وجدت في إحدى القرى أناس يضعون قطعة جريد بجانب الميت بدعوى أنها تلين من جسد الميت و فوق القبر يوضع قرورة مملوءة بالماء و الحبوب فما حكم عملهم هذا ؟ حفظ
السائل : وجدت في إحدى القرى أناس يضعون قطعة جريد بجانب الميت بدعوى أنها تلين من جسد الميت وفوق القبر يوضع قرورة مملوءة بالماء والحبوب ، فما حكم عملهم هذا مأجورين ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
الله أعلم أنه يريد أنهم يجعلونها في القبر ، هذا الذي يظهر ، وعلى كل نقول : وضع الجريدة مع الميت في القبر أو على القبر بعد الدفن كل ذلك من البدع التي ينهى عنها ، وهي لا تنفع الميت ، ومن زعم من الناس أن وضع الجريدة على القبر بعد الدفن له أصل في السنة ، وهو ما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين في المدينة فقال : ( إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير -أي في أمر شاق عليهما- أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ، فقالوا : يا رسول الله لما صنعت هذا ؟، فقال : ( لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ) .
قالوا : فهذا النبي صلى الله عليه وسلم بين أنه يخفف عن هذين الرجلين ما لم ييبسا فلنضع جريدة على الميت يخفف عنه العذاب .
فنقول : هذا بدعة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضعها على كل قبر ، وإنما وضعها على قبرين كشف له أنهما يعذبان ، ووضع الجريدة على القبر يعني أن صاحب القبر يعذب ، وهذا سوء ظن بالميت ورجم بالغيب ، فنحن لا نعلم هل يعذب أو لا ؟.
لذلك ينهى عنه هذا من وجهين :
أولاً : أنه بدعة ، والثاني : أنه إساءة ظن بالميت ، بل والثالث : أنه رجم بالغيب .
أما الأمر الثاني العجيب الذي ذكره السائل وهو أنهم يضعون جرة ماءة وحولها حبوب فلعلهم يريدون أن يفطر بها الميت كل صباح ، ربما يظنون هذا ، وهذا غلط عظيم ، هذا عبث ولا فائدة منه إطلاقاً ولا علمنا أحداً قاله .
والواجب على هذا الأخ الذي رأى أهل هذه القرية أن يكون نصحهم وبين لهم أن هذا بدعة وعبث وسفه ، ولعله فعل ذلك لكن لم يذكره في السؤال ، فإن كان قد حصل فهذا هو المطلوب وعليه أن يتابع ، ويخرج إليهم وينظر هل كفوا عن هذا أو لا ؟.
وإن لم يكن فعل ، أي لم ينصحهم فلينصحهم ، فلعل الله أن يهديهم على يده فيكونه له في ذلك خير .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
الله أعلم أنه يريد أنهم يجعلونها في القبر ، هذا الذي يظهر ، وعلى كل نقول : وضع الجريدة مع الميت في القبر أو على القبر بعد الدفن كل ذلك من البدع التي ينهى عنها ، وهي لا تنفع الميت ، ومن زعم من الناس أن وضع الجريدة على القبر بعد الدفن له أصل في السنة ، وهو ما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين في المدينة فقال : ( إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير -أي في أمر شاق عليهما- أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ، فقالوا : يا رسول الله لما صنعت هذا ؟، فقال : ( لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ) .
قالوا : فهذا النبي صلى الله عليه وسلم بين أنه يخفف عن هذين الرجلين ما لم ييبسا فلنضع جريدة على الميت يخفف عنه العذاب .
فنقول : هذا بدعة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضعها على كل قبر ، وإنما وضعها على قبرين كشف له أنهما يعذبان ، ووضع الجريدة على القبر يعني أن صاحب القبر يعذب ، وهذا سوء ظن بالميت ورجم بالغيب ، فنحن لا نعلم هل يعذب أو لا ؟.
لذلك ينهى عنه هذا من وجهين :
أولاً : أنه بدعة ، والثاني : أنه إساءة ظن بالميت ، بل والثالث : أنه رجم بالغيب .
أما الأمر الثاني العجيب الذي ذكره السائل وهو أنهم يضعون جرة ماءة وحولها حبوب فلعلهم يريدون أن يفطر بها الميت كل صباح ، ربما يظنون هذا ، وهذا غلط عظيم ، هذا عبث ولا فائدة منه إطلاقاً ولا علمنا أحداً قاله .
والواجب على هذا الأخ الذي رأى أهل هذه القرية أن يكون نصحهم وبين لهم أن هذا بدعة وعبث وسفه ، ولعله فعل ذلك لكن لم يذكره في السؤال ، فإن كان قد حصل فهذا هو المطلوب وعليه أن يتابع ، ويخرج إليهم وينظر هل كفوا عن هذا أو لا ؟.
وإن لم يكن فعل ، أي لم ينصحهم فلينصحهم ، فلعل الله أن يهديهم على يده فيكونه له في ذلك خير .