هل يجب على الإمام أن يقرأ سورة من منتصف السور الطويلة بعد الفاتحة عند كل صلاة أم الأفضل أن يقرأ السور القصيرة من أولها ؟ حفظ
السائل : هل يجب على الإمام أن يقرأ سورة من منتصف السور الطويلة بعد الفاتحة عند كل صلاة ، أم الأفضل أن يقرأ السور القصيرة من أولها ؟ .
الشيخ : الأفضل أن يقرأ السور القصيرة ، ولتكن قراءته في المفصل من سورة ق إلى آخر سورة الناس ، وتكون قراءته في الفجر من طوال المفصل ، وفي المغرب من قصار المفصل ، وفي الباقي من أوساط المفصل .
قال أهل العلم : المفصل طواله من ق إلى عم ، وقصاره من سورة الضحى إلى آخر القرآن ، وأوساطه ما بين ذلك .
وسمي مفصلاً لقصر سوره وكثرة فواصله .
ومن الحكمة في الاستمرار بقراءة المفصل أن المأمومين كلما تكررت عليهم السور حفظوها وسهل عليهم قراءتها ، بخلاف ما إذا كان يقرأ من كل سورة آيتين أو ثلاثاً فإنه يبعد أن يحفظها العوام .
ثم إن ابن القيم رحمه الله قال في زاد المعاد : " ليس من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم -يعني في الفريضة- أنه يقرأ من أواسط السور ، وأظنه قال: أو أواخرها " ، فلا ينبغي العدول عما ذكره أهل العلم واستدلوا له بالآثار النبوية .
وأما كون بعض الناس لا يقرأ إلا من أواسط السور دائماً فينبغي أن يراجع نفسه ويراجع ما قاله أهل العلم في هذا الباب ، ثم إن في قراءة الإنسان من أوساط السور ولا سيما إذا كانت السورة طويلة ، تشويشاً على المصلين الذين يحفظون القرآن ، لأنه إذا قرأ من أوسط السورة الطويلة سيبقى هذا متشوشاً هل سيقرأ إلى آخر السورة ؟ هل سيقرأ آيتين أو ثلاثاً ؟ .
ثم يكون في نفسه نوع من الاضطراب ، أما إذا قرأ من السور القصيرة عرف المبتدى والمنتهى فاطمأن.
السائل : في الآية يا شيخ : (( فاقرءوا ما تيسر من القرآن )) ما ينطبق هذا على منتصف السور ؟.
الشيخ : نعم تنطبق ، ونحن لا نقول إن هذا حرام لكن الأفضل.