الكون ثم حل فيه، ما أعتقد أن مسلما يعتقد هذه العقيدة أو تلك، إذن لما يقولون هذه الكلمة، لماذا لا يتأدبون بأدب الرسول عليه السلام، الذي يقول: ( لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن لقست ) معنى خبثت هي لقست ولقست هي خبثت، لكن الرسول أراد منا أن نتحدث عن أنفسنا بألفاظ لطيفة، وإن كان المعنى هو نفسه، فما بالنا نحن حينما نتحدث عن ربنا تبارك وتعالى، في هذه الحالة لا يجوز أن نتكلم بكلمة توهم الكفر، وتوهم الضلال، كثيرا ما حينما يطرح مثل هذا البحث، يكون أكثر الجالسين في الواقع ينتبهون كأنهم كانوا في غفلة، لكن بعضهم بقولوا: نحن ما نقصد أن الله تبارك وتعالى بذاته حالل في مخلوقاته كلها، ونحن ما قلنا أنهم يقصدون هذا، لأنهم إذا قصدوا هذا، فهذا بكون بحث ثاني، بكون كفر، لكن نحن بحثنا في تهذيب الألفاظ، إذا ماذا تقصدون الله موجود في كل الوجود ؟ يعني علمه، آه جميل، الله بعلمه بلا شك محيط، وهو بكل شيء محيط تبارك وتعالى، لكن التعبير إذن خطأ، بدك تقول وتتحدث عن علم الله فبتقول: أحاط بكل شيء علما، نص في القرآن الكريم: (( أحاط بكل شيء علما )) لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، لا تقول الله اللي هو عبارة عن الذات الإلهية المتصفة بكل صفات الكمال، والمنزه عن صفات النقصان، لا تقل الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود، لكن تقول: أحاط بكل شيء علما، هذا البحث كان في سبيل إصلاح الألفاظ-...أهلا مرحبا تفضل يا استاذ - فإذا وضح ما قصدت إليه، من أن من مقاصد الشارع تهذيب الألفاظ أيضا، فبدل من أن تقول الله موجود في كل الوجود، الله موجود في كل مكان ونحن نقصد علمه نقول احاط بكل شيء علما لأن العبارة الأولى الله موجود في كل الوجود تتصل بعقيدة غلاة الصوفية، الذين يقولون: لا هو إلا هو، فليس هناك خالق ومخلوق، وكما قال قائلهم لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار، لأنه نار جنة، خالق مخلوق، كل هذه الأشياء يعني لا حقيقة لها، وباختصار قولهم: لا هو إلا هو، يقولون كل ما تراه بعينك فهو الله، كل ما تراه بعينك فهو الله، فإذا لا ينبغي لمسلم أن يتكلم بكلمة، يضطر بعدها إلى أن يتأولها ، قلها صريحة، وليس بعد القرآن أفصح منه (( أحاط بكل شيء علما )) أما أن تتكلم بكلمة، وبعدين: والله أنا بقصد كذا وكذا، قال عليه الصلاة والسلام، وهذا من تأديبه إيانا، لو اطعناه لنجحنا: ( لا تكلمن- أي تتكلمن - بكلام تعتذر به عند الناس ) ورواية أخرى أخصر من هذه: ( إياك وما يعتذر منه ) فلا تقول: الله موجود في كل مكان، والله موجود في كل الوجود، رايح يأتيك اعتراضات وانتقادات لا قبل لك بردها.
سيقال لك : المكان الذي يضطر المسلم أن يدخله مرتين أو ثلاثة، ويتمنى أن لا يدخله ذلك المكان، هل ربك هناك أيضا .؟ وقس على ذلك الدهاليز والمجاري و و و إلى آخره، ما يقول مسلم بهذا، إذا اسحب كلامك، لا تقله. هنا والكلام ذو شجون كما يقال، فماذا نعتقد وماذا نقول بدل قولنا الله في كل مكان .؟ أي حينما نتحدث عن الذات الإلهية التي يعبر عنها بلفظ الجلالة الله، اسم الذات هذا معروف لدى المسلمين جميعا، قول بعضهم الله في كل مكان، عرفنا أن هذا خطأ، وأن المقصود به العلم، فنقول ليكن تعبيرك صحيحا إذا كنت تقصد العلم الإلهي، فتقول أحاط بكل شيء علما، لكن إذا أردنا أن نتحدث عن الله عز وجل، عن الذات الإلهية، فماذا نقول . ؟