سنية سجدة التلاوة ، والكلام على اجتهاد عثمان في الإتمام في الصلاة . حفظ
السائل : الله يجزيك خيرا، هل اجتهاد عمر صحيح بالنسبة للخطبة؟
الشيخ : بالنسبة لسجدة التلاوة؟ نعم، صحيح صحيح .
السائل : في المرتين صحيح.
الشيخ : المرتين؟
السائل : أول مرة سجد وثاني مرة ما سجد.
الشيخ : هذا السجود سنة، السجود سنة، فهو لم يسجد للمرة الثانية ليبين للناس أنها ليست واجبة، بحيث أن من ترك سجود التلاوة فلا يكون آثما، فسجدة التلاوة سنة لكن ليست واجبة، وعلى كونها سنة عليه المذاهب الثلاثة، مذهب مالك والشافعي وأحمد، الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى يقول بوجوب سجدة التلاوة، وهذه القصة مع عدم وجود ما يخالفها كتابا أو سنة هو من الأدلة القوية على أن سجدة التلاوة ليست واجبة وإنما سنة، من فعلها أثيب عليها، ومن تركها فلا إثم عليه، تفضل.
السائل : بالنسبة للسجود ...
الشيخ : لماذا يعني كان يصلي خلفه ابن مسعود وهو يعلم أن السنة القصر؟ وهذا يذكرني بالإشارة لتوضيح ما أشرت إليه، شو عذر أمير المؤمنين في مخالفة السنة هنا، الحقيقة أن الأئمة كلهم بدء من الصحابة وأنت نازل، يكون لهم بعض الاجتهادات تبدوا بادئ الرأي أن هذا لا يجوز لأنه يخالف النص، من ذلك هذه المسألة، من المقطوع به أن الرسول عليه السلام في كل أسفاره كان يصلي قصرا، بل إنه قد ثبت أنه أمر بذلك، وكما جاء في صحيح مسلم أن رجلا قال لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لو أني أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته، قال: ما كنت تسأله؟ قال: أسأله أن الله عز وجل يقول: (( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا )) فكنت أسأله: ما بالنا نقصر وقد أمنا ؟ يعني ربنا عز وجل نفى الحرج في قصر الصلاة بشرط الخوف من المشركين، فبعد أن نصر الله نبيه على المشركين، وطهر بلاد الحجاز من الشرك، ما بال المسلمين لا يزالون يقصرون، وفي آخر سنة من حياته عليه السلام وهي حجة الوداع كما ذكرنا، كنت بسأل الرسول ما بالنا نقصر وقد أمنا؟ قال له: أبشر لقد سألت الرسول صلى الله عليه وسلم فقال، وهنا الشاهد: ( صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته ) فهل يتكبر العبد على سيده فلا يقبل عطاءه الكريم له، ما يفعل هذا أبدا، هذا العبد مع السيد، العبد فما بال العبد مع الرب تبارك وتعالى؟ لذلك ثابت يقينا أن الرسول عليه السلام كان دائما يقصر، بل أمر بذلك كما سمعتم: ( صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته ) إذا كيف أتم عثمان؟ أجابوا بجوابين:
الجواب الأول: بأن رأى أن حجه يجمع من شتات الناس ومن مختلف الناس، خاصة من الأعراب البدو الذين لا يتاح لهم وهم عائشون في البادية أن يتفقهوا في الدين، فيحضروا الحج يشوفوا خليفة المسلمين يصلي ركعتين ويا الله، وهذا الكلام يجر كلام كما يقولون، مثل ما صار في زمن الرسول عليه السلام كما يروي البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: بينا نحن نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر، إذ سلم على راس الركعتين، صلاة العصر ثم انتحى ناحية من المسجد واضطجع هكذا، ووضع أحد رجليه على الأخرى، انتهت الصلاة وبده يرتاح عليه السلام، قال وهنا الشاهد، يقول أبو هريرة: " فخرج سرعان الناس، هم كانوا يصلون دائما أربعة ، شافوا الرسول صلى الله عليه وسلم ركعتين - ويعرفوا أن الأحكام الشرعية تتجدد - ما كاد الرسول يسلم من هنا إلا المسرع حمل نعله وطلع من المسجد، في الناس رجل اسمه ذو اليدين، يظهر أنه كان جريئا أو لعله لم يكن أديبا، لأن في القوم أبو بكر وعمر، فتجرأ وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن جرأته كانت في مكانها، قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: ( كل ذلك لم يكن ) قال له: بلى، فنظر في القوم وفيهم أبو بكر وعمر، قال عليه السلام: ( أصدق ذو اليدين؟ ) قال: نعم، فقام من مكانه وعاد إلى المصلى - " ولا أقول المحراب بيانا، لأنه لم يكن في زمن الرسول عليه السلام محاريب، وإنما إلى المكان الذي صلى فيه - " وصلى ركعتين ثم سجد سجدتي السهو ثم سلم "، هذه القصة كما قلنا في الصحيحين، والشاهد منها أن الجماعة اللي مستعجلين ما كادوا يسمعوا سلام الرسول على رأس الركعتين وخرجوا.
فعثمان رضي الله تعالى عنه اجتهد فرأى أن هؤلاء الأعراب المجتمعين من كل البوادي في ذلك الموسم العظيم ربما يفهمون أنه الصلاة قصرت على طول الخط، فما يهمنا نحن أصاب أو أخطأ، يهمنا أنه اجتهد كما كنت ذكرت في مرة من المرات في مثل هذا المجلس الطيب إن شاء الله، نحن ما يهمنا أبدا أن العالم أصاب أو أخطأ، يهمنا أن يجتهد، يهمنا أن لا يتكلم بجهل، وإنما يفرغ جهده ليصيب الحق، لكنه ليس بمكلف أن يصيب الحق مئه بالمئة، وإنما إذا غلب على ظنه أن هذا هو الصواب عمل به، وهنا يأتي قوله عليه السلام الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، قال عليه السلام: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد ) فما يهمنا نحن الآن نقعد وندندن ونخلي فعل عثمان هذا وعمله أصاب أم أخطأ، لأنه نحن ما يترتب عندنا شيء على قولنا أصاب أم أخطأ، لأنه نحن نعرف مسبقا أن الرسول عليه السلام من يوم خرج من المدينة إلى أن رجع وهو يصلي ركعتين ركعتين، بل أمر بذلك كما قال عليه السلام، لكن يمكن أن يكون مصيبا فيما فعل؟ يمكن أن يكون مصيبا بما فعل، لماذا؟ لأنه هذا حكم كما يقول علماء الأصول في العصر الحاضر، حكم زمني مش أبدي، كما يقال الحديث ذو شجون، هذا يجرنا إلى مسألة أخرى أهم من المسألة الأولى، لأن الأولى قضية إتمام عثمان لم يبق لها أثر، لأنها كانت زمنية، يعني متعلقة فقط بخلافته، لكن المسألة الأخرى أصبحت شرعا أبديا بالنسبة لجماهير الناس، إلا القليل منهم ممن عصم الله عز وجل، ما هي هذه المسألة؟
الشيخ : بالنسبة لسجدة التلاوة؟ نعم، صحيح صحيح .
السائل : في المرتين صحيح.
الشيخ : المرتين؟
السائل : أول مرة سجد وثاني مرة ما سجد.
الشيخ : هذا السجود سنة، السجود سنة، فهو لم يسجد للمرة الثانية ليبين للناس أنها ليست واجبة، بحيث أن من ترك سجود التلاوة فلا يكون آثما، فسجدة التلاوة سنة لكن ليست واجبة، وعلى كونها سنة عليه المذاهب الثلاثة، مذهب مالك والشافعي وأحمد، الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى يقول بوجوب سجدة التلاوة، وهذه القصة مع عدم وجود ما يخالفها كتابا أو سنة هو من الأدلة القوية على أن سجدة التلاوة ليست واجبة وإنما سنة، من فعلها أثيب عليها، ومن تركها فلا إثم عليه، تفضل.
السائل : بالنسبة للسجود ...
الشيخ : لماذا يعني كان يصلي خلفه ابن مسعود وهو يعلم أن السنة القصر؟ وهذا يذكرني بالإشارة لتوضيح ما أشرت إليه، شو عذر أمير المؤمنين في مخالفة السنة هنا، الحقيقة أن الأئمة كلهم بدء من الصحابة وأنت نازل، يكون لهم بعض الاجتهادات تبدوا بادئ الرأي أن هذا لا يجوز لأنه يخالف النص، من ذلك هذه المسألة، من المقطوع به أن الرسول عليه السلام في كل أسفاره كان يصلي قصرا، بل إنه قد ثبت أنه أمر بذلك، وكما جاء في صحيح مسلم أن رجلا قال لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لو أني أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته، قال: ما كنت تسأله؟ قال: أسأله أن الله عز وجل يقول: (( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا )) فكنت أسأله: ما بالنا نقصر وقد أمنا ؟ يعني ربنا عز وجل نفى الحرج في قصر الصلاة بشرط الخوف من المشركين، فبعد أن نصر الله نبيه على المشركين، وطهر بلاد الحجاز من الشرك، ما بال المسلمين لا يزالون يقصرون، وفي آخر سنة من حياته عليه السلام وهي حجة الوداع كما ذكرنا، كنت بسأل الرسول ما بالنا نقصر وقد أمنا؟ قال له: أبشر لقد سألت الرسول صلى الله عليه وسلم فقال، وهنا الشاهد: ( صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته ) فهل يتكبر العبد على سيده فلا يقبل عطاءه الكريم له، ما يفعل هذا أبدا، هذا العبد مع السيد، العبد فما بال العبد مع الرب تبارك وتعالى؟ لذلك ثابت يقينا أن الرسول عليه السلام كان دائما يقصر، بل أمر بذلك كما سمعتم: ( صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته ) إذا كيف أتم عثمان؟ أجابوا بجوابين:
الجواب الأول: بأن رأى أن حجه يجمع من شتات الناس ومن مختلف الناس، خاصة من الأعراب البدو الذين لا يتاح لهم وهم عائشون في البادية أن يتفقهوا في الدين، فيحضروا الحج يشوفوا خليفة المسلمين يصلي ركعتين ويا الله، وهذا الكلام يجر كلام كما يقولون، مثل ما صار في زمن الرسول عليه السلام كما يروي البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: بينا نحن نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر، إذ سلم على راس الركعتين، صلاة العصر ثم انتحى ناحية من المسجد واضطجع هكذا، ووضع أحد رجليه على الأخرى، انتهت الصلاة وبده يرتاح عليه السلام، قال وهنا الشاهد، يقول أبو هريرة: " فخرج سرعان الناس، هم كانوا يصلون دائما أربعة ، شافوا الرسول صلى الله عليه وسلم ركعتين - ويعرفوا أن الأحكام الشرعية تتجدد - ما كاد الرسول يسلم من هنا إلا المسرع حمل نعله وطلع من المسجد، في الناس رجل اسمه ذو اليدين، يظهر أنه كان جريئا أو لعله لم يكن أديبا، لأن في القوم أبو بكر وعمر، فتجرأ وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن جرأته كانت في مكانها، قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: ( كل ذلك لم يكن ) قال له: بلى، فنظر في القوم وفيهم أبو بكر وعمر، قال عليه السلام: ( أصدق ذو اليدين؟ ) قال: نعم، فقام من مكانه وعاد إلى المصلى - " ولا أقول المحراب بيانا، لأنه لم يكن في زمن الرسول عليه السلام محاريب، وإنما إلى المكان الذي صلى فيه - " وصلى ركعتين ثم سجد سجدتي السهو ثم سلم "، هذه القصة كما قلنا في الصحيحين، والشاهد منها أن الجماعة اللي مستعجلين ما كادوا يسمعوا سلام الرسول على رأس الركعتين وخرجوا.
فعثمان رضي الله تعالى عنه اجتهد فرأى أن هؤلاء الأعراب المجتمعين من كل البوادي في ذلك الموسم العظيم ربما يفهمون أنه الصلاة قصرت على طول الخط، فما يهمنا نحن أصاب أو أخطأ، يهمنا أنه اجتهد كما كنت ذكرت في مرة من المرات في مثل هذا المجلس الطيب إن شاء الله، نحن ما يهمنا أبدا أن العالم أصاب أو أخطأ، يهمنا أن يجتهد، يهمنا أن لا يتكلم بجهل، وإنما يفرغ جهده ليصيب الحق، لكنه ليس بمكلف أن يصيب الحق مئه بالمئة، وإنما إذا غلب على ظنه أن هذا هو الصواب عمل به، وهنا يأتي قوله عليه السلام الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، قال عليه السلام: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد ) فما يهمنا نحن الآن نقعد وندندن ونخلي فعل عثمان هذا وعمله أصاب أم أخطأ، لأنه نحن ما يترتب عندنا شيء على قولنا أصاب أم أخطأ، لأنه نحن نعرف مسبقا أن الرسول عليه السلام من يوم خرج من المدينة إلى أن رجع وهو يصلي ركعتين ركعتين، بل أمر بذلك كما قال عليه السلام، لكن يمكن أن يكون مصيبا فيما فعل؟ يمكن أن يكون مصيبا بما فعل، لماذا؟ لأنه هذا حكم كما يقول علماء الأصول في العصر الحاضر، حكم زمني مش أبدي، كما يقال الحديث ذو شجون، هذا يجرنا إلى مسألة أخرى أهم من المسألة الأولى، لأن الأولى قضية إتمام عثمان لم يبق لها أثر، لأنها كانت زمنية، يعني متعلقة فقط بخلافته، لكن المسألة الأخرى أصبحت شرعا أبديا بالنسبة لجماهير الناس، إلا القليل منهم ممن عصم الله عز وجل، ما هي هذه المسألة؟