هل يجوز المسح على الجوارب.؟ حفظ
الشيخ : ماذا عندك ؟
السائل : عندي سؤال يا شيخ.
الشيخ : لابد كي نستفيد إن شاء الله.
السائل : أنا جي أتشرف بمعرفتك الحقيقة مع الإخوان.
الشيخ : شرفك الله.
السائل : السؤال الذي في ذهني ذكرني فيه الشيخ أبوعدي ؟ في خلاف حول المسح هل يجوز المسح على الجوارب كما هو الحال في الخف أم لا يجوز فقرأت على المذاهب الأربعة كتاب "الفقه" الكل يقول أن من شروط المسح على الجوارب أنها تكون متينة وجامدة وقوية وتشبه الخف إلى آخره وتكون حيث أن الماء لما يتم المسح لا يصل إلى اللحم إنما في شرط اتفقوا عليه أربعة مسألة تمشي فيها أو فرسخ أو ثلاثة أميال أو شيئًا من هذا القبيل فاعتقد أن هذا ما يتحقق في الجوارب ففهمي الخاص كان أنه أقلعت عن المسح فلا أدري هل هذا صواب أم لا ؟
الشيخ : سبحان الله، لو سألك سائل عن المسح على الخفين ثم على الجوربين هل هو عزيمة أم رخصة ماذا يكون جوابك؟
السائل : فيما يتعلق بالخفين.
الشيخ : لا تفصل أنا حطيت لك مثلين المسح على الخفين أو الجوربين هل هو عزيمة أم رخصة فيما تعلم؟
السائل : كمسلم عامي هو رخصة.
الشيخ : وهكذا فلتكن العمة إذا ، طيب هل الرخصة في علمك وأرجوا أن تكون ناجحًا في الجواب عن السؤال الثاني كما كنت ناجحًا في جوابك عن السؤال الأول هل الرخص عادة يشترط فيها من الشروط ما يشترط في العزائم ؟
السائل : بالتأكيد لا لأنها أقل مرتبة إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
الشيخ : هذه مرحلة أخرى. جميل لكني رأيتك أنك حرمت نفسك هذه الرخصة بسبب تلك الشروط والقيود فهل هذه الشروط والقيود تتناسب مع كون المسألة رخصة.
السائل : والله حرماني لنفسي من باب واحد إني عندي وقت لست في ضائقة من الوقت عندي متسع من الوقت.
الشيخ : الآن حدت وما نحب لك الحيدة .
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : فإن الرخص لا يشترط فيها أن يكون متفرغًا يعني الآن لما الإنسان يكون في السفر عنده عزيمة وعنده رخصة العزيمة القصر، الرخصة الجمع عنده وقت وعنده فراغ بحيث أنه يستطيع أن لا يجمع لكن مع ذلك جمع هل عليه من ضير، إذًا أنت لماذا تضرب الأمثال وتقول إني وجدت في نفسي فراغ ، وجود الفراغ لا ينافي تعاطي الرخصة لعلع وضح لك ؟
السائل : نعم يا سيدي .
الشيخ : إذًا ؟
السائل : كان عندي لبس أنا في مسألة الخف، الخف ما فيه خلاف ومسألة الجورب.
الشيخ : هو أنا أحكي عن الخف و الجورب بعامة فإذا ما عجبك حشير ما عن الجورب الخف فاضرب عليه بخف وتمسك بالبحث في الجورب، الكلام كله يدور على الخف وعلى الجورب فإن ظننت ولا أقول إذا ظننت أن هناك فرقًا بين الخف والجورب نضرب على الخف بخف كما قلنا ونعود ونحصر الكلام في ماذا؟ في الجورب فلماذا الآن أعرضت عن رخصة الله التي ذكرت الحديث فيها؟ ما هو السبب بالضبط؟
السائل : نعم يا سيدي الطرف الآخر الذي كان في النقاش متعمق في الدين يمكن أكثر مني شوية فقال لي أنه ما ورد إطلاقًا كلمة جورب في حياة الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين، فأقنعني بهذا من باب أنه أعلم مني مسألة أنه ما ورد كلمة جورب الذي ورد خف فقط.
