ما حكم العسكري الذي يقيم في ثكنة بين إخوانه من العساكر الذين يتهاونون بالصلاة ويرتكبون معاصي كثيرة وكذا القائد متهاون بالصلاة ويناصهحم.؟ حفظ
السائل : السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله .
السائل : عندي يا شيخ سؤال طويل إن شاء الله نرجو منكم إن شاء الله الصبر .
السؤال يقول : أنا عسكري برتبة عريف وأسكن في الثكن العسكري ويضم عددا كبيرا من العسكر من مختلف الرتب من رقيب وأسفل وفيهم من المصلي والملتزم وفيهم المصلي فقط ومنهم عدد كبير تارك للصلاة والعياذ بالله .
وأنا إذا أنكرت عليهم بالحكمة يقولون : جزاك الله خير بسخرية ولا ينفع معهم وأنا كما ذكرت عريف صلاحيتي محدودة في عقاب الذي لم يصلي ولا أعاقب إلا من هو دوني في الرتبة أما من هو أرفع مني في الرتبة العسكرية لا أستطيع أن أجازيه وإذا نصحته ربما لا يأبه بالنصيحة .
مع العلم بأن الثكن العسكري فيه من المعاصي ما الله به عليم ولا أريد أن أذكر أنواع المعاصي التي تكون في الثكن العسكري .
ومع هذا الفساد فيه أناس صالحون يعدون على الأصابع منهم من هو صالح في نفسه ولا يدري ما يدور من حوله ومنهم يدري ولكن لا يحرك ذلك ساكنا في نفسه .
الشيخ : كمل ولا انتهى ؟
السائل : لا باقي باقي من أول .
الشيخ : لا لا كمل كمل .
السائل : ومع هذا الفساد فيه أناس صالحون يعدون على الأصابع منهم من هو صالح في نفسه ولا يدري ما يدور من حوله ومنهم يدري ولكن لا يحرك ذلك ساكنا في نفسه ومنهم كما ذكرت إنكاره محدود وعندنا قائد في السرية إنسان متهاون في الصلاة جدا .
الشيخ : وعندكم إيش ؟
السائل : قائد في السرية قائد السرية متهاون جدا في الصلاة ولكنه ولكنه يحب الصالحين وهو متناقض في أعماله وأقواله مع أنه يحث على الصلاة ويهدد الناس الذين يرتكبون المعاصي وترك الصلاة بالفصل أو تحويلهم إلى الشؤون الدينية ولا نظرنا أنه فعل ذلك مع أنه يعلم من الصالح في السرية ومن هو المفسد جزاك الله خير .
الشيخ : هذا السؤال طويل ، وهو سؤال عن قرية كاملة لأن المجمع السكني يجمع أناسًا تختلف أفكارهم وأهواؤهم وأعمالهم وأقوالهم .
والناصح إذا نصح فليس من شرط النصيحة تقبل المنصوح أرأيت الله يقول لموسى وهارون : (( اذْهَبْا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )) فقام بأعباء الرسالة ولكن هل تذكر أو خشي ؟ أسألك .
لا ، فلا يشترط في النصيحة أن تكون مقبولة .
إذا قام الإنسان بما يجب عليه من النصيحة فقد أدى ما عليه إن قبل من وجهت إليه فهذا له وللناصح وإن لم يقبل فللناصح وعليه .
ولكن مع ذلك لا أعفي الملازمين ومن تحتهم من أن يناصحوا من فوقهم فإن رأوا منهم تقبلا وإلا فليرفع الأمر إلى من فوقهم أيضا إما مباشرة وإما بواسطة من يوصل إلى المسؤولين الذي فوقه لأن تولي غير الصالح للصالحين عكس وانقلاب إذ أن الواجب أن الصالح هو الذي يكون له الولاية .
وليس معنى هذا أننا نريد أن يقفز من مرتبته إلى مرتبة الآخر لكن نريد أن الذي فوقه إذا لم يصلح يغير إلى شخص آخر صالح .
ومع هذا فإني أعتقد أن الصلاح ولله الحمد بدأ ينتشر في القطاعات العسكرية وغيرها وأن من الناس من يجامل بالصلاح في أول أمره ثم في النهاية يصلح صلاحًا خالصًا لله عز وجل وأما اختلاف المسؤولين الكبار من الرائدين ومن دونهم فإن هذا أمر لا بد منه في الغالب .
ولكن خير أن يقع من هذا الرجل إصلاح غيره وعقوبة من أساء ولو كان هو غير صالح في نفسه فهذا خير ولعل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بصلاح نفسه كما يحاول هو إصلاح غيره فالخلاصة : الآن أنني أوصيك بالبقاء على النصيحة وعقوبة من لك عقوبته وإذا لم ينتصح من نصحته فإنه من الممكن أن ترفع الأمر إلى من فوقه إما مباشرة إن استطعت وإما بواسطة غيرك إذا لم تستطع لاسيما إذا كانت معصيته خروجا من الدين كالذي لا يصلي فإن الذي لا يصلي لا شك عندي أنا في أنه كافر مرتد خارج عن الإسلام ( يحشر ) كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ) نعم .