هل الشخص الذي يرفع صوته على والديه في وقت الغضب الشديد ثم بعد الهدوء من ذلك الغضب يندم على ذلك الفعل أشد الندم فهل يعتبر هذا من عقوق الوالدين ؟ حفظ
السائل : هل الشخص الذي يرفع صوته على والديه في وقت الغضب الشديد ثم بعد الهدوء من ذلك الغضب يندم على ذلك الفعل أشد الندم ، هل يعتبر هذا من عقوق الوالدين ؟
الشيخ : إذا كان الإنسان لا يملك نفسه حال الغضب حتى رفع صوته على أبيه وأمه فإنه لا يؤاخذ بهذا ، لكن عليه إذا زال الغضب أن يتحلل من والديه ، وعلى والديه أن يقدرا هذه الحال وأن يحللاه لاسيما إذا جاء معتذراً .
ولكني أنصح هذا غيره من أولئك القوم العصبيين أن يتداووا بما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وهو :
أولاً : أن لا يغضبوا ، يعني أن يحاولوا منع الغضب فيبردوا على أنفسهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل : يا رسول الله أوصني قال : ( لا تغضب ) فردد مراراً قال : ( لا تغضب ) لعمله صلى الله عليه وسلم أن هذا الرجل كان غضوباً وإلا لأوصاه بتقوى الله عز وجل التي أوصى الله بها الأولين والآخرين ، هذا واحد ، فأولاً يمنع الغضب أصلاً ، يحاول أن لا يغضب وأن يكون بارك الطبع .
ثانياً : وإذا غضب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً غاضباً فقال : ( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) وذلك لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان ، فتنتفخ أوداجه وتحمر عيناه ويفور ، هذه ثانية يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
ثالثاً : إذا كان قائماً فليقعد وإذا كان قاعداً فليضطجع لأنه بتغيير حاله يبرد الغضب عنه .
رابعاً : يتوضاً يتوضأ وضوءه للصلاة الوضوء المعتاد ، يعني يغسل وجهه ويتمضمض ويستنشق ويغسل يديه إلى المرفقين وما أشبه ذلك وبهذا يسلم من الغضب .