الشيخ : كلاكما مخطئ الذي أنكر والذي مستنكر هو مخطئ، لأنه قد ثبت عن السلف وأعني بهم أول السلف و هم الصحابة وبخاصة أنس بن مالك ثم عمر بن الخطاب وغيرهم أنهم كانوا يمسحون على الجوربين وعن الحسن البصري التابعي الجليل أنه قال وهو جواب لرد بعض الشروط التي قرأتها في ذاك الكتاب أو في غيره ما كانت جوارب الأنصار إلا مخرقة فإذًا إنكار كون المسح على الجوارب ما جاء هذا أمر مستنكر سواء صدر منك أو من غيرك لأن هذا معروف وبعد هذا أقول لو لم يكن للمسح على الجوربين أصل سواء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عن الصحابة ما اتفق العلماء على شرعية المسح على الجوربين كما اتفقوا على شرعية المسح على الخفين وإن اختلفوا في شروط المسح على كل من الخفين أو الجوربين وقد جاء في سنن أبي داود والترمذي من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي رواية رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح على الجوربين والنعلين منشان خاطرك.
السائل : أمد الله في عمرك إن شاء الله.
الشيخ : يعني ما فقط مسح على الخفين لا خفين وجوربين ونعلين، الشاهد من هذا الحديث أن هذا الصحابي الجليل الذي كان يعد من دهاة العرب قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح على الجوربين والنعلين، وحينما يأتي نص كهذا النص من فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعني مطلقًا رأيته يمسح على الجوربين فحينئذ ينبغي العمل بهذا النص المطلق دون تكلف وضع شروط له أو تطلب شروط له كما فعل اليهود مع موسى حينما قالوا ما لونها ما هي فلو ذبحوها كما قيل لهم وأخذوا النص على إطلاقه كانوا استراحوا، لكن تنطعوا فهلكوا و أتعبوا أنفسهم ولذلك قال عليه السلام ( هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون ) فأنا سأضرب الآن أمثلة خيالية لنتوصل منها إلى الأمثلة الواقعية مع أنها هي تشبه الأمثلة الأولى الخيالية، فأقول ليس لنا أن نتساءل يا ترى ما كان لون الجوربين الذين مسح عليهما الرسول عليه السلام؟ ما كان قماشه أكان قطنًا أم كان صوفًا ؟ ثم هذا الصوف هل كان من الضأن أم المعز أم من الإبل أم إلى آخره.
السائل : النتيجة لا مسح على الجوربين. بارك الله فيكم.
الشيخ : وفيك بارك، هذه أمثلة خيالية طبعًا لكن أمثلة واقعية من حيث أنها فرضت واشترطت كما كنت قرأت يجب أن يكون الجوربان ثقيلين يجب أن يكون ثابتين على الساق يجب أن يمكن المشي بهما كذا وكذا مسافة هذه أخت تلك تمامًا لكنها أقرب إلى العقل بعض الشيء لكنها أبعد ما تكون عن الشرع، لأن الذي شرع لنا بفعله عليه السلام المسح على الجوربين لو أنه أراد أن يضع لهذه الجوارب شروطًا ينبغي على عامة المسلمين أن يلتزموها وأن يتمسكوا بها وأنه لا يجوز لهم المسح على الجوربين إلا بها فبينها للناس لأن الله عز وجل قال له (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وإن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) والله عز وجل أولى أن يكون كما قال في كتابه (( ومَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًا )) إذًا لو أراد الله هذه الشروط لبلغها إلى نبيه ولو بلغها إلى نبيه لبلغها هو إلى أمته لأنه قال في الحديث الصحيح ( ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) إذًا عدم ورود هذه الشروط في شيء من أحاديث الرسول عليه السلام أولاً ثم من آثار السلف المتبع له اتباعًا حقيقيًا ثانيًا لأكبر دليل على أنها من الشروط التي قال عنها الرسول عليه السلام ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولو كان مائة شرط ) ، إذًا أمسح ولا تبالي وتمتع برخصة الله عز وجل سواء كنت مشغولاً أو فارغًا. نعم.