شاب مقيم في مدينة أبها ومتزوج وله ثلاثة من الأبناء والحمد لله ولكن وباختصار يقول : قررت أنا وزوجي أن نمتنع عن الإنجاب حتى نتمكن من تربية أولادنا التربية الإسلامية الصحيحة وبعيداً ما أمكن عن الفتن الكثيرة المحيطة بنا فما هو الحل في نظركم مأجروين .؟ حفظ
السائل : هذا السائل يقول في رسالته : بأنه شاب مقيم في مدينة أبها ومتزوج وله ثلاثة من الأبناء والحمد لله ، ولكن وباختصار يقول : قررت أنا وزوجتي أن نمتنع عن الإنجاب حتى نتمكن من تربية أولادنا التربية الإسلامية الصحيحة ، وبعيداً ما أمكن عن الفتن الكثيرة المحيطة بنا ، فما هو الحل في نظركم مأجورين ؟.
الشيخ : الحمدلله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين :
هذا الحل غير صحيح -أعني: إيقاف الإنجاب- لأنه مخالف لما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال : ( تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ) ، ولأن الإنسان لا يدري فربما يموت هؤلاء الأبناء الذين عنده فيبقى بدون ذرية .
والتعليل بأن ذلك من أجل السيطرة على تربيتهم ، وربما يقوم على القيام بنفقتهم تعليل عليل في الواقع ، لأن الصلاح بيد الله عز وجل ، والتربية سبب لا شك ، وكم من إنسان ليس عنده إلا ولد وعجز عن تربيته ، وكم من إنسان عنده عشرة من الولد وقام بتربيتهم وأصلحهم الله على يده .
ولا شك أن الذي يقول : إنهم إذا كثروا لا يستطيع السيطرة عليهم ، أنه أساء الظن بالله عز وجل وربما يعاقب على هذا الظن ، بل المؤمن الحازم يفعل الأسباب الشرعية ويسأل الله المعونة والتوفيق ، وإذا علم الله منه صدق النية أصلح الله له أموره .
فأقول للأخ السائل : لا توقف الإنجاب ، أكثر من الأولاد ما استطعت فرزقهم على الله وصلاحهم على الله ، وأنت كلما ازددت تربية ازددت أجرا ً، فإذا كان لديك ثلاثة وأدبتهم وأحسنت تربيتهم أجرت على ثلاثة فقط ، لكن لو كانوا عشرة أجرت على عشرة ، ولا تدري أيضاً ربما هؤلاء العشرة يجعل الله منهم علماء ومجاهدين فينفعون الأمة الإسلامية ، ويكون ذلك من آثار إحسانك ، أكثر من الأولاد أكثر الله أموالك وأوسع لك في رزقك .