مشكلتي هي أن قلبي قاسي حتى أنه من شدة القسوة إذا توفي شخص من أقاربي لا أبكي و لا تدمع عيناي إلا بعد المحاولات هل هذه القسوة تمنع قبول صلاتي و صيامي و غيرهما من الأعمال و هل هذا من نقص إيماني و هل إذا تصدقت على الفقراء تزيل هذه القسوة من قلبي ؟ حفظ
السائل : تقول مشكلتي هي أن قلبي قاسٍ حتى أنه من شدة القسوة إذا توفي شخص من أقاربي لا أبكي ولا تدمع عيناي ، إلا بعد المحاولات ، هل هذه القسوة تمنع عدم قبول صلاتي وصيامي وغير ذلك من الأعمال ؟ وهل هذا من نقص إيماني ؟ وهل إذا تصدقت على الفقراء تزيل الصدقة هذه القسوة من قلبي ؟.
الشيخ : بعض الناس عندهم قسوة قلب ، وليس قلبه ليناً ، فتجده لا يخشع وإن أصيب بأعظم المصائب نسأل الله العافية ، قلبه متحجر كالحجارة أو أشد قسوة .
ومن أسباب لين القلب قراءة القرآن الكريم فإنه يلين القلب إذا قرأه الإنسان بتدبر وتمعن ألان قلبه ، بدليل قول الله تعالى : (( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله )) ، هذا وهو جبل حصى .
ويقول ابن عبد القوي رحمه الله في داليته المشهورة :
" وحافظ على درس القران فإنه .. يلين قلباً قاسياً مثل جلمد " .
ومن ذلك ، أي مما يلين القلب قراءة السيرة النبوية على صاحبها أفضل السلام وأتم التحية ، أتم التحية للمخلوق ، فإن قراءة السيرة لها تأثير عجيب على القلب لأنه يتذكر الإنسان وكأنه مع الصحابة ، فيلين قلبه .
ومنها أي من أسباب لين القلب رحمة الأطفال والتلطف معهم ، فإن ذلك يلين القلب وله تأثير عجيب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .
ومن أسباب لين القلب سماع المواعظ والقصائد التي تحيي القلب ، ولذلك تجد الرجل إذا سمع قصيدة مؤثرة يخشع قلبه ، وتدمع عينه .
ومن أسباب لين القلب حضور القلب في الصلاة ، فإن ذلك من أسباب الخشوع ولين القلب ، نسأل الله تعالى أن يلين قلوبنا لذكره ، وأن يعيذنا من قسوة القلب